كشف مخرج الأفلام الوثائقية في الجزائر علي بلود عن مشروعه المتمثل في التحضير لفيلم وثائقي جديد، يتحدث عن مساهمات الجزائريين في الثورتين المغربية والليبية، موضحا بأن اختياره لهذا الفيلم جاء ليبرز مساهمات الجزائريين في العالمين العربي والإسلامي خلال الفترة الاستعمارية. فبالرغم من أن الجزائر كانت مستعمرة، لكن اهتمامات شعبها لم تكن في محاربة المستعمر فقط، بل قدموا يد العون للأشقاء العرب والمسلمين وبصماتهم موجودة في كل من الثورتين المغربية والليبية. المخرج بلود أضاف في حديثه للصحيفة الجزائرية "النصر" ليوم الثلاثاء 17 يونيو 2014، بأن هذا الفيلم الموجود قيد التحضير، ومدته ساعة ونصف، يتحدث عن مساهمات الجزائريين في الثورة المغربية مع عبد الكريم الخطابي، إلى جانب مساهمة الجزائريين مع الثورة الليبية مع القائد عمر المختار، كما سيتحدث في هذا الفيلم عن الزاوية السنوسية الجزائرية الأصل، والتي تعود إلى ولاية مستغانم.
وتطرف المخرج الجزائري، من جانب آخر إلى الإخراج الوثائقي، مشيرا إلى أن تجربته تمتد إلى 40 سنة، وقد جعلته هذه التجربة يتأكد بأن عمل المخرج الوثائقي أصعب بكثير من عمل المخرج الخيالي، حيث أن مخرج للنوع الأول يجب أن يكون مسيطرا على المادة التاريخية ويكون في مستوى المؤرخ، على عكس مخرج الأفلام الخيالية الذي تتحكم فيه المعطيات المتوفرة، ويؤدي الممثلون أدوارهم ويكون التركيب سهلا والمادة المتوفرة هي التي تتحكم في اللقطة.في حين يجد مخرج الفيلم الوثائقي صعوبات عديدة في الحصول على المادة ومنها صور الشخصيات الموجودة في الفيلم، مشيرا إلى أنه يلجأ في كثير من الحالات إلى الفنانين التشكيليين لرسم صور بعض الشخصيات، مثلما حدث له شخصيا مع شخصية عبد القادر حاج علي الذي بحث في أكثر من 400 صفحة بالجرائد ولم يعثر سوى على صورة واحدة لهذه الشخصية، ولم تكن صالحة لاستخدامها، وما كان أمامه إلا الاستعانة بفنان تشكيلي لرسم هذه الشخصية.