السبت 23 نوفمبر 2024
فن وثقافة

تبعمرانت تجمع أمازيغ شمال إفريقيا في ذكرى دسترة الأمازيغية

تبعمرانت تجمع أمازيغ شمال إفريقيا في ذكرى دسترة الأمازيغية

اختتمت في ساعة متأخرة من فجر يوم الأحد 15 يونيو 2014 فعاليات الذكرى الثالثة لدسترة اللغة الأمازيغية بمدينة الفضة "مدينة تيزنيت" على وقع السهرة الفنية الكبرى التي شارك فيها عدد من الفنانين، في مقدمتهم الفنانة فاطمة تبعمرانت رئيسة جمعية "تايري ن وكال" (حب الارض) الجهة المنظمة لهذه التظاهرة الأمازيغية الكبرى، والتي تميزت بحضور ممثلات عن أمازيغ دول شمال إفريقيا، من مصر وتونس والجزائر. ونظمت هذه التظاهرة بتعاون مع الجماعة القروية أكلو، تحت شعار "دور المجتمع المدني في تفعيل و أجرأة الطابع الرسمي للأمازيغية”، بشراكة مع المجلس البلدي، والمجلس الإقليمي بتيزنيت، والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وشركة اتصالات المغرب ودار الصانع.

وعرفت دورة هذه السنة أنشطة مكتفة صباح اليوم الأول بتيزنيت والجماعة القروية لأكلو، نظم خلاله حفل ديني بالمدرسة العتيقة لأكلو مع توزيع منح مالية على مجموعة من الطلبة ذكورا وإناثا، والذين يدرسون القرآن الكريم بالمدرسة العتيقة سيدي وكاك، أحد أكبر أولياء سوس، الواقع على بعد 15 كلم من مدينة تيزنيت بقرية محاذية للساحل الأطلسي. وحضر هذا الحفل الديني عدد كبير من ضيوف الجمعية وشركائها بينهم نساء أمازيغيات من شمال إفريقيا وعدد من الفنانين المشاركين في التظاهرة رفقة الفنانة الأمازيغية فاطمة تابعمرانت، وتميز بتوزيع منح مالية على فتيات أيتام والمتفوقات في الدراسة على صعيد إقليم تيزنيت.

وفي مساء نفس اليوم كان جمهور تيزنيت وضيوفها على موعد مع ندوة فكرية بعنوان "دور المجتمع المدني في تفعيل وأجرأة الطابع الرسمي للامازيغية" بدار الثقافة محمد خير الدين بالمدينة، شارك فيها أساتذة من بينهم الباحث الحسين أيت باحسين، ومحمد الشامي، وخالد ألعيوض، بتنسيق أحمد بومزكو، ونظمت خلالها قراءات شعرية شاركت فيها الشاعرة والفنانة فاطمة تابعمرانت والفنان الشاعر موحى أملال.

 وعلى هامش الندوة تم تكريم الأب الروحي للحركة الثقافية الأمازيغية الأستاذ إبراهيم أخياط الذي حضر التظاهرة رغم ظروفه الصحية، والذي حظي بجائزة أمزال، كما تم تتويج الشاعر موحى أملال بجائزة أمدياز. فضلا عن تكريم مجموعة من السيدات الأمازيغيات لعطائهن في مجال الثقافة الأمازيغية: " ميريفيت الخطابي" من المغرب، "تسعديت ياسين" من الجزائر، "مها الجويني" من تونس، "أماني الوشاحي" من مصر، و"نزهة أباكريم" من تيزنيت. وخلالها قرئت الفاتحة ترحما على روح المهدي المنجرة عالم الدارسات المستقبلية.

 وبموازة الندوة تم تنظيم معرض للآلات الموسيقية الأمازيغية، وكذا زيارة معرض لطباعة الحرف الأمازيغي على الملابس، بالإضافة لزيارة معرض لبعض التذكارات التقليدية الأمازيغية التي عرضها الأستاذ إبراهيم أكيوض.

واختتمت التظاهرة الأمازيغية في ذكرى دسترتها، بعقد ندوة صحفية حضرها عدد من ممثلي وسائل الاعلام والفنانين وضيوف اللقاء،  في مساء اليوم ذاته أقيمت سهرة فنية كبرى أحياها مجموعة من نجوم الأغنية المغربية من بينهم الفنانة فاطمة تابعمرانت ومجموعة أحمد أماينو ، ومجموعة مصطفى شهبوبي بالإضافة لمجموعة أمنات عيشات الصحراوية، ونشط الحفل الكوميدي رشيد أسلال.

 

 أماني الوشاحي (يمينا) ومها الجويني

مها الجويني من تونس:

الترسيم مكسب كبير والدرس المغربي مرجع للحركة الأمازيغية بكل شمال أفريقيا

من منظورنا كشباب مناضل في الحركة الأمازيغية، وفي سبيل التنوع الثقافي في تونس، نرى أن ترسيم الأمازيغية في المغرب مكسب كبير، ونظرتنا إليه نظرة انبهار وإعجاب، وهو دليل على نجاح الحركة الثقافية الأمازيغية المغربية نتيجة النضال لعقود وتنوع العمل بين الثقافي والسياسي. ورغم ما يقال عن تلكؤ الحكومة المغربية في تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية، نقول إن ما نراه اليوم يدل على علامات جيدة: المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، حضور حرف تيفناغ في الحياة العامة، تكاثر المهرجانات التي تعنى بالأمازيغية والمكاسب الثقافية والأكاديمية والسياسية المهمة. الدروس التي استخلصناها من التجربة المغربية هي ما رفعناه نحن في شعاراتنا على أن الأمازيغية تراث ومسؤولية جميع التونسيين.

 

أماني الوشاحي من مصر:

دسترة الأمازيغية في المغرب خطوة كبيرة ونموذج لباقي دول شمال إفريقيا

المغاربة صنعوا المعجزة في تحقيق هذه الخطوة المتعلقة بدسترة الأمازيغية لأول مرة في تاريخ العالم. ومن المعروف أن الحركة الثقافية الأمازيغية في المغرب من أعرق الحركات الأمازيغية المناضلة في العالم، وبالتالي فهي سباقة في كل شيء. ومبادرة مثل هذه، في نظري، تعتبر جد متقدمة مقارنة بوضعية الأمازيغية مثلا في شمال إفريقيا، رغم أن بعض أمازيغ المغرب يطمحون إلى أكثر من الدسترة. أنا شخصيا، كوني من أمازيغ مصر، أعتبر هذا الأمر خطوة كبيرة في حد ذاتها. وأمس أثناء تكريمي وجهت رسميا شكري لملك المغرب محمد السادس على هذه الخطوة الجبارة، وقلت إن هناك العديد من الحكام لم يكونوا في مستوى ملك المغرب.. لهذا أحييه على تفاهمه الكبير لوضعية الشعب المغربي، لأن هذه المبادرة جنبت المغرب الانفجار مثلما يحدث في العراق، ولأن الاعتراف بالتنوع الثقافي يؤدي إلى التماسك المجتمعي.