الثلاثاء 16 إبريل 2024
خارج الحدود

الجيش الإسباني يحارب عدوا قاتلا في قلب ثكناته وقواعده العسكرية

الجيش الإسباني يحارب عدوا قاتلا في قلب ثكناته وقواعده العسكرية
بسبب تلوث مجموعة من الثكنات العسكرية بـ"الأميانت" (الحرير الصخري)،الذي وصفه محققون بـ"المرتفع جدا" و"الخطير"، أجرت مديرية البنية التحتية للقوات المسلحة الإسبانية "استبدال أنابيب مياه الشرب في مباني مختلفة في ثكنات سانتا آنا.
وتقع هذه القاعدة العسكرية في "كاسيريس"، وتضم مركزا لتدريب القوات رقم 1 (CEFOT 1) ، حيث يتم تدريب قوات الجيش والبحارة المتخرجين حديثًا قبل تعيينهم في وحدات عسكرية مختلفة.
ووفق ما أكدته "إلكونفيدونسيال"، فإن الجيش الإسباني وافق، منذ فبراير2022، على مواصفات عقد إصلاح مواسير المياه بقيمة تجاوزت 131 ألف يورو، بسبب سوء حالتها، كما تسبب مشاكل صحية لمجموعة من العسكريين.
وتوضح الخطة المصاحبة لوثائق المشروع أن جزءًا كبيرًا من أنابيب  مركز التدريب مصنوعة من الأسمنت الليفي، وهي مادة استخدمت لسنوات عديدة في تشييد المباني والبنى التحتية الأخرى، كطلاء للعزل ومقاومة للماء.
ويتكون الأسمنت الليفي من مادة رابطة، مثل الأسمنت أو سيليكات الكالسيوم ، المقواة بألياف عضوية أو معدنية أو صناعية غير عضوية. وكانت تلك الألياف المقواة مصنوعة من "الأميانت"، وتسمى أيضًا الأسبستوس. غير أنه عندما تم اكتشاف أن الأسبستوس يمكن أن يسبب السرطان، بدأ استخدام مواد أخرى مثل الألياف الزجاجية.
ونقلت الصحيفة الإسبانية أن الإسمنت الليفي في مركز تدريب القوات المسلحة في "كاسيريس" على مادة "الأميانت"، كما يقر الجيش في وثائق العقد، وهو ما يعني أن العمال المسؤولين عن استبدال أنابيب المياه يلزمهم أن يرتدوا بشكل دائم "ملابس واقية ضد تلوث الأميانت" كجزء من معدات الحماية الفردية.
وقالت "إلكونفيدونسيال" أن المناقصة العامة لإزالة أنابيب الأسمنت الليفي هي نموذج فقط على العمل الذي يتم إعداده من قبل الجيش لإصلاح المرافق بالعديد من الثكنات والقواعد العسكرية، وإزالة جميع المواد التي يمكن أن تكون مسببة للسرطان.
وكانت صحيفة "إلموندو" قد نبهت، الصيف الماضي، نقلا  عن عمال متخصصين، أن كيلومترات من الأنابيب التي تحمل الماء الساخن في قاعدة "توريخون دي أردوز" الجوية (مدريد) مغطاة بواحدة من أكثر الأنواع الخطيرة من الأميانت.
إلى ذلك تعمل القوات الجوية الإسبانية على إزالة الأميانت من ثكنة توريخون في أسرع وقت ممكن فحسب ، كما  تعمل أيضًا في القواعد الموجودة في "غاندو" (غران كناريا) و"فيلانوبلا" (بلد الوليد) و"لافيرجن ديل كامينو" (ليون) ، فضلا عن أن هناك مشاريع أخرى جارية للتخلص من هذه المواد السامة والمسرطنة.
وينطبق الشيء نفسه على البحرية ، التي تأثرت في أيامها بشكل كبير بوجود الأميانت في السفن والغواصات، كما هو الشأن بالنسبة لقاعدة "لاكاراكا" البحرية ( قاديس).