الخميس 28 مارس 2024
مجتمع

زرهون..غضب شديد بسبب تراجع جودة المياه، والمكتب الوطني للماء يؤكد أنها مطابقة للمواصفات

زرهون..غضب شديد بسبب تراجع جودة المياه، والمكتب الوطني للماء يؤكد أنها مطابقة للمواصفات زرهون...مدينة صغيرة الحجم والمساحة لكنها بشساعة الحلم
المكتب الوطني للماء والكهرباء يهدي كؤوس الشاي لساكنة مولاي إدريس زرهون بثمن رمزي !، هكذا فضل أحد المواطنين بمدينة زرهون التعليق ساخرا على أزمة ضعف جودة المياه، فبدل أن تترافع ساكنة مدينة المولى إدريس الأكبر أول مدينة إسلامية في شمال إفريقيا وأقدم حاضرة في تاريخ المغرب من أجل تعزيز البنيات التحتية ورفع التهميش وتحقيق تنمية سياحية علما أنها لا تفصلها عن العاصمة الاسماعيلية مكناس سوى 33 كلم، ضحى همها الأساسي هو ضمان التوفر فقط على الماء الشروب كي تظل على قيد الحياة.
مدينة صغيرة الحجم والمساحة، لكنها بشساعة الحلم ورحابة التاريخ، في منبع التمدن الإسلامي في المغرب إن صح التعبير ومن العار أن تعاني من العطش ، حيث تضطر الساكنة فرادى وجماعات الى تحمل مشاق قطع مسافات طويلة نحو العيون من أجل التزود بالمياه العذبة الصالحة للشرب وطهي الطعام وتنظيف الملابس (عين فرطاسة، عين شانش، عين بنسليمان، عين الكيفان، عين الشكور..).
فما هي أسباب تراجع جودة المياه بمدينة مولاي ادريس ؟ وهل نصدق المختبرات التي تقر بصلاحية مياه للمدينة للشرب ؟ أم نصدق تصريحات الساكنة التي تفضل جلب مياه العيون المحيطة بالمدينة وتكبد مشاق الطريق ومصاريف التنقل بدل شرب مياه الصنابير ؟  فلون المياه جد داكن وطعمه يفتقد للعذوبة، حيث تشتكي النساء من تغير لون الملابس بعد تنظيفها بمياه الصنبوب، كما لا يتردد آخرون في الإشارة الى كون شرب مياه زرهون تسببت لهم في أوجاع ومغص في الأمعاء.
 في نفس السياق أشار بعض المواطنين في تصريحات متفرقة لجريدة " أنفاس بريس " أن هناك فرقا واضحا بين مياه عين بنسليمان ومياه الصنابير، ويبدو هذا الفرق واضحا بمعاينة قارورتين من الماء إحداهما معبأة من العين والأخرى معبأة من الصنبور، حيث يبدو لون مياه هذه الأخيرة غامقا جدا ويميل الى اللون الأصفر الغامق، بينما مياه العين تبدو ناصعة، والأدهى والأمر من ذلك أن مياه الصنبور تؤدى مقابل الحصول عليها مبالغ باهظة كل شهر .
زرهون التي كانت تعرف الى عهد قريب بجودة مياهها، والتي يتم جلبها من عين شانش بجماعة سيدي عبد الله الخياط، مقابل أداء فاتورة رخيصة تؤدى كل ثلاثة أشهر، كما كانت معروفة بمياه سقاياتها ونافورات ضريح المولى ادريس الأكبر، وحديقة 3 مارس، أضحت تعاني اليوم من رداءة مياه الشرب، حيث تغير لون وطعم الماء وفق مصادر " أنفاس بريس " بعد مزج مياه عين شانش ببئر الحضاشي.
في نفس السياق كشف رئيس بلدية زرهون في توضيح توصلت جريدة " أنفاس بريس " بنسخة منه أنه سبق لها أن أثار موضوع جودة المياه الموزعة بالمدينة في عدد من الاجتماعات التي يتم عقدها على المستوى الإقليمي، مضيفا بأنه سبق له أن راسل عدد من المسؤولين المحليين و الإقليميين و الجهويين لمصالح المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، وآخرها مراسلة موجهة الى المصالح الجهوية بتاريخ 2 نونبر2022 قصد موافاة الجماعة بنتائج تحاليل الماء الشروب، موضحا بأنه توصل بتاريخ 14 نونبر 2022 برسالة من مدير الجهة الوسطى الشمالية للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب -قطاع الماء- تتضمن توضيحات تفيد بأنه بناء على التحاليل البكتيرية الفيزيو كيميائية التي تم إنجازها دوريا وبصفة منتظمة من طرف المختبرات الإقليمية والجهوية التابعة للمكتب تحت إشراف المختبر المركزي الحاصل على شهادة الاعتماد الدولية، فإن جودة المياه المنتجة من طرف المكتب لتزويد جماعة مولاي إدريس زرهون مطابقة للمواصفات الوطنية المتعلقة بجودة المياه الصالحة للاستعمال الغذائي وأنه ليس لها أي تأثير على صحة المستهلكين.
وأمام شكايات الساكنة وتصريحاتهم بتراجع جودة المياه وعدم صلاحيتها للشرب، وتصريحات مسؤولي المكتب الوطني الصالح للشرب بأن المياه خضعت لتحاليل المختبرات وأنها تخضع لمواصفات الجودة المطلوبة للاستعمال الغذائي يبقى الاحتقان والغضب الشديد سيد الموقف، علما أن موضوع تراجع جودة المياه تمت برمجته ضمن جدول أعمال مجلس المدينة في دورته الأخيرة، ليبقى الملاذ الأخير لساكنة زرهون هو اللجوء الى العيون المحيطة بمدينتهم التاريخية لمواجهة أزمة العطش.