الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

عبد السلام المساوي: في الذكرى الثانية لتطهير الكركرات

عبد السلام المساوي: في الذكرى الثانية لتطهير الكركرات عبد السلام المساوي
ونفذ الصبر المغربي الجميل، وحدث ما كان ينبغي أن يحدث، ما كان ينبغي حتما أن يحدث؛ تحرير المعبر الحدودي - الكركرات ...طرد الأقزام والانفصاليين والدمى ...طرد عصابة قطاع الطرق ...فتحية للقائد الأعلى للقوات الملكية المسلحة ، رمز الوحدة والسيادة ...ملك البلاد وأمير المؤمنين....ضامن الوحدة الترابية والوطنية ....وتحية للشجعان ...تحية للقوات المسلحة الملكية...
ان ما يجري في ساحتنا المحلية والاقليمية والدولية يساعدنا هنا في المغرب على وضع نقطة النهاية لملف طال انتظار حله، يسمى ملف وحدتنا الترابية، ومن حركوا العداء لهاته الوحدة الترابية منذ سبعينيات القرن الماضي يعرفون ذلك جيدا، لذلك دفعوا أقزامهم والانفصاليين وبقية الدمى لكي ترتكب ما ترتكبه في الكركرات وغيرها لأجل دفعنا نحو الخطوات غير المحسوبة.
هذا البلد لا يرتكب خطوات غير محسوبة..هذا البلد دولة وهو يعرف أنه يواجه عصابة تمولها وتدعمها " بعض الأطراف " .
هذا البلد متأكد أن تلك الصحراء جزء منه وأنه جزء من تلك الصحراء.
لذلك لا إشكال اطلاقا. صبرنا وفق ما يسمح به الصبر المغربي الجميل ، وبعدها مررنا الى السرعة القصوى، وقررنا أن وحدتنا الترابية تستحق التضحية لأجل اليوم مثلما ضحينا لأجلها بالأمس ومثلما سيعلن القادمون بعدنا أنهم سيضحون لأجلها في قادم الأيام .
"مدرسة الحركة الوطنية " تركت للتاريخ واحدة من أجمل واحسن التجارب النضالية، هي تجربة " ثورة الملك والشعب "، الثورة التي خط بها أحرار المغرب بزعامة الراحل محمد الخامس، معنى لنضال الدولة والشعب، من أجل مطلبين فقط هما الحرية والاستقلال، ثم الديموقراطية والحداثة، وهما المطلبان الذين تم تضمينهما في وثيقة 11يناير 1944  التي تعتبر ميثاقا وطنيا بين الحركة الوطنية ومحمد الخامس، وبرنامج عمل وطني وسياسي مغربي محض، مما أثار حنق الامبريالية التي كانت ممثلة في كل من فرنسا واسبانيا ومهد للمواجهة التي قادت إلى شن اعتقالات وإعدامات ونفي في حق الوطنيين ، ثم عزل الملك محمد الخامس عن السلطة ونفيه الى جزيرة كورسيكا ثم مدغشقر .
ان روح ثورة الملك والشعب كانت حاضرة في المسيرة الخضراء .وان روح المسيرة الخضراء ، التي أطلقها الراحل الحسن الثاني ، بقيت مستمرة ومتواصلة الى اليوم ، وهذا نهج مغربي يصبو نحو الحداثة والحكامة والتنمية المستدامة . وبروح المسيرة الخضراء ستظل الصحراء مغربية بشرعيتها وبنمائها وبازدهارها .
ثورة الملك والشعب ثورة مستمرة ومتجددة ، والمسيرة الخضراء ليست مجرد ذكرى وطنية نحتفل بها والسلام . هي درس مغربي متواصل على امتداد الأزمنة والأمكنة يجدد نفسه دوما وابدأ ويمنح إمكانية الاستفادة منه لمن كان ذا عقل سليم
نقولها بالصوت المغربي الواحد : الصحراء مغربية ...الصحراء عنوان هويتنا وكينونتنا ، في الحاضر والماضي والمستقبل ، بالأمس واليوم وكل الأيام ...لنا نحن هذا الوطن الواحد والوحيد ، وهاته البلاد التي ولدتنا وصنعتنا وصنعت كل ملمح من ملامحنا ، والتي تجري فيها دماء أجدادنا وابائنا وأمهاتنا ، والتي تجري دماؤها في مسامنا وفي العروق .
نفخر بهذا الأمر أيما افتخار، ونكتفي أننا لا ندين بالولاء الا للمغرب. وهذه لوحدها تكفينا، اليوم ، وغدا في باقي الأيام ، إلى أن تنتهي كل الأيام ....الصحراء جزء منا ونحن جزء منها ...الصحراء مغربية.