الخميس 25 إبريل 2024
كتاب الرأي

عبد الوهاب الدبيش: فرق بين أخلاق الدول.. وتصرفات دولة عصابة "الكابرانات"

عبد الوهاب الدبيش: فرق بين أخلاق الدول.. وتصرفات دولة عصابة "الكابرانات" عبد الوهاب الدبيش
في مؤتمر مراكش للمناخ استقبل المغرب جميع دول العالم بما فيها تلك التي تحارب المغرب في وحدته الترابية منذ أكثر من أربعين سنة، وفي هذا المؤتمر كان الملك محمد السادس شخصيًا في استقبال رؤساء الوفود.. ويسلم عليهم ثم يتكلف موظفو البروتوكول بإيصال المسؤولين الدوليين الى مواقعهم..
هذا سلوك الدول التي يحكمها اسوياء العقول والنفوس..أناس يضعون مواقف بلدانهم في خانة ويتجاوزون عن كل الإساءات لأن الظرف عرس دولي وأممي إنساني لا يمكن ان يسمح فيه المرء لنفسه باستغلال المناسبة لتصفية الحسابات بينه وبين ضيفه، والضيف عندنا مقدس ومرحب به، لأننا نؤمن بالقاعدة الإنسانية القديمة قدم الزمن نفسه( اللي جا لدارك جا لعارك) وكلمة العار هنا مستعملة في غير محلها من باب تسمية الشيء بضده، لأن القاعدة البروتوكولية السائدة بين دول المعمور أن الضيف يعامل باحترام وتقدير ولا نعلن له عن أي شيء قد يشوش على مقامه، وهكذا استقبل جلالة الملك بمراكش الرئيس الزيمبابوي بما يحفظ لهذا الرجل العجوز كرامته في المغرب..هكذا نتصرف مع أحبابنا وأعدائنا لا نميز بينهم إنهم ضيوف..
في حالة الجزائر تصرفت الدولة الطارئة على التاريخ مثلما تتصرف العصابة.. والواقع أنني لست من يستعمل هذا اللفظ في حق حكام الجزائر، لكنه شخص جزائري يشتغل أستاذا للرياضيات بإحدى الجامعات الكندية بتورونتو شاءت الصدفة أن يجاورني في القطار من فأس الى الدار البيضاء وتابع هو مسيرته الى مراكش..
قال لي هذا العالم الرياضي أن من يحكم بلادهم عصابة همها سرقة أموال الشعب الجزائري ولا شيء غير هذا الهدف،، ولأجل ضمان مواقعهم بهذه الدولة المغلوب على شعبها المقهور يجب عليهم أن يختلقوا عدوا وهميا اسمه المغرب الذي يخيفون به الشعب الجزائري المغلوب على أمره،، فلأ تونس يمكنها ان تلعب هذا الدور ولا مالي ولا النيجر ولا ليبيا ولا موريتانيا فكل هذه الدول ضعيفة ومغلوب على أمرها ومنهوكة من قبل الفرنسيين إلا المغرب يبقى دولة قوية ومتجذرة في التاريخ، ولو كان المغرب يشكل ضمانة لبقاء العصابة في قصر المرادية لتحول خطاب العصابة إلى مديح وثناء على المغرب.
إن هذه الشرذمة من لقطاء التاريخ تصرفت مع الوفد المغربي في قمة الجزائر برعونة غير مسبوقة، وأعطت الدليل بالصوت والصورة على أن مثل هؤلاء ليسوا حكاما طبيعيين لدولة تحترم نفسها.. لكنهم أكدوا للعالم أنهم مرتزقة مثلهم مثل من يتحدثون باسمهم من انفصاليي گلميم وطرفاية وأقا وطاطا وطانطان وغيرها من المدن والمراكز الحضرية المغربية المجاورة للأقاليم الجنوبية للمملكة؛ لذلك فإن عدول جلالة الملك محمد السادس عن حضور قمة الجزائر اليوم وبعد غد هو تصرف حكيم ينم عن عقلانية وحكمة ورزانة وتبصر.
التصرف الأهوج الذي قوبل به المغاربة مسؤولين ورجال إعلام في هذا البلد ينم عن تصرف أرعن وصلف وقبيح، وقد يشكل وصمة عار في جبين هؤلاء وحسنا فعلوا لأنهم أعطونا الدليل أن الحذر من تصرفاتهم واجب مقدس لا تهاون فيه.