الجمعة 19 إبريل 2024
سياسة

الطيب دكار: القمة الجزائرية العربية - المغرب..فشل قبل الأوان

الطيب دكار: القمة الجزائرية العربية - المغرب..فشل قبل الأوان الطيب دكار وعلي خامنئي المرشد الأعلى الإيراني، والسعيد شنقريحة
تتحمل الجزائر المسؤولية الكاملة عن الفشل المبكر للقمة العربية، حتى قبل افتتاحها غدا الثلاثاء، في العاصمة الجزائرية، بسبب عنادها وتعنتها في اشتراط انحياز العالم العربي إلى سياستها الخارجية، وهي سياسة خارجية تقوم على مبادىء وأهداف سطرت خلال السبعينيات، ولا تزال ثابتة، ولو أنه تجاوزها الزمن وأصبحت متقادمة.
رفض جميع قادة دول الخليج، باستثناء قطر، التي لم تعلن بعد ما إذا كانت ستشارك في قمة الجزائر، عدم مشاركتهم الشخصية في القمة ، بالإضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي كان قد وعد بذلك. 
فما الفائدة إذن من هذه القمة التي ستقاطعها الدول العربية الرئيسية، بل الدول العربية ذات الوزن الثقيل، والتي ربما نضيف إليها مصر بسبب الخلافات الجوهرية مع الجزائر حول عدة قضايا شائكة، وكذلك المملكة المغربية الشريفة والأردن.
إن الطغمة العسكرية، التي تبسط يديها على الجزائر منذ الاستقلال, هذا البلد المجاور، والذي يبعد عنا بعدة سنوات ضوئية، لا تدرك أنها في وضع عزلة عن العالم العربي وعن العالم كله في نفس الوقت.
ليس هناك بلد عربي يتقاسم ويشاطر الجزائر في معتقداتها السياسية والأيديولوجية، باستثناء الدول العضوة السابقة لجبهة الرفض، والتي تحولت إلى أنقاض في السنوات الأخيرة. الكل يدعم الوحدة الترابية للمملكة المغربية. ويعترف السفير الجزائري في نيويورك بهذه الحقيقة التي لا يمكن لرؤسائه في الجزائر رغم قناعاتهم الأيديولوجية إثارتها أمام 
القمة العربية رغم أن جمهورية تندوف تتذرع بالإنتساب للـ"عرب". تضامن العالم العربي مع المغرب يضع الجزائر في حالة عزلة داخل العالم العربي الذي تدعي أنها تريد أن تجمع شمله . يا للمفارقة!
على صعيد الكوكب الأرضي، تجد الجزائر نفسها في نفس الوضع. اعتمد مجلس الأمن ، بأغلبية ساحقة (15/13)، في قراره 26.54 ، بروتوكولاً بهدف إلى تسوية الصراع المصطنع حول الصحراء المغربية، الذي تعتبره الجزائر وحدها انحرافًا عن المسار الذي كان يجب إتباعه، والذي يمثل الرغبة والرأي الأحاديين للجزائر بوضوح. الجزائر تقف بمفردها ضد الجميع لتحيي روسيا وكينيا اللتين امتنعتا عن التصويت. هذا سلوك غير طبيعي لأنه كان يجب منطقياً أن تلتف الجزائر حول صوت الأغلبية. وهكذا تجد الجزائر نفسها ، كما في العالم العربي ، في حالة عزلة إقليمية وكوكبية.
في القمة العربية بالجزائر، حاولت الجزائر عبثاً عرقلة إدانة حليفها إيران ، انطلاقا من العاصمة الجزائرية ، وباسمها كرئيسة للقمة ، ومواجهة الإرادة التوافقية لدول الخليج والمملكة المغربية التي تتهم طهران بتدريب وتزويد البوليساريو بالسلاح على التراب الجزائري. وبحسب الأخبار الواردة من الجزائر، فإن الإجتماع أفضى إلى المصادقة على القرار الذي يدين إيران. كمانشرت قناة تلفزيونية جزائرية  خريطة مبتورة  للعالم العربي مدعية أنها شريك لجامعة الدول العربية. وقد نفت الجامعة العربية ذلك واضطرت القناة إلى الاعتذار للجامعة العربية.
كان حضور الوفد المغربي هدفا، كما كان الحال في ملعب وهران خلال ألعاب البحر الأبيض المتوسط الأخيرة ، لممارسات وإجراءات وأفعال غير لائقة ، خلافا للبروتوكولات الدبلوماسية، تقترب بالممارسات القبلية والبدوية أكثر من الأعراف المتداولة في الدول العريقة والحضارية.
 
الطيب دكار،صحفي وكاتب