الجمعة 29 مارس 2024
مجتمع

فجرها كدري: أستاذ جامعي.. بدكتوراه مسروقة فضيحة تسائل وزارة التعليم العالي وجامعة الجديدة!

فجرها كدري: أستاذ جامعي.. بدكتوراه مسروقة فضيحة تسائل وزارة التعليم العالي وجامعة الجديدة! وزير التعليم العالي الميراوي وخليد كدري، أستاذ باحث بجامعة شعيب الدكالي

حين كتبت، قبل عدة شهور، مقالًا عن ترجمة (ن.د.ح) لكتاب السوسيولوجي الأمريكي أنسلم شتراوس (La Trame de la Négociation)، والتي سارع الناشر إلى سحبها من السوق، مشكورًا، بعد أن صارت مضرب الأمثال في العبث والانحطاط، لم يكن يخطر على بالي أن صفة «أستاذ علم الاجتماع والأنثربولوجيا... بكلية الآداب والعلوم الإنسانية... بالجديدة»، التي أُثبِتت على ظهر غلاف الترجمة، تخفي وراءها جريمة نكراء!

وذلك أنني لما فرغت من كتابة المقال، علمت من طريق بعض الفضلاء أن صاحب الترجمة الشائنة قد تطرق إلى أنسلم شتراوس في أطروحته التي نال بفضلها شهادة الدكتوراه من جامعة فاس خلال الموسم الجامعي 2015ـ2016، في موضوع: «التنمية الصحية وفرص الوقاية والعلاج بالمجتمع المغربي: تتبع الحمل والولادة بآيت ملول نموذجًا»، تحت إشراف الأستاذ (م.ع)، فساورني شك في أن يكون المترجم قد ارتكب في هذه الأطروحة الشناعات نفسها التي ارتكبها في الترجمة. 

ولما اطلعت على الأطروحة، مثل غيري من المهتمين، قطعت الشك باليقين، إذ اكتشفت ‒ ويا لهول ما اكتشفت! ‒ أن (ن.د.ح) لم يرتكب الشناعات نفسها التي ارتكبها في الترجمة فحسب، بل قام أيضًا بالسطو على رسالة ماجستير سبق أن ناقشتها الطالبة (ب.ن)، بإحدى جامعات المغرب الكبير، خلال الموسم الجامعي 2008-2009، في موضوع: «تسيير مرض القصور الكلوي المزمن وأثره على العلاقات الاجتماعية للمصابين: دراسة سوسيولوجية بقسم مرضى القصور الكلوي المزمن المعالجين بآلة الدياليز...»، تحت إشراف الأستاذة (ك.ش)، وانتحل منها حرفيًا ما يزيد على ثلاثين صفحة (متّصلة في أكثر الأحيان)، بأخطائها الطباعية واللغوية والمنهجية والمعرفية، وادعاها لنفسه من غير أن يذكر المصدر، لا في المتن ولا في الهامش ولا في فهرس المراجع! وأَنَّى له أن يذكر المصدر وقد سلخه بقضّه وقضيضه؟!

بناء على ذلك، والتزامًا مني بالواجب الأخلاقي والوطني، قمت بتحرير رسالة في الموضوع مصحوبة بملف يشتمل على نسخة من صفحات الأطروحة السارقة والرسالة التي تمت السرقة منها، وتقرير شارح لمواضع السرقة وأساليبها المخزية بالحجج الدوامغ، ووجهتها، بتاريخ 13 أبريل 2022، إلى كل من السيد عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة والسيد رئيس جامعة شعيب الدكالي، عن طريق السلم الإداري. 

وبتاريخ 19 أبريل 2022، وجهت رسالة مماثلة، عن طريق السلم الإداري أيضًا، إلى السيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.

وبالفعل، ما إن وجهت رسالتي إلى السيد الوزير حتى استدعاني السيد عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة إلى مكتبه، وهو بالمناسبة رئيسي المباشر، ليطلب مني وديًّا أن أسحب الرسالة وأنسى الموضوع، وكأن الأمر يعنيني لوحدي! وحين أبديت رفضي المطلق لطلبه العُجَاب الذي تأباه شرائع الأرض والسماء، تراجع ووعدني بأن القضية ستأخذ مجراها القانوني، وأنه سيدعو «اللجنة العلمية» للانعقاد والتداول واتخاذ الإجراءات المناسبة في الأمر قبل نهاية الموسم الجامعي. 

وما كان ذلك سوى أحد مواعيد عرقوب، ومضرب أمثالٍ آخر في الخُلْف، إذ تَفَنَّنَ السيد العميد المحترم، وتمهّر للغاية، في أساليب التلكؤ والتسويف، مماطلًا إلى أن تنتهي عهدته، على ما يبدو، ويترك الفضيحة لمن سيخلفه! ولا يزال الحال كذلك إلى يومنا هذا.

ومما يبعث على الأسف الشديد أن عددًا من «الأساتذة الباحثين»، لا سامحهم الله ولا عفا عنهم، تصرفوا إزاء الفضيحة، هم أيضًا، كما لو كان الأمر لا يعني سوى كاتب هذه السطور؛ وفي ذلك نذير شؤم بأن الجامعة المغربية، لا قدر الله، بصدد لفظ رمقها الأخير! 

وبتاريخ 7 يونيو 2022، توجهت إلى مكتب السيد الوزير بالعاصمة، فأودعت لدى المصلحة المختصة التابعة له رسالةَ تذكير، مرفقة بالملف، لقاء إقرار بالاستلام.

وبتاريخ 30 شتنبر 2022، وجهت إلى السيد الوزير رسالة تذكير ثانية، عن طريق السلم الإداري.

ولكن لا حياة لمن تنادي! 

 السارق والمسروق...

  

من أجل كل ذلك، أجدني اليوم مضطرًّا إلى الكشف، ولو جزئيًّا، عن الفضيحة التي كنت أرجو صادقًا ألّا تخرج إلى العلن لاعتبارات وطنية لا تخفى على أحد، لكن عُفاشة اللصوص الجَهَلة لا يتقون ربًّا ولا وطنًا! لقد سرق (ن.د.ح) من رسالة الطالبة (ب.ن) أكثر من ثلاثين صفحة (متّصلة في أكثر الأحيان) بحذافيرها، إذ انتحل كل ما صادفه في طريقه، غثًّا كان أَو سمينًا، بما في ذلك تصميم البحث (أجل!)، وعناوين عددٍ من الفصول والفقرات، والإحالات والهوامش، بل انتحل حتى الأخطاء الفادحة التي ارتكبتها الطالبة (ب.ن) في الإملاء والصرف والتركيب والترفيد وأسماء الأعلام والتواريخ والمعلومات، وهلم جرا. 

أما المصائب «الأصيلة» التي ارتكبها صاحب الأطروحة على أكثر من صعيد، فلا يحصيها عددٌ؛ ويكفينا مثالًا أنه في ص. 18 لم يجد غضاضة في إيراد كلام (مُحرَّف!) لعبد الرحمن بدوي عن «التمثيل» (analogie) معتقدًا أنه كلام عن «التمثل» (représentation)! يقول (ن.د.ح): «أما في مجال علم النفس، فتفيد التمثلات "تمثيل الحكم على الشيء المعين لوجود ذلك الحكم في شيء آخر متشابه له في صفات معينة"»؛ وهذا تعريف منطقي، كما هو ظاهر، ولا علاقة له بعلم النفس! ولعل القارئ في غنى عن التعليق على عبارة: «متشابه له»! أما عبد الرحمن بدوي، الذي أحال عليه (ن.د.ح)، فإنه يقول: «التمثيل في المنطق هو الحكم على شيء معين لوجود ذلك الحكم في شيء آخر مشابه له في صفات معينة» (موسوعة الفلسفة، 3 ج.، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1984، ج. 1، ص. 426)؛ فحللوا وناقشوا يا أولي الألباب! 

 

وفيما يأتي جدول لأهم المسروقات:

الرسالة التي تمت السرقة منها

(نوقشت خلال الموسم الجامعي 2008-2009)

صفحات الأطروحة التي تشتمل على سرقة

(نوقشت خلال الموسم الجامعي 2015ـ2016)

من الصفحة (أ) إلى الصفحة (ج) [مقدمة]

من الصفحة 3 إلى الصفحة 5 [مقدمة]

الصفحة 49

الصفحة 74

من الصفحة 50 إلى الصفحة 58

من الصفحة 77 إلى الصفحة 85

من الصفحة 72 إلى الصفحة 77

من الصفحة 87 إلى الصفحة 92

من الصفحة 77 إلى الصفحة 79

من الصفحة 101  إلى الصفحة 103

الصفحة 87

الصفحة 110

من الصفحة 88 إلى الصفحة 97

من الصفحة 111 إلى الصفحة 121

 

وبما أن مساحة المقال لا تتسع لإيراد عشرات الصفحات من الأطروحة السارقة والرسالة التي تمت السرقة منها، سأكتفي بسبع عينات، أثبتها في صورة جداول تشتمل على مقاطع مما سرقه (ن.د.ح) من رسالة الطالبة (ب.ن)، وبجانبها أرقام الصفحات؛ وعلى هذه العينات يقاس الباقي. وسأشفع كل عينة بتعليقٍ أثبته أسفل الجدول. ولكنني سأصرف النظر عن أخطاء اللغة والترفيد والتوثيق... لا لأنها ليست بيت القصيد فحسب، بل لأنها لا تحصى من كثرتها أيضًا! 

وأستهل ذلك بالتنبيه على «التقنية» التي يستخدمها (ن.د.ح) في عمله المخزي، وهي هذه: 

ينقل (ن.د.ح) كلام الطالبة (ب.ن) بالحرف (ومن دون أن يذكر رسالتها على الإطلاق!)، فإن أحالت الطالبة (ب.ن) على مرجع معين، أحال عليه (ن.د.ح) أيضًا، ولكنه يتعمد وضع جزء من كلام الطالبة (ب.ن) بين علامتي التنصيص، موهمًا القارئ التعيس بأنه اطلع على المرجع، بينما هو يكتفي بنقل كلام الطالبة (ب.ن) التي تشرح بأسلوبها ما قرأته، وتتصرف فيه أحيانًا كثيرة! وهذا يعني أننا بصدد سرقة وتدليس معًا! وإليكم العينات.

 

 العينة الأولى:

 

لقد ظهر علم الاجتماع الطبي بعد  الحرب العالمية الثانية، باعتباره ميدانا من ميادين علم الإجتماع، غير أن جذوره  تمتد إلى أبعد من ذلك بكثير، حيث تؤكد المصادر الغربية "أن تقرير أودين شادويك المتعلق بالأحوال الصحية للطبقة العاملة في إنجلترا سنة 1942 يعبر عن ذلك، كما أن هناك كتابات فيرشوا سالامون نيومان حوالي 1848، والتي تدخل ضمن أدبيات علم الإجتماع الطبي، وأيضا يعتبر كتاب "الإجتماع الخاص بالمعاناة" سنة 1914  لمولر لاير كتمهيد لهذا العلم في التراث الغربي"1.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1. علي المكاوي، مرجع سابق، ص. 29.

أطروحة (ن.د.ح)

 

ص. 77-78

يعود ظهور علم الاجتماع الطبي حسب المصادر الغربية إلى الفترة التي تلت الحرب  العالمية الثانية كفرع من فروع علم الاجتماع، إلا أن جذور هذا العلم تمتد إلى أبعد بكثير من ذلك حيث تؤكد نفس المصادر إلى أن تقرير أودين شادويك عن الأحوال الصحية للطبقة العاملة في انجلترا عام 1942 يعبر عن هذه الحقيقة، أضف إلى كتابات فيرشوا سالامون نيومان حوالي 1848 التي تنتمي إلى أدبيات علم الاجتماع الطبي، كما يعتبر كتاب موللرلاير "الاجتماع الخاص بالمعاناة" في عام 1914 على القدم النسبي لهذا العلم في التراث الغربي1

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1. علي المكاوي، علم الاجتماع الطبي مدخل نظري، مصر: دار المعرفة الجامعية، 1996، ص. 29.  

رسالة (ب.ن)

 

ص. 50

تعليق: 

أحالت الطالبة (ب.ن) على كتاب علي المكاوي، فأخذ (ن.د.ح) ما ذكرته الطالبة (ب.ن) ووضعه بين علامتي التنصيص، محيلًا على المرجع نفسه، وكأنه اطلع عليه؛ والحال أنه لم يطلع عليه، بل اطلع على رسالة الطالبة لا غير، بدليل أن علي المكاوي ذكر في كتابه اسمين هما «فيرشو، وسلامون نيومان» (يريد: رودولف فيرشو وسالومون نُوِيمَان)، بينما يذكر (ن.د.ح) اسم «فيرشوا سالامون نيومان»، الذي لا يوجد إلا في رسالة الطالبة، معتقدًا أنه شخص واحد على ما يبدو! وبدليل آخر هو أن علي المكاوي يؤرخ لتقرير «أودين شادويك» (والصواب: إدوين تشادويك) بسنة 1842، وهذا صحيح، بينما يذكر (ن.د.ح) تاريخ 1942 الذي لا يوجد كذلك إلا في رسالة الطالبة! ولعل القارئ في غنى عن التعليق على كتابة «إجتماع» بهمزة القطع!

 

 العينة الثانية:

 

ويرجع الفضل أيضا في ازدهار علم الاجتماع الطبي إلى العديد من الأطباء ذوي الآراء والمبادئ الإجتماعية، و"نذكر منهم المؤلف الذي قام بتقديمه طبيب بلجيكي الدكتور أرماندو جوزيف سنة 1815، والذي درس خلال ثلاثين عاما الأحوال الإجتماعية والصحية والإقتصادية للشعب البلجيكي، وبعد ذلك أصدر كتابه الذي يحتوي على أربعة أقسام، حيث قام في القسم الأول منه بدراسة البيئة الجغرافية للمجتمع البلجيكي، بينما درس في القسم الثاني أسباب الوفيات وأهم الأمراض المسببة لها، وركز في القسم الثالث على البحث في العوامل المجتمعية المؤثرة في الأمراض من مناخ وتغذية وإسكان ومستوى اقتصادي وإدمان على الخمر وغيرها، أما في القسم الرابع فقد تناول فيه التدابير الإجتماعية التي يمكن الأخذ بها لعلاج المشكلات الصحية والمرضية"1.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1. رشوان حسين عبد الحميد أحمد، مرجع سابق، ص 156.

أطروحة (ن.د.ح)

 

ص. 78-79

كما يعود الفضل في ازدهار علم الاجتماع الطبي إلى العديد من الأطباء ذوي الآراء والمبادئ الاجتماعية نذكر على سبيل المثال لا الحصر المؤلف الذي قدمه طبيب في الجيش البلجيكي عام 1815 الدكتور أرماندو جوزيف Armando Joseph حيث قام خلال ثلاثين عاما بدراسة الأحوال الاجتماعية والصحية والاقتصادية للشعب البلجيكي ثم أصدر كتابه الذي يحوي على أربعة أقسام حيث تناول في القسم الأول دراسة البيئة الجغرافية للمجتمع البلجيكي، وفي القسم الثاني درس أسباب الوفيات وأهم الأمراض المسببة لها، أما في القسم الثالث فقد بحث العوامل المجتمعية المؤثرة في الأمراض من مناخ وتغذية وإسكان ومستوى اقتصادي وإدمان على الخمر وغيرها، وفي القسم الرابع فقد بحث التدابير الاجتماعية التي يمكن أن يؤخذ بها لعلاج المشكلات الصحية والمرضية1.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1. حسين عبد الحميد، أحمد رشوان، مرجع سابق، ص. 156.

رسالة (ب.ن)

 

ص. 51

 

تعليق: 

يلجأ (ن.د.ح) إلى «التقنية» نفسها، فيضع جزءًا من كلام الطالبة (ب.ن) بين علامتي التنصيص، محيلًا على المرجع نفسه، وكأنه اطلع عليه بالفعل؛ ولذلك نجده يكرر الأخطاء نفسها التي ارتكبتها الطالبة (ب.ن)، فيذكر الطبيب البلجيكي «أرماندو جوزيف» الذي لا وجود له على الإطلاق! والصواب: أرمان-جوزيف مين (Armand-Joseph Meynne)، ويؤرخ لكتاب هذا الأخير، الصادر تحت عنوان (Topographie médicale de la Belgique)، بسنة 1815 (حين كان المؤلف لا يزال رضيعًا!)، والصواب أن الكتاب أُلِّف في سنة 1865.

 

 العينة الثالثة:

 

ولقد ركز Strauss في كتابه "La trame de la négociation"، والذي أشارت إليه الباحثة Baszanger، في جل أعماله على النظام التفاوضي1. حيث استخلص هذه الفكرة انطلاقا من اهتمامه بموضوع الطب والمرض في دراسته مع مجموعة من الباحثين سنة 1975 للأمراض العقلية، وانطلق من فكرة أساسية مؤداها أن التنظيمات هي أنساق التفاوض الدائم وهذا ما يمثل القاعدة المركزية لنظرية Strauss، إذ "أن النظام الإجتماعي هو نظام يقوم على تفاوض مستمر تتفاعل فيه أفعال الأفراد مع الشروط البنائية لهذا النظام، وانطلاقا من هذه النظرية يلعب الأفراد دورا فعالا وواعيا في التنظيمات وفي وضع شكل النظام الإجتماعي" 2.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1. Strauss, op. cit., p. 21.  

2. Ibid, p. 21.

 

أطروحة (ن.د.ح)

ص. 101

ولقد ركز Strauss في كتابه "La trame de la négociation" والذي أشارت إليه الباحثة Baszanger في معظم أعماله على النظام التفاوضي1. وقد استخلص هذه الفكرة من خلال اهتمامه بموضوع الطب والمرض في دراسته مع مجموعة من الباحثين 1957 للأمراض العقلية وانطلق من فكرة أساسية مفادها أن التنظيمات هي أنساق التفاوض الدائم وهذا ما يمثل القاعدة المركزية لنظرية Strauss حيث أن النظام الاجتماعي هو نظام يقوم على تفاوض مستمر يتفاعل فيه أفعال الأفراد مع الشروط البنائية لهذا النظام، ومن خلال هذه النظرية يلعب الأفراد دورا فعالا وواعيا في التنظيمات وفي وضع شكل النظام الاجتماعي 2.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1. Strauss, op. cit., p. 21.  

2. Ibid, p. 21.

 

رسالة (ب.ن)

 

ص. 77-78

 

تعليق: 

ينتحل (ن.د.ح) كلام الطالبة (ب.ن) بحذافيره، مرة أخرى، ثم يأخذ بعضًا منه ويضعه بين علامتي التنصيص، محيلًا على المرجعين نفسيهما بالزور والبهتان! إن الإضافة الوحيدة التي تُحسب للص في هذه العينة هي إزالة تاريخ 1975، وإثبات تاريخ 1957؛ والحال أن تاريخ الطالبة هو الأصح! ولعل القارئ قد لاحظ، مرة أخرى، كتابة «إجتماعي» بهمزة  القطع!

 

 العينة الرابعة:

 

‌ج- مستشفى المصنع: وقد سمح هذا النمط بفهم تطور وظائف المستشفيات، و"مع الثورة الفرنسية أعيد النظر في النظام القديم للمستشفيات الغربية، وهذا بإعادة البنية الهندسية لها وفرض النظام التقسيمي نفسه"1.  

وقد استمر تطور المستشفيات من حيث الشكل والحجم والوظيفة والتخصص إلى أن وصل إلى حد المستشفيات الجامعية التي  تعتبر مكانا لتكوين الأطباء، وهذا الشكل من المستشفيات جاء نتيجة ظهور العديد من الأمراض في كل المجتمعات، مما نتج عنه فرض العلاج الذي ظهر بعدة ممارسات ودراسات طبية تتم على مستوى كلية الطب، هذا بالنسبة للدراسات، أما الممارسات الطبية فتتم على المرضى داخل المستشفى، وقد "تطورت هذه العلاقة أيضا في نظام التكوين الطبي بفرنسا سنة 1803، إذ اعتبر المستشفى مخبرا طبيا تتطور فيه الملاحظة والمعرفة التشريحية والباثولوجية مما أدى إلى تطور جديد للمستشفى، حيث أصبح مكانا للاختراعات التقنية، وهذا ما جعل منه مكانا لإعادة إنتاج الهياكل المهنية للأطباء"2.  

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1. رمضان أيوب فوزية. مرجع سابق، ص. 131 – 132.  

2 . Lamiri (L), op. cit., pp. 19-20.

 

أطروحة (ن.د.ح)

 

ص. 113

‌ج- مستشفى المصنع: ولقد سمح هذا النمط بفهم وتطور وظائف المستشفيات ومع الثورة الفرنسية أعيد النظر في النظام القديم للمستشفيات الغربية وهذا بإعادة البنية الهندسية لها وفرض النظام التقسيمي نفسه1.  

واستمر تطور المستشفيات من حيث الشكل والحجم والوظيفة والتخصص إلى أن وصل إلى حد المستشفيات الجامعية مكان تكوين الأطباء وظهر هذا الشكل من المستشفيات نتيجة ظهور العديد من الأمراض في كل المجتمعات، مما أدى إلى فرض العلاج الذي ظهر بعد عدة ممارسات ودراسات طبية التي تتم على مستوى كلية الطب هذا بالنسبة للدراسات، أما الممارسات الطبية تتم على المرضى داخل المستشفى وقد تطورت هذه العلاقة أيضا في نظام التكوين الطبي بفرنسا سنة 1803، حيث اعتبر المستشفى مخبرا طبيا تتطور فيه الملاحظة والمعارف التشريحية والباتولوجية مما نتج عنه تطور جديد للمستشفى، أصبح مكانا للاختراعات التقنية وبالتالي أصبح المستشفى مكانا لإعادة إنتاج للهياكل المهنية للأطباء2.  

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1. فوزية، رمضان أيوب. مرجع سابق، صص. 131 – 132.  

2 . Lamiri (L), op. cit., pp. 19-20.

 

رسالة (ب.ن)

 

ص. 90-91

 

تعليق: 

ينتحل (ن.د.ح) كلام الطالبة (ب.ن) بحذافيره، مرة أخرى، ثم يأخذ بعضًا منه ويضعه بين علامتي التنصيص، محيلًا على المرجعين نفسيهما، وكأنه اطلع عليهما؛ والحال أنه كلام الطالبة ليس إلا!

 

 العينة الخامسة:

 

أما في عهد الرومان فقد مثل مفهوم الصحة البيئة النظيفة، وسميت الصحة في هذا العصر صحة البيئة، والتي تشمل نظافة المسكن ومكان العمل ونظافة الأغذية وتنقية المياه ...الخ، حيث إن بقايا بعض هذه العمليات لا زال موجودا إلى الآن في المدن الإيطالية وأيضا عند العرب والهنود، هذا دون أن ننسى جهود العرب في هذا المجال ولاسيما القدامى الذين عاشوا بعد القرن التاسع الميلادي مثال الأندلسي عبد ربه، وابن نبيه الديتوري، وإخوان الصفا، وابن سينا...الخ.

أطروحة (ن.د.ح)

 

ص. 75

أما في العهد الروماني فقد كان مفهوم الصحة يمثل مفهوم البيئة النظيفة ولهذا سميت الصحة في هذا العصر، صحة البيئة التي تشمل نظافة المسكن ومكان العمل ونظافة الأغذية وتنقية المياه... الخ، ولا تزال بقايا بعض هذه العمليات موجودة إلى الآن في المدن الإيطالية وكذلك عند العرب والهنود... دون أن ننسى جهود العرب في هذا المجال ولاسيما القدامى الذين عاشوا بعد القرن التاسع الميلادي مثال الأندلسي عبد ربه، وابن نبيه الديتوري، وإخوان الصفا، وابن سينا، والبغدادي، والأزرق...الخ.

 

رسالة (ب.ن)

 

ص. 54، 56

 

تعليق: 

ينتحل (ن.د.ح) كلام الطالبة (ب.ن) بحذافيره، مرة أخرى، فيتحدث عن «الأندلسي عبد ربه» (والصواب: ابن عبد ربه الأندلسي)؛ وأدهى من ذلك حديثه عن «ابن نبيه الديتوري» الذي لا وجود له إلا في رسالة الطالبة التي سرقها! والصواب: «ابن قتيبة الدينوري».

 

 العينة السادسة:

 

وقد سمح هذا التنظيم للعلاج ببناء القاعدة الأولية للمستشفيات في الفترة المسيحية والإسلامية، إذ سمحت المسيحية بإعطاء أول دفعة جديدة لتسمية هذه المؤسسات، و"هو ما ظهر مع الحاكم بيزانس Bysances، حيث قام هذا الأخير بتشييد مؤسسات خيرية في المدن التي  كانت خاضعة لحكمه، وكانت ممولة من طرف الهبات التي يقدمها الأوفياء للكنيسة، إضافة إلى أن الأسقف أوستاش Eustach قام بتأسيس أولى هذه المؤسسات وكان زبناؤها من الفقراء والمرضى الذين يفتقرون للمأوى وكذلك المسافرون"1.

أما بظهور الإسلام، فقد تطور شكل هذه المؤسسات وتوسع بفضل تعاليم القرآن، كما ساعد ظهور الحبوس والأوقاف في ظهور وتطور المستشفيات، وكانت تعرف باسم "البيمارستان"، وهي لفظة فارسية استعملها العرب وتعني "بيمار" مرض و"ستان" موضع بمعنى "موضع المريض". وقد كانت تخضع في تقسيمها لنظام معين كتقسيم الذكور والإناث على حدى، وتخصص أقسام وفق أنواع المرض كقاعة الأمراض الباطنية وقاعة الجراحة وقاعة التخدير، إذ كانت الصيدلة كذلك موجودة في هذا النوع من المستشفى، و"بتطور الحضارة الإسلامية تطور معها بناء المستشفيات خلال مختلف العصور الإسلامية، وخاصة منها العصر الأموي والعباسي، ومن بينها مستشفى بغداد والقاهرة ودمشق وغيرها من المدن الإسلامية المعروفة والمحتواة على مستشفيات، كما عرفت هذه الفترة المستشفى المتنقل"2

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1. Bigman, op cit., p. 12-13.

2. بيك أحمد عيسى، تاريخ البيمارستانات في الإسلام، لبنان: دار الرائد العربي، بيروت، 1981، ص. 18.        

أطروحة 

(ن.د.ح)

 

ص. 111-112

إن هذا التنظيم للعلاج سمح ببناء القاعدة الأولية للمستشفيات في الفترة المسيحية والإسلامية، حيث سمحت المسيحية بإعطاء أول دفعة جديدة لتسمية هذه المؤسسات وهذا ما ظهر مع الحاكم بيزناس Bysances الذي قام بإنشاء مؤسسات خيرية في المدن التي  كان يحكمها، كما كانت ممولة من طرف الهبات التي يقدمها الأوفياء للكنيسة كما شيد الأسقف أوستاش Eustach أولى هذه المؤسسات وكان زبائنها من الفقراء والمرضى  الذين ليس لديهم مأوى وكذلك المسافرين1.

وبظهور الإسلام تطور شكل هذه المؤسسات وتوسع بفضل تعاليم القرآن كما ساعد ظهور الحبوس والأوقاف في ظهور وتطور المستشفيات وامتدت بامتداد الحركة الإسلامية وكانت تعرف باسم "البيمارستان" وهي لفظة فارسية استعملها العرب وتعني "بيمار" مرض، و"ستان" موضع بمعنى "موضع المريض" ولقد كان تقسيمها وفق نظام معين كتقسيم الذكور والإناث على حدى وتخصص أقسام وفق أنواع المرض كقاعة الأمراض الباطنية، قاعة الجراحة، وقاعة التخدير وكانت أيضا الصيدلة موجودة في هذا النوع من المستشفى، وبتطور الحضارة الإسلامية تطور معها بناء المستشفيات عبر مختلف العصور الإسلامية وخاصة منها العصر الأموي والعباسي ومن بينها مستشفى بغداد، القاهرة، دمشق وغيرها من المدن الإسلامية المعروفة والمحتواة على مستشفيات، كما عرفت هذه الفترة المستشفى المتنقل2

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1. Bigman, op cit., p. 12-13.

2. أحمد عيسى بيك، تاريخ البيمارستانات في الإسلام، لبنان: دار الرائد العربي، بيروت، 1981، ص. 18.        

رسالة (ب.ن)

 

ص. 89     

 

تعليق: 

ينتحل (ن.د.ح) كلام الطالبة (ب.ن) بحذافيره، مرة أخرى، ثم يضع جزءًا منه بين علامتي التنصيص، محيلًا على المرجعين نفسيهما. ولو أنه اطلع عليهما بالفعل، لما كرر الأخطاء الفادحة التي ارتكبتها الطالبة؛ ومنها الحديث عن الحاكم «بيزانس» (Bysances) الذي لا وجود له على الإطلاق! والصواب: الإمبراطور البيزنطي (والمراد: يُستنيانوس الأول)؛ ومنها أيضًا الخطأ في اسم المؤلف الفرنسي، حيث يذكر (I. Bigman)، والصواب: روبير ف. بريدجمان (R.-F. Bridgman)؛ علاوة على الخطأ في اسم المؤلف المصري، وهو أحمد عيسى بك، وليس «بيك أحمد عيسى». ولو أن (ن.د.ح) اطلع على كتاب «تاريخ البيمارستانات في الإسلام»، لما زعم أن مستشفيات المسلمين في العصر الوسيط كانت تشتمل على قاعات متخصصة في «التخدير»، بخلاف المعلوم من تاريخ الطب! والصواب: «التجبير»، كما ورد في كتاب أحمد عيسى بك. ولعل القارئ في غنى عن التعليق على عبارة: «على حدى»!

 

 العينة السابعة:

 

ب- المستشفى النفسي L’hôpital pavillonnaire: إن الملاحظات والانتقادات التي قدمها عدد من المفكرين والعلماء مثل مونتسكيو وتورقوا وفرانسوا ستولدر، والذين طالبوا بإنشاء إدارة مركزية تتكلف بتنظيم وتكوين فرق متنقلة للعلاج في المنازل، والتي جاءت كنتيجة لمجموعة من التطورات العلمية والنفسية، كل ذلك أدى إلى  استقلالية الوظيفة الطبية عن الدينية، وبذلك "انتقل المستشفى من مجرد ملجأ يأوي المهمشين اجتماعيا إلى مؤسسة علمية طبية، وبالتالي تحول المستشفى من الوظيفة الإجتماعية الإنسانية إلى الوظيفة التقنية الطبية العلمية"1.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1. Bigman (I),  L’hôpital et la cité, In lamiri (Larbi), op. cit., p. 13.

 

أطروحة 

(ن.د.ح)

 

ص. 112-113

 ب- المستشفى النفسي l’hôpital pavillonnaire: لقد ساهمت التطورات العلمية والنفسية في استقلالية الوظيفة الطبية عن الدينية، وقد جاء هذا التطور نتيجة للملاحظات والانتقادات التي قدمها العديد من المفكرين والعلماء أمثال: مونتسكيو Montesquieu وتورقو Torgoi وفرانسوا ستولدر  François Stullder بحيث أنهم طالبوا بإنشاء إدارة مركزية مكلفة بتنظيم وتكوين فرق متثاقلة للعلاج في المنازل وبذلك انتقل المستشفى من مجرد ملجأ يأوي المهمشين اجتماعيا إلى مؤسسة علمية طبية وبالتالي تحول المستشفى من الوظيفة الاجتماعية الإنسانية إلى الوظيفة التقنية الطبية العلمية1.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1. Bigman (I),  L’hôpital et la cité, In lamiri (Larbi), op. cit., p. 13.

رسالة (ب.ن)

 

ص. 90     

 

تعليق: 

ينتحل (ن.د.ح) كلام الطالبة (ب.ن) بالحرف، مرة أخرى، ثم يضع جزءًا منه بين علامتي التنصيص، محيلًا على المرجع نفسه الذي لا يفتأ يكتب اسم مؤلِّفه محرّفًا. وعلى غرار الطالبة (ب.ن)، يتحدث عن «تورقوا» الذي لا وجود له! والصواب: تورغو أو تيرغو (A. R. J. Turgot)؛ كما أنه تحدث عن «فرانسوا ستولدر» (François Stullder) الذي لا وجود له أيضًا! والصواب: فرانسوا ستودلير (François Steudler)، الباحث الفرنسي في سوسيولوجيا الصحة (توفي في سنة 2014). ولكن ما علاقة فرانسوا ستودلير بمسألة حُسمت قبل مولده بدهر؟! وعلاوة على ذلك، هل «المستشفى الجناحي» (Hôpital pavillonnaire) هو «المستشفى النفسي» كما ورد في عنوان الفقرة؟! لقد أُطلِق على هذا النوع الحديث من المستشفيات اسم «المستشفى الجناحي» لأن أقسامه وُزِّعت، لدواعٍ وقائية، على عدة مبانٍ تسمى «أجنحة» (جمع: جناح pavillon). هذا ما تقوله المراجع العامة؛ فكيف غابت هذه المعلومة البسيطة عن صاحب أطروحة جامعية تعنى باجتماعيات الطب والصحة، وتفترض حدًّا أدنى من المعرفة بتاريخ المستشفيات؟! ولعل القارئ قد لاحظ، مرة أخرى، كتابة «إجتماعية» بهمزة القطع!

خاتمة...

 

هذه مجرد عينات قليلة جدًّا من سرقة مخزية تتعدى، كما ذكرت، ثلاثين صفحة بكثير. فإن كان الأمر يعنيني لوحدي، كما ظن بعضهم، فقد أديت واجبي وأرضيت ضميري؛ أما إن كان يعني المغاربة قاطبة، فإن الأمر يتعلق بجريمة نكراء في حق الجامعة المغربية، وفي حق المال العام، لا بل في حق الوطن برمته! فليت شعري، ماذا سيتعلم طلاب الجامعة المغربية من عُمْرُوطٍ على التحقيق؟! (والعُمْرُوط هو اللص «المُحَوِّش» الذي لا يدع شيئًا إلّا سلبه، كما تقول المعاجم). وبأي حق يتقاضى «أستاذ علم الاجتماع والأنثربولوجيا...» أجرة من المال العام بينما الشهادة التي خولت له شغل المنصب باطلة بإجماع المذاهب، بما أنها نتاجُ «عَمْرَطَةٍ»؟! وأَنَّى لمن أتى إلى الجامعة بفضل سرقةٍ مخزية أن ينتصب مربيًا وباحثًا ومنتج معارف وقيم؟! وكيف يمكن لمخطط «تسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار» أن ينجح، ويحقق الأهداف المنشودة، في ظل اجتياح عُفاشةِ اللصوص الجَهَلة للجامعة المغربية؟! لك الله يا وطني...