الثلاثاء 2 يوليو 2024
اقتصاد

مجدة لحلو قصي: تكنولوجيا الجيل الرابع ستخلق وثبة اقتصادية بالمغرب

مجدة لحلو قصي: تكنولوجيا الجيل الرابع ستخلق وثبة اقتصادية بالمغرب

ترى مجدة لحلو قصي، مديرة الاستراتيجية التسويق والتواصل بشركة «إريكسون المغرب العربي»، أن الدراسة التي أعدتها مديرية الدراسات والتوقعات المالية كانت إيجابية بالنظر إلى أنها (أي الدراسة) أعطت تشخيصا دقيقا لما أنجز في العالم حول تكنولوجيا الجيل الرابع للاتصالات. وحرصت مجدة لحلو على القول إن دخول تقنية الجيل الرابع للمغرب سيكون فاتحة خير لتعزيز وتنمية الاقتصاد المحلي والرفع من الناتج الداخلي الخام..

 

حاورها: عبد الله أريري

 

+ رسمت وزارة المالية صورة قاتمة لتكنولوجيا الجيل الرابع للاتصالات التي ينوي المغرب اقتحامها بناء على دراسة صادرة عن مديرية الدراسات والتوقعات حذرت من صعوبات ستواجه هذه التقنية، هل تتفقين مع التحذيرات التي جاءت بها هذه الدراسة؟

- لقد اطلعنا على الدراسة التي أنجزتها مديرية الدراسات والتوقعات المالية، التابعة لوزارة الاقتصاد والمالية، وهي دراسة شاملة أنجزت حول قطاع الاتصالات وتأثير الجيل الرابع على الأنشطة الاقتصادية وانعكاسات استخدامه. ونحن لا نظن أن التقرير رسم صورة قاتمة، بل على العكس تماما أعطانا تشخيصا علميا دقيقا لما أنجزفي العالم في هذا النطاق وانعكاسات ما سينجز. فهذه الدراسة شخصت واقع قطاع الاتصالات بالمغرب، الذي يعتبر من القطاعات المهمة في المغرب، كما أوضحت بشكل مباشر الدور الفعال الذي تلعبه خدمة الجيل الرابع في إنعاش الاقتصاد ومنح الشركات الصغيرة والمتوسطة آفاقا متعددة لتحسين مردوديتها وتطوير منتوجاتها مما هو كفيل أن يجعل المغرب يلعب دورا رياديا في مجالات متعددة على الصعيد الإقليمي والعالمي. ولكن الدراسة أشارت إلى العديد من الشروط التي يلزم استيفاؤها من أجل تمكين المغرب من الاستفادة من هذه التكنولوجيا على غرار الدول المتطورة في هذا المجال ككوريا الجنوبية واليابان وأمريكا الشمالية. ونحن في شركة إريكسون نتفق مع وجهة النظر التي تحث على ضرورة خلق نظام إيكولوجي ecosystem كفيل بجعل هذه التكنولوجيا المتقدمة توفر خدمات متطورة للمستعمل المغربي كخدمات m-gov وخدمات التجارة الإلكترونية على الهواتف النقالة والسحابة المعلوماتية مجال في وخدمات الصحة والتعليم. كما نحث على ممارسة أسعار متباينة حسب الاستعمال وتوفير هواتف بسعر يتوافق مع القدرة الشرائية المغربية.      

+ ما الفرق بين خدمة الجيل الثالث للاتصالات وخدمة الجيل الرابع؟

- تعتبر تقنية LTE امتدادا للأجيال السابقة للهاتف المتنقل، والتي بدأت بالجيل الأول والجيل الثاني GSM، وهو الغالب انتشارا على المستوى العالمي خصوصا في منطقة إفريقيا، ثم تقنية الجيل الثالث التي تم تطويرها لمجاراة التطور السريع في عالم الاتصالات وتقنيات المعلومات. ويوفر الجيل الثالث سرعات وسعات أكبر بكثير من تلك التي وفرها الجيل الثاني. إلا أنه مع تزايد الطلب لخدمات النطاق العريض عبر شبكات الهاتف المتحرك وازدياد استخدامات الهواتف الذكية بشكل كبير جدا، أصبح من الضروري تطوير تقنيات جديدة لتوفير سعات وسرعات أعلى، لأن الجيل الثالث قد لا يفي بالمتطلبات المتزايدة والكبيرة على المدى الطويل، ومن ذلك تم اللجوء إلى تقنية الجيل الرابع Long term evolution أو ما تعرف اختصارا بـ LTE، التي تعتبر اريكسون رائدة فيها، وهي تقنية تقدم سرعات عالية جدا قد تصل الى عشر مرات سرعة الجيل الثالث كما تتوفر  شبكات الجيل الرابع على  وقت رد قصير Temps de latence يمكن من استخدامه في تطبيقات جد حساسة في مجال الصحة و المواصلات و خدمات الاغاثة والتعليم واتصال الآلات M2M.

+ هل المغرب عموما، وشركات الاتصالات خصوصا، مؤهلة لاستقبال هذه التكنولوجيا المتطورة، لاسيما وأن هواتف الجيل الرابع ستكون مكلفة بالنسبة للمغاربة؟

- قطاع الاتصالات شهد تطورا كبيرا في المغرب، والأنترنيت النقال ذي الصبيب العالي أصبح حيويا للمغرب والمغاربة الذين أصبحوا يولونه اهتماما كبيرا متزايدا، ونتمنى أن يتزايد هذا الاهتمام ليس فقط على مستوى استعمال الأفراد بل أيضا في أوساط القطاعات الاقتصادية والمقاولات بشكل أوسع، لأنه يفتح لها أفاق وفرص أعمال أكبر في باقي دول العالم. والمغرب مستعد للتطورات التكنولوجية الحالية التي تهم الصبيب فائق السرعة. فقد قامت شركات الاتصالات بتجديد بنياتها التحتية، حيث يمكنها الانتقال بشكل فعال وسريع الى الجيل الرابع. ونحن نطمح خلال المرحلة المقبلة إلى اتساع دائرة استعمال الأنترنيت ذي الصبيب العالي النقال، كما نتمنى أن يتزايد الاهتمام بتقنية السحابة الحوسبية من أجل توفير طريقة اشتغال أكثر فعالية، لتشمل خدمة الصحة عبر النقال والتربية والتعليم عبر النقال. أما من حيث تكلفة الهواتف فنحن على يقين من أنها ستنخفض مع تعميم الجيل الرابع الذي نتوقع أن يشمل 65 في المائة من الساكنة العالمية بحدود 2019 ومع تزايد استعمال الهواتف الذكية الذي يفوق حاليا 50 في المائة من الهواتف النقالة في العالم.  

+ هل تعتقدين أن توقيت استعمال خدمة الجيل الرابع للاتصالات في المغرب مناسب في ظل انكماش الاقتصاد الوطني، وضعف القدرة الشرائية للمواطنين؟

- يجب أن نعلم أن اتساع دائرة استعمال الأنترنيت في أوساط الأفراد والشركات يساهم بشكل مباشر في رفع مستوى النمو الاقتصادي للدول، والمغرب سيستفيد بالتأكيد من اتساع دائرة استعمال الأنترنيت السريع.  كما تشير الدراسات ومن ضمنها دراسة أنجزتها إريكسون مع جامعة Artur D. little إلى أنه كلما ارتفع نسبة الولوج إلى الأنترنيت بـ 10 في المئة فإن ذلك يكون له تأثير إيجابي على الدخل القومي بنسبة 1 في المئة  كما أنه كلما ارتفعت سرعة خدمات الحزمة العريضة بمعدل أربع مرات كلما ازداد الناتج المحلي بنسبة 0.6 في المائة . وبالتالي يتم خلق فرص عمل جديدة ومقاولات جديدة. فالنمو السريع لعدد مستعملي الشبكة العنكبوتية في المغرب، الذي سيتقوى لا محالة مع اعتماد تقنية الجيل الرابع، سيعزز السوق المحلي لأصحاب المشاريع المرتبطة بخدمات الأنترنت. وللإشارة المغرب ليس البلد الأفريقي الوحيد الذي يستعد لإطلاق خدمات الجيل الرابع فهناك 6 بلدان إفريقية تتوفر على هذه الخدمة.

+ مازال معظم المغاربة لم يستأنسوا بخدمة الجيل الثالث للاتصالات حتى نصدمهم بتكنولوجيا الجيل الرابع التي تتطلب وعيا أعمق للثورة الرقمية التي يشهدها قطاع الاتصالات. فما تعليقك؟

- لقد أكدت التقارير الرسمية المغربية أن إطلاق خدمات الجيل الرابع سيساهم في إعادة الانتعاش لأداء شركات الاتصالات في المغرب، وسيساعد في رفع رقم معاملاتها خلال الأعوام المقبلة. وحسب نفس الدراسات فإن قرب إطلاق هذه الخدمة الجديدة في المغرب، يأتي في وقت يشهد فيه القطاع بعض التحديات واحتدام المنافسة، لكن في المقابل ستتيح هذه التكنولوجيا الجديدة في خلق ديناميكية جديدة في سوق الاتصالات، خاصة عن طريق استعمال الخواص لخدماتها المتوفرة عن طريق شبكة الانترنيت واستعمال محركات البحث للتسويق الإلكتروني والحكومة الإلكترونية، ومتابعة الخدمات الإعلامية والوصول إلى المعلومة. إن تكنولوجيا الجيل الرابع، ستكون لا محالة احد العوامل الأساسية التي ستساهم في تطوير العديد من الأنشطة والخدمات من ضمنها الحوسبة السحابية عبر الشبكة التي توفر خارطة طريق نحو تحقيق المزيد من التطور في قطاع الاتصالات الحالي من خلال تلبية الحاجة إلى فرص أعمال جديدة، مع تمكين شركات الاتصالات من تحقيق الاستفادة القصوى من قدراتها الأساسية. وهذه التقنية، التي تعتبر اريكسون رائدة فيها بشكل متقدم جدا، تتيح فصل الأجهزة عن البرامج المعلوماتية، وإعطاء حرية أكبر ومرونة أوسع للشركات في الترويج لخدماتها ومعالجة معطياتها، كأنظمة الفوترة مثلا. فهي ليست مجرد وسيلة لجعل عملنا فعالا أو مجرد وسيلة توصيل المعطيات، بل إنها تعمل على كسر الحواجز بين الزبناء والمستهلكين لإمكانية الولوج لخدمات التطبيقات الجديدة.

+ ماذا سيستفيد المغرب من خدمة الجيل الرابع للاتصالات، وما مدى انعكاسها على النشاط الاقتصادي والقدرات الإنتاجية للمقاولات الخاصة وتسريع الولوج إلى خدمات الأنترنيت ذات الصبيب العالي؟

- لا بد من التأكيد على أن توسيع استعمال الأنترنيت عالي الصبيب وفائق السرعة في أوساط الشركات من شأنه رفع الحواجز أمام المقاولات المغربية وإتاحة الفرص لها للعمل في أي دولة أخرى، وهذا أمر ملازم لدينامية إنجاز شبكات الصبيب العالي النقال، الذي سيمثل فرصة للدول التي لم تنجز تقدما في الصبيب الثابت أن تحقق ذلك من خلال الأنترنيت عالي الصبيب النقال. وبالتأكيد فإن المغرب سيربح الكثير إن وضع مخططا في هذا المجال. والآن هناك توجه رسمي في المغرب لتشجيع التدفق السريع للبيانات، حيث أن الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات تستعد لإطلاق طلبات عروض رخص الجيل الرابع. فالكل على وعي تام بكون الجيل الرابع للاتصالات ستساهم في إدخال تغيير في طبيعة النشاط الاقتصادي، عن طريق تشجيع الابتكار في خدمات المقاولات بواسطة اعتماد حلول تقنية تشاركية ستمكنها من أن تكون أكثر تنافسية وإنتاجية. كما أن التحول نحو اعتماد تقنية الجيل الرابع من شأنه أن يحفز الاستهلاك الخاص في المغرب، من خلال تطوير واستعمال عروض وخدمات لها ارتباط بالتجارة الإلكترونية عبر الهواتف المحمولة والحواسيب اللوحية.

 

إريكسون في سطور

تعتبر شركة إريكسون المورِّد العالمي الأول لتكنولوجيا وخدمات الاتصالات. وتقوم إريكسون بتمكين «المجتمع الشبكي» من خلال حلولها الفعالة التي تتيح لنا جميعا إمكانية الدراسة والعمل والعيش بقدر أكبر من الحرية في المجتمعات المستدامة في جميع أنحاء العالم. تضم عروض شركة إريكسون البرمجيات والخدمات والبنية التحتية في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لشركات تشغيل خدمات الاتصالات وشركات ضمن قطاعات عديدة. تقوم حالياً أكثر من 40 في المئة من حركة مرور الإتصالات المتنقلة على مستوى العالم عبر شبكات اريكسون ونحن ندعم شبكات العملاء هذه والتي تخدم أكثر من 2.5 مليار مشترك. وتنشط الشركة في 180 دولة ويعمل لديها أكثر من 100 ألف موظف. وتأسست شركة إريكسون عام 1876 واتخذت من العاصمة السويدية ستوكهولم مقراً لها. وبلغ دخلها 226.9 مليار كرونر سويدي (35 مليار دولار أمريكي) في عام 2011، ويتم تداول أسهمها في بورصات ناسداك OMX وستوكهولم وناسداك نيويورك.