الأربعاء 24 إبريل 2024
كتاب الرأي

أخازي: فقيه أكاديمية التربية والتكوين بالبيضاء يصر على صفة المدير المساعد وسي شكيب غارق في حوار من الخيال العلمي

أخازي: فقيه أكاديمية التربية والتكوين بالبيضاء يصر على صفة المدير المساعد وسي شكيب غارق في حوار من الخيال العلمي خالد أخازي
هل جانبنا الصواب حين سلطنا الضوء على خلل في التدبير التربوي  الجهوي الذي تعوزه الحكامة ويتأسس على ردة فعل لا على الفعل المخطط له في سياق مشروع جهوي تربوي واضح المعالم... عقلاني... يستمد مشروعيته من هندسة دقيقة للعمليات وفق مخرجات التشخيص ومقاربة التوقع واستباق البدائل...؟
لسنا ضد أحد...
لا داع للامتعاض وترويج ما لا يهز فينا شعرة...
هنا نتفق أو نختلف....
هنا ندبر رؤانا إن تباينت... والكل رابح حين ينتصر الوطن..
فجنرالات التدبير السرمدي لم يعد لهم مكان في زمن القيادات الشابة الراقية التكوين...
التناوب على المسؤولية جزء من روح الديمقراطية...
كالتناوب على السلطة... خيار المغرب...
هل نسيء حين نشخص...؟
لا خصم لنا غير الفساد والريع والاختلالات والمافيات والزبونية والمحسوبية ولصوص المال العام...
لا خصم لنا غير من يتربص بوطننا ووحدته الترابية واستقراره باستغلال زلات ومصائب الداخل في بؤر التعفن...
هل علينا الصمت ... مقابل أكل" طرف الخبز بارد وسخون..."
هل علينا إنشاء جمعية والانشغال بأموال المبادرة...والتمتع بتقاعد غير مريح صحيا وماديا نلعب الداما ونجدد الوضوء لقتل الوقت في انتظار الرحيل..؟
هل علينا أن نمضي ولا نقول كلمتنا... ونصدع بها. 
حين نصيح" المدخل للإصلاح... تربوي... ولا إصلاح بلا تفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالحساب " ولا تنمية في ظل استمرار الإفلات من العقاب... ولا إصلاح في ظل غياب قانون يسائل منظومة الريع والإثراء غير الشرعي....؟
هل طلبا المستحيل حين أكدنا على ضرورة قيام سي شكيب بثورة ناعمة في العقول المدبرة وضخ دماء جديدة في القيادات الجهوية التي عمرت وسكنها هوس المؤشرات الرقمية.. 
يا سي شكيب... صدقني... المؤشرات الرقمية لا تصنع العقول.... ولا تبني الإنسان... إنها مجرد مخرجات لجيل يقوم بتدوير المعلومات لا المعرفة.. 
هل نسيء لأحد حين نقول له إنك خارج الزمن التربوي...؟
لا أظن...
هل حين طلبنا من مدير أكاديمية الدار البيضاء ألا يجتهد خارج النص بصناعة مهمات لا يحددها القانون: كالمدير المساعد،  صاحبنا الدكتور في الدراسات الإسلامية  العدل نفعنا له بعلمه وتفقهه في تدبير الموارد البشرية بالرقية إن لم يجد الترقية، وباللطيف إن لم يجد اللفيف وبالعرفان إن لم يجد البنيان... فلا يمر عام على هذه الجهة دون خصاص مهول والحلول كارثية لو فصلناها... وهو يعلم ما أقصد..
أنحن مخطئون...؟
هل حين قلنا إن مدير الأكاديمية عمر طويلا والتعمير مفسدة للصالح والمصالح وغواية للمصالح، وقد نزهناه عن ذلك... وإلا ما كانت القوانين والأعراف الإدارية تلزم المسؤولين والمسؤولات السامين بتغيير مقر العمل كل أربع سنوات على الأكثر...
فهذه رؤية وليست مسطرة تقنية..
فالقيادة تصور متجدد... ودماء جديدة تضخ في الجسد المهترئ لإنعاشه...
التعمير في المنصب والجهة تدمير للطموح وقتل لقيادات شابة تنتظر دورها وخطر على المسؤول نفسه..
لمَ هذا القول...!،
لأنني كنت أظن أن زمن تدبير القطاع بالتحالفات القذرة بين مركز شرس  وجهة عجوز قد ولى مع نسمات دستور 2011...
بل لأني كنت أظن أن مرحلة شكيب بنموسى هي مرحلة " المحاسبة" ومرحلة الحكامة... ومرحلة الحزم وتكنيس الدار التربوية من نفايات الماضي...و جيوب مقاومة الإصلاح...
لأني كنت أظن أن شكيب بنموسى وفق ثقافته وتكوينه وتاريخه السياسي... سيقدم على ثورة ناعمة لاختيار فريق مركزي وجهوي لتنزيل مشروعه... وأعرف أن الرجل يجمع بين حكمة الرؤية وحزم المواقف ولين دون ضعف وحس تشاركي كبير...
أليس هو من شخص أعطاب التربية والتكوين في سياق بناء تصور تنموي بديل مغربي...؟
لقد قلت له يوما إنك إما مطلوب رأسك  المراد حرقك سياسيا وأكاديميا لشجاعتك في تشخيص معيقات التنمية ... أو إنه تم اختيارك لتعيد البناء وتعلن ثورة تربوية ناعمة...
سي شكيب... دعنا نتحدث صراحة...!
أكيد أنك رجل مخلص وحكيم في تدبير المفارقات ويشفع لك تاريخك ذلك... لكن رجاء لا تفكر بعقلية شان أليزي و أنت تدبر المفارقات...!
فلا أحد حليف لك في وزارة تلفظ الوزراء كمناديل منتهية الصلاحية...
حلفاؤك الصادقون هم رجال ونساء التعليم.. 
فتدخل التاريخ من بابه العريض...
يوما ما طلبت ذلك من سي أمزازي...الامر نفسه
والرجل لم يفشل...
بل كان ضحية حسابات تقنية الانتخابوية...
والدليل أن الملفات الاجتماعية كانت جاهزة...
ووقع فيها صدمة التراجعات خصوصا ملف المديرين والمديرات الذي ناضلوا من أجل الإطار فتم اغتيال طموحهم وحقهم ليلة الاتفاق
حتى النقابات فليست نقابات قوس النصر الفرنسي...
فهي نقابات تم إنهاكها... بالتنسيقيات والتشكيك في مصداقيتها بكل شعبوية.. 
والنقابات  نفسها تقليدية لم تطور أدوات عملها...
فليس هناك فقط الإضراب الذي أصبح مكلفا لا سامح الله كاهن الكاغيط... بل هناك طرق أخرى متعددة...
نقابات... أغلبها خارج الزمن الديمقراطي...
ومن يرث التدبير السياسي والنقابي لا يمكنه أن يكون حليفا صادقا في التنمية.. 
دعونا من شكيب الذي يظن أن الواجهة الاجتماعية وعقد توافق هش مع النقابات هما الحل لكل الاختلالات وأن الاستقرار مدخله اجتماعي لا تدبيري...؟
نحن في أمس الحاجة والله لإرساء مسار الثقة والشفافية والحكامة.. 
فليس هناك من شيء أخطر على رجل وامرأة التعليم والإدارة والتأطير والمراقبة والتدبير والتخطيط والتوجيه  وجميع الاختصاصات من الإحساس بالغبن والظلم وعدم الإنصاف...
التعليم في أمس الحاجة إلى رؤية منصفة مهما كلفتنا لتنعكس على الأداء والجودة..
صدقني... الشجاعة مطلوبة في الحسم...
ومسامير المائدة تجار للوهم بامتياز...وفي كل منعطف مصيدة على شكل باقة زهور أو طبق تمر وكأس حليب من البلار...
عفوا... لا توجد الحقيقة التربوية في الرباط بل ظلها فحسب ... وتصلك مقنعة .. ملفوفة كسلعة رخيصة في علبة براقة..   الحقيقة العارية بلا مساحيق في خفايا الجهات... وواقع الممارسة التربوية.. 
من هو المسؤول القادر على النوم والمدرك لمسار نضال الأطر التربوية... الشهداء فيهم ... الذين ماتوا على الطرقات... والمتقاعدين الذين صاغوا تصور المتصرف التربوي ... فتم غصبهم حقهم بجرة قلم ... كأنهم لم يكونوا أبدا.. وطوي الملف... خلافا لما تم الاتفاق حوله مع سي أمزازي.. كأن الدولة مزاج وليست ميثاق ثقة...
ألا يتم اغتيال الثقة التي هي أساس التعاقد المهني... بالتراجعات وتفتيت ما لا يقبل التفتيت  ؟
هل يكذب الوزراء..؟
هل هم مضطرون للتحول إلى كاميكاز سياسي وأخلاقي في زمن التسويات...؟
أؤكد لك... أن الإصلاح.
 في الحكامة والإنصاف...
أي منطق يحكم حرمان موظفين دون آخرين من خارج السلم بحجة أن القضية مركزية وليست قطاعية.  ؟
دعونا من هذا الرجل الذي شغلوه" مسامير" المائدة... بنقابات... بعضها.. تغير 
 موقفها في مقراتها فور خروجها من جلسة شاي مع مدير مديرية الموارد البشرية...
والحقيقة أن الحل ليس الترميم ولا الترقيع ولا حتى في الاتفاقيات..
الحل ثورة تربوية ناعمة برجال ونساء ذوي أنفاس قيادية جديدة...
إن التعليم والتربية يدبران كما قلت بالعبث وردود الفعل والارتجال وفق واقع متغير وليس وفق رؤية متعددة المداخل والمخارج...
وهذا ما يغتال التعليم.. الارتجال لا المبادرة...
بيروقراطية القرار وتسلط الفاعل الجهوي ... وضآلة هامش المبادرة لدى الفاعلين والفاعلات محليا...
أليس مخجلا أن يطلب رئيس قسم الموارد البشرية فقيه الجهة أطال الله عمره والذي منح لقب المدير المساعد ووقع على المراسلة الأخيرة بهذه الصفة نكاية بالعالم  والموجهة  إلى المديريات  قصد مطالبة المديرين والمديرات  بصياغة تقارير ترسل لمصلحة النزاعات القانونية والشراكة عما يحدث في محيط المؤسسات...؟
كأن هذه المصلحة دورها الأمن المدرسي والصحة العامة...
والمبرر كالعادة ردة الفعل لا الفعل...
المبرر هو ما ينشر إعلاميا وعلى مواقع التواصل ولا يصله...
 المبرر أن يعلموا قبل سي شكيب...
ألا يفاجؤوا بطلب توضيح...
واقعة ما ... خبر ما.. 
هل تعلم أن آلاف المؤسسات تابعة للأكاديمية الجهوية... توجد في أحياء ساخنة ومحاطة بالأسواق العشوائية....؟
يا سيدي إنها المدرسة العمومية.... وهي جزء من جغرافيا الفقر والتهميش والهشاشة...؟
كيف ستدبر كل التقارير...؟
هل ستحل الأزمة باتصال هاتف مع العامل والوالي...؟
والبساطة تفترض استقلالية المؤسسات التعلمية في التواصل في الجهات المنتخبة والسلطة المحلية والسلطات الامنية وفق كل حالة لتدبير الأزمات... لا مركزة القرار جهويا... وهذا يخالف جوهر اللامركزية..
 دعني أعطيك درسا في بناء الثقة والتواصل والاتصال...!
في تقنيات الإشراك والتبني...
ربما تلاشت في عقلك ذكريات زمن المكونين الكنديين..
يا صديقي... الدولة تتخلص من المركزية وتخطو نحو بناء المؤسسة المستقلة التسيير المادي والإداري... 
وضمن هذه الفلسفة كان عليك ضمن ميثاق الثقة والشراكة  أن تطالب السلطات المحلية بالقيام بدورها ...في إطار اللقاءات الدورية ومجالس الأكاديمية... لا إرهاق المديرين والمديرات بإرسال مراسلاتهم في هذا الشأن إلى مصلحة النزاعات...يكفي أن يتواصلوا مع السلطات المنتخبة والمحلية والأمنية... بدل " ثقافة" التقارير والجرد والصرار والنملة... وأنا لي مضوي لبلاد...
فاصلة: كأن الدكتور الفقيه يريد أن يقول للمديريات عبر مراسلته الأخيرة إنه مازال " المدير المساعد"...
يا للضعف البشري...
نعود لشكيب مول ليكيب...
غير طاقم السفينة قبل أن تخترقها المسامير...
غير مشرفي الموانئ الجهوية لترى جيدا منارات التربية.. 
أنا جنرال الوزارة... لا أظن أنك قادر على تغييره...
ربما في زمن آخر..
آسيدي سمح لينا راك المدير المساعد...
وسي المدير الجهوي... حتى أنت... كاين...
فالمراسلة وقعت بأمر منك... أيها الآمر بسره...
خالد أخازي روائي وإعلامي