الخميس 28 مارس 2024
فن وثقافة

قراءة سريعة في ملصقات الأفلام الروائية الطويلة المشاركة في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة

قراءة سريعة في ملصقات الأفلام الروائية الطويلة المشاركة في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة
كلنا نعرف الأزمة الإبداعية في صناعة ملصقات الأفلام السينمائية المغربية ، فأغلب الملصقات التي نعرفها تفتقر للأسف الى الروح الفنية والابداعية، فلا ابتكار ولا تجديد ولاتطوير، طبعا هناك استثناءات لكنها قليلة جدا، الكل يستسهل أو لا يهتم أصلا بتصميم ملصق احترافي بلمسات ابداعية تعكس روح العمل، رغم أن صناعة الملصقات تدخل في العملية الإبداعية، والملصق هو البوابة الرئيسية للفيلم، وأداة دعائية وترويجية مهمة فهو الذي ينتشر إعلاميا وعلى الواجهات واللافتات، عيب أن تكون البدايات الأولى لصناعة الملصقات قد بدأت سنة 1890 على يد جول شيري أو سنة 1895 على يد مارسيل أوزول (هناك اختلاف في التأريخ)، ومازلنا الى الآن بدائيين في إنجاز ملصقات تكون على الأقل مقبولة.
 
سأدرج هنا كل ملصقات الأفلام الروائية الطويلة المشاركة في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة التي تجري فعاليته الآن، وهي كالعادة مخيبة للآمال، منها ما لا يستحق أن يوصف بالملصقات أصلا لبدائيته، ومنها ما اتخذ من النسخ أو السرقة سبيلا، ومنها ما يستحق أن يكون أغلفة كتب أكثر منه أفلام سينمائية... لكن رغم ذلك هناك ملصقات قليلة جدا جاءت عاكسة لمحتوى فيلمها ويمكننا الاحتفاء بها وسط هذا التلوث البصري، كملصق فيلم ''علي صوتك'' لنبيل عيوش فرغم نمطيته في الأفلام الغربية إلا أنه جاء متناسقا ومعبرا عن محتوى وقصة الفيلم كفيلم شبابي موسيقي، ملصق احترافي جدا وواجهة دعائية متقنة لتسويق الفيلم داخليا وخارجيا.
 
هناك ايضا فيلم ''أسماك حمراء'' لعبد السلام الكلاعي، ملصق بسيط هادئ بألوان متناسقة ومريحة للعين وغير منفرة، عناصره مرتَّبة بشكل جيد ومحسوب على مساحته ككل دون إزعاج للبصر، الصورة المستخدمة فيه معبرة عن الترقب والتأمل والبحث عن الآمال في الأفق، الملصق يعكس روح سينما المؤلف بامتياز.