الثلاثاء 19 مارس 2024
كتاب الرأي

يوسف غريب: مفتاح نجاح القمة  العربية يوجد.. بالرباط

يوسف غريب: مفتاح نجاح القمة  العربية يوجد.. بالرباط يوسف غريب
(... سيتم إيفاد وزير العدل الجزائري إلى المغرب، بعد المملكة العربية السعودية والأردن؛ في حين سيسلم وزير الداخلية الدعوة نفسها إلى القمة إلى تونس وموريتانيا.  وفي هذا السياق سيتم استقبال وزير العدل الجزائري، عبد الرشيد طبي، بالمغرب).
 
هي الفقرة الاهمّ في بيان لوزارة الخارجية المغربية الصادر يوم السابع من شهر شتتبر 2022 وما زال هذا المبعوث الرئاسي لم يصل بعد إلى بلدنا ..!! حتّى اعتقد البعض بأنّه تاه في الطريق نحو العاصمة الرباط.. خاصّة وأنّ أغلبية الدول العربية توصلت بدعوة الحضور إلى القمة المرتقبة بالجزائر بداية نونبرالمقبل حسب الإعلام الرسمي هناك حيث لم تبق إلاّ دول قليلة كاليمن والصومال ودجيبوتي.
 
ورغم هذا التأخير فما زال الرأي العام الإقليمي والدولي ينتظربشوق وصول هذا المبعوث الجزائري إلى المغرب باعتباره حدثاً استثنائيا بكل المقاييس؛ وكذلك  دباعتباره مرسولاً جاء ليأخد مفتاح القمّة من عاصمة المملكة المغربية الرباط بحيث تمّ ربط فشل ونجاح القمة بالجزائر بحضور / غياب صاحب الجلالة الملك محمد السادس.. وهو ما ذهبت إليه أغلبية النقاشات  التي تناولت موضوع الخبر المنشور بمجلة جون افريك وجريدة الشرق الأوسط.. 
 
وهوالخبر الذي أكّد حضور جلالته للقمّة حتّى قبل وصول المبعوث الجزائري لحد اليوم..هو الخبر نفسه الذي أطلق حملة مسعورة وغير مسبوقة تستهدف مؤسسات المغرب ورموز سيادته وبشكل يوميّ وممنهج آخرها ما كتبته جريدة "الشروق" لسان حال المؤسسة العسكرية إلى جانب وكالة الأنباء الرسمية هناك وبعناوين متناقضة بين اعتبار المغرب مملكة بدون ملك بدلالة الضعف والفقر والتهميش من جهة.. وبين اعتبار المغرب قوة إقليمية مؤثرة في القرار الأمريكي نفسه الذي استطاع أن يحرّض البانتغون ضد الجزائر.. 
 
هذا التناقض عنوان حالات الإرتباك والتيه والخوف الذي تعيشه العصابة كل يوم وهي تحاول التوفيق بين الانضباط الصارم لقرارات الدول العربية كشرط لانعقاد القمة وخاصة ما يتعلق بدعوة المملكة المغربية وبين تأجيلها اوحتّى نقلها إلى بلد آخر.. 
 
هو نفس الإرتباك والخوف المفسر لتأخيرهذا المبعوث الجزائري لحد الساعة وهم يعرفون مسبّقاً أنّ قبول الدعوة كأمر طبيعي يشترط على النظام العسكري التراجع - مرغما - على قراراته العدائية منها فتح الأجواء للطائرة الملكية او من يمثله للنزول بمطار هواري.. والأهم من كل هذا هو عودة السفير المغربي إلى الجزائر باعتباره المشرف الأول والمنسق الوحيد مع اللجنة التنظيمية والمشرف على بروتوكول الزيارة الملكية اذا تمّت كما جرت العادة في كل الأعراف والعلاقات الدولية.. 
 
يشرف السفير المغربي على كيفية الإستقبال وطول السجاد الأحمر وعن اظسم الشخص المستقبل.. عن شكل الإقامة وظروف وشروط الأمن فيها. الاكل والمبيت.. جدول اللقاءات الثنائية.. مكان الجلوس وبجانب من.. ترتيب خطبة وكلمة المملكة المغربية وتفاصيل دقيقة ترافق مثل هذه التظاهرات الدولية بحجم ووزن الحاضرين من ملوك وامراء ورؤساء.
 
لا مجال للصدفة وخاصة وانت ببلاد العسكر وعند أناس لا يتنفسون إلاّ الحقد والكراهية اتجاه بلدنا وبدويّون في تعاملاتهم مع مواقف دولية سابقة، ولعل صورة الرئيس تبون لحظة استقباله من طرف أردوغان لنموذج حيّ لذلك مقابل صورة الملك محمد السادس الذي أوقف موكبه الرسمي حتى يصل الرئيس الفرنسي هولاند إلى منصة الإستقبال..
 
وربطاً بما سبق فلا سلطة للنظام الجزائري في رفض الحضور المغربي وبالشكل والشرط المناسب لمكانته ومهابته.. وعلى النظام الجزائري أن يعترف أن إقامة القمة على أراضيه لا يختلف عن أمر قاعة للافراح لاغير فلا دخل لهم في أشغال القمة ومخرجاتها.. 
 
هنا وقف حمار شيخ العسكر في العقبة.. و أطلقوا ألسنتهم المسمومة اتجاه بلدنا ورموز سيادتنا الوطنية وبشكل ممنهج وحقير وهم يدركون تمام الإدراك ان المبعوث الجزائري إلى المغرب لا يحمل دعوة الحضور.. بل يتوسّل مفتاح نجاح القمّة بالرباط.. 
أمّا هذا العنف اللفظي والرمزي فليس منشأه فائض الثقة كما تتوهّمون.. بل من الضعف والعزلة والتهميش