Sunday 29 June 2025
خارج الحدود

اعتبر البعض أن له دوافع سياسية.. تقرير يكشف تجنيد الجيش الإسرائيلي للعرب 

اعتبر البعض أن له دوافع سياسية.. تقرير يكشف تجنيد الجيش الإسرائيلي للعرب  يعد الإسرائيليون اليهود والدروز والمسلمون والعرب والبدو والمسيحيون إخوة في السلاح
كشف تقرير نشرته مجلة "المجلة" أن الجيش الإسرائيلي، يعتبر فريدًا من بين جيوش العالم نظرا لكونه جيشا مجندا، حيث ينطبق التجنيد العسكري الإلزامي على كل من الرجال والنساء اليهود. واليوم، هو واحد من أكبر المؤسسات، وأكثرها نفوذاً في المجتمع الإسرائيلي بسبب تأثيره على اقتصاد البلاد، وثقافتها ومشهدها السياسي، مستدركا أن أحد التغييرات الملحوظة التي يجب على المرء أن لا يغفلها، هو أن الجيش الإسرائيلي قد تغير بشكل كبير في العقود التي تلت تشكيله. يمثل الجيش الإسرائيلي اليوم الأمة كلها (جيش الشعب). حيث يعد الإسرائيليون اليهود والدروز والمسلمون والعرب والبدو والمسيحيون إخوة في السلاح.
 
التقرير المعنون بـ"مجندون عرب في الجيش الإسرائيلي" لكاتبته "سوزان كويتاز" أبرز أن مهمة الجيش الإسرائيلي تجنيد أكبر عدد ممكن من عرب إسرائيل، حيث يضم الجيش "عربا اختاروا طوعا القتال وحتى التضحية بأرواحهم من أجل حماية دولة إسرائيل...هؤلاء الشباب وبعض النساء فخورون بأن يكونوا جزءًا من الجيش الإسرائيلي. أحد هؤلاء الشباب، هو الرقيب عماد، الذي يقول بفخر -إنه لشرف كبير أن أمسك في ذراع واحدة البندقية وفي الذراع  الأخرى القرآن الكريم للدفاع عن وطني إسرائيل-".
 
ونبه التقرير أن هناك "مفهوم خاطئ واسع النطاق في وسائل الإعلام الرئيسية حول الجيش الإسرائيلي، حيث يعتقد كثيرون أن الجيش ذا أغلبية يهودية، ولكن كان ذلك في البداية، عندما تم تأسيس إسرائيل، كان هناك عدد من المنظمات الدفاعية اليهودية المسلحة مثل الهاغانا، والبلماح، وشتيرن وإرجون. قرر أول رئيس وزراء إسرائيلي ديفيد بن غوريون إنشاء قوة مسلحة واحدة وموحدة موالية لحكومة دولة إسرائيل: وتم إنشاء الجيش الإسرائيلي في 26 ماي  1948".
 
وفيما اعتبر البعض أن التجنيد لا يزال مثيرا للجدل في بعض المجتمعات العربية في إسرائيل وهناك من عبروا عن غضبهم وقلقهم. وهم يدّعون، من بين أمور أخرى، أن تجنيد عرب إسرائيل "له دوافع سياسية"، وأن الجيش الإسرائيلي يهدف إلى تقسيم عرب إسرائيل، يعتبر الدروز- وهم أقلية ناطقة بالعربية، الأكثر تجنيدا في الجيش الإسرائيلي في عام 1957، صنفت الحكومة الإسرائيلية الدروز كمجتمع عرقي متميز منفصل عن الفلسطينيين المسلمين والمسيحيين الذين يعيشون داخل إسرائيل. المواطنون العرب في داخل إسرائيل، المعروفون أيضًا بعرب إسرائيل وهناك من يسمونهم فلسطينييّ الداخل، هم من نسل 160 ألف فلسطيني بقوا في مدنهم وقراهم بعد إعلان دولة إسرائيل الاستقلال في عام 1948، ويشكل المواطنون العرب في إسرائيل خُمس إجمالي السكان، وهم يشكلون الأغلبية الساحقة من 20 في المائة من السكان غير اليهود في إسرائيل.
 
وأعرب الأشخاص الذين تحدثت معهم "المجلة" عن أن شعورهم بالانتماء والولاء لدولة إسرائيل هو ما دفعهم للانضمام إلى الجيش الإسرائيلي. "لماذا قررت التجنيد؟"، سألنا الرقيب سامي هيب، وهو بدوي يبلغ من العمر 20 عامًا كان مع الجيش الإسرائيلي منذ أكثر من عامين، وأجابنا: "لأن هذا وطني، أنا جزء من هذا البلد وأريد المشاركة".
 
والتقت "المجلة" بـ"إيلا" من بلدة قلنسوة العربية داخل إسرائيل، وأول ما لاحظته هو مدى فخرها بتعدد هويتها كسيدة عربية وإسرائيلية مسلمة وهي تحمل بكل فخر رتبة جيشها، وأوضحت:"لم يكن من السهل على فتاة عربية شابة أن تعارض معايير الأسرة والتوقعات المجتمعية لما تستطيع المرأة فعله وما لا تستطيع، وفوق ذلك تنضم إلى جيش غالبًا ما يظهر بشكل سلبي للغاية في وسائل الإعلام والدوائر العربية".
 
وأكد تقرير "المجلة" أن هناك آلاف الأشخاص مثل إيلا. ضباط وجنود فخورون بالعمل لصالح الجيش الإسرائيلي. قبل ثلاثة عقود، كان من المستحيل تقريبًا على عربي إسرائيلي التفكير في التجنيد. بعد عقد من الزمان، كان أولئك العرب الإسرائيليون الذين انضموا إلى الجيش يخشون الكشف عن خدمتهم في الجيش الإسرائيلي علنًا. ومع ذلك، فقد تغير الزمن وأصبح العديد من الشباب العرب في إسرائيل يرون أنفسهم الآن ويفخرون بقولهم "أنا عربي وإسرائيلي".
 
وتظهر الإحصائيات التي قدمها مسؤول كبير في الجيش الإسرائيلي من مديرية القوى العاملة إلى «المجلة»، أن عدد العرب الإسرائيليين الذين تم تجنيدهم في تزايد خلال الفترة الماضية. ويقول مسؤول كبير (غير مخول بالكشف عن اسمه) إنه يرأس وحدة مسؤولة عن دمج الأقليات والسكان المختلفين في الجيش الإسرائيلي. وأضاف أن الجيش الإسرائيلي شهد في السنوات القليلة الماضية ارتفاعًا حادًا في عدد عرب إسرائيل المتطوعين للخدمة في الجيش الإسرائيلي. لكنه أوضح أن الأرقام أعلى في بعض التقسيمات الفرعية عن الأخرى. فداخل القطاع المسيحي، يقوم الجيش الإسرائيلي سنويًا بتجنيد ما بين 130-150 جنديًا؛ البدو من الجنوب حوالي 150 في السنة والبدو من الشمال بين 300-350. وفيما يتعلق بالمسلمين الآخرين، يقول: "من الصعب تحديد رقم دقيق، لأنهم مثل البدو مسلمون أيضًا. ولكن من خلال اتصالنا بالمدارس والمراكز المجتمعية نقوم بتجنيد حوالي 40-100 جندي من مختلف البلدات والقرى المسلمة".
ويعتقد الجيش أن الزيادة الملحوظة في عدد المسلمين المجندين (وهم أساسًا بين السكان البدو) مرتبطة بحملة تجنيد كبيرة ودعوات شخصية تم إرسالها إلى آلاف الشباب للالتحاق بالجيش.