الجمعة 29 مارس 2024
فن وثقافة

الإقبال المشرقي على الأغنية المغربية.. تصالح مع "الدارجةّ" أم ركوب على الموجة

الإقبال المشرقي على الأغنية المغربية.. تصالح مع "الدارجةّ" أم ركوب على الموجة نجوم من المشرق تستهويهم الدارجة المغربية
بعد سنوات من الإقصاء، بمبرر صعوبة فهمها والتحدث بها، ها قد بطلت المبررات وباتت الأعمال الفنية الناطقة باللهجة المغربية تفرض نفسها في الساحة الفنية العربية، فقد تمكنت في الفترة الأخيرة من إثارة انتباه ثلة من أبرز الفنانين المشارقة، الذين قرروا التغني بها، ونذكر من بينهم الفنانة اللبنانية ميريام فارس والمطربة اليمنية بلقيس فتحي وكذا الفنان اللبناني عاصي الحلاني وغيرهما من الأسماء الفنية العربية.
وقد تفاعل الجمهور العربي والمغربي خاصة بشكل كبير مع الأغاني المغربية، المؤداة بأصوات عربية من مختلف بلدان الوطن العربي، سواء كان تفاعلهم إيجابي أو سلبي، ليذهب من حققت أعماله المغربية متابعة عالية، إلى إعادة الكرة، فما السر وراء هذا الإقبال؟ هل هو تصالح مع اللهجة المغربية أم استغلال لما تحظى به حاليا من جماهيرية؟ وإلى متى قد يدوم هذا الاهتمام؟ أهي موجة مؤقتة أم دائمة؟
وفي محاولة منا لإيجاد أجوبة شافية لهذه التساؤلات، طرقنا باب مصطفى برطون، بصفته الكاتب الوطني للنقابة الوطنية للموسيقيين المحترفين، الذي ذهب بنا في رحلة عبر تاريخ الأغنية العربية والعوامل المساهمة في انتشارها، باعتبار أن الأغنية المغربية جزء لا يتجزأ منها.
وصرح برطون في تصريح صحافي خص به جريدة "أنفاس بريس"، أن بالرجوع إلى التاريخ، كان هناك من يجزم على أن الأغنية المغربية من المستحيل أن تتخطى حدود بلدها، إلا بعض الفلتات المعدودة على رؤوس الأصابع كأغنية "مرسول الحب" لعبد الوهاب الدكالي و"ياك أجراحي" للفنانة نعيمة سميح وغيرها، والتي ساهم في انتشارها التنقل الدائم لمن غنوها بين المغرب وبلدان عربية.
وذكر الكاتب الوطني للنقابة الوطنية للموسيقيين المحترفين، بالكيفية التي انتشرت بها الأغنية العربية، إذ كانت البداية من مصر، لوعي الدولة المصرية بأن الفن مرآة المجتمع، فما كان منها غير تسخير جل الإمكانيات المطلوبة تقنية كانت أو دعائية أو إعلامية، لإيصال أغنيتها للعالم العربي، تلتها التجربة الخليجية التي سارت على خطى سابقتها، إلا أنها ذهبت أبعد منها، إذ عمد القائمون على المجال الفني بمنطقة الخليح العربي إلى خلق قنوات بإمكانيات عالية وذات صدى عالمي لنشر منتوجها الفني ، لتأتي بعد ذلك الأغنية اللبنانية التي عرفت انتشارا واسعا، بل أكثر من ذلك استطاعت فرض سيطرتها في فترة من الفترات، إذ اعتمدت على برامج مسابقات المواهب الغنائية في الترويج لإنتاجاتها الفنية، وكذا صناعة فنانين لهم وزنهم حاليا في الساحة الفنية العربية، وهي الصناعة التي احترفها اللبنانيون، ليحين وأخير الدور على الأغنية المغربية، التي ساهمت شيكات التواصل الاجتماعي في شهرتها.
كما أشار مصطفى برطون إلى أن الأغنية المغربية نجحت في لفت انتباه الفنانين العرب، بعدما حققته من شهرة وانتشار، مكناها من فرض نفسها في الساحة الفنية العربية، فاضحوا يحاوون الركوب على الموجة، من خلال طرح أعمال غنائية مغربية.