الثلاثاء 19 مارس 2024
كتاب الرأي

عبد السلام المساوي: رحيل محمد بودلال.. رحيل المناضل الماركسي اللينيني

عبد السلام المساوي: رحيل محمد بودلال.. رحيل المناضل الماركسي اللينيني عبد السلام المساوي
محمد بولال 
لن أرثيك وقد رثاك رفيقك بنيونس المرزوقي.
قال فكان صادقا وفيا.
لن أرثيك 
فأنت أعلى وأسمى وأصدق. 
كنت وستبقى عنوان اليسار بوجدة.
كنت صارما فكرا وسلوكا. 
كنت مناضلا يساريا بوجدة.
عرفتك عن بعد، سمعت عنك ، حدثوني عنك ...قالوا بودلا دوغمائي، حديدي، " واعر "، ولكن كلهم أجمعوا: بودلال رمز لليسار بودلال صادق، بودلال مناضل.
منذ التحاقي بوجدة سنة 1980 أستاذا ومناضلا اتحاديا ، وأنا أعرف اسم  محمد بولال مناضلا يساريا.
وجمعنا النضال بأحلام يسارية رومانسية...
وجمعنا التعايش الصوفي والمشاركة الوجدانية في التماهي مع أغاني ناس الغيوان، لمشاهب، جيل جيلالة، مارسيل خليفة، فؤاد نجم والشيخ امام....
مناضل " واعر "... حكيم ... صدق القول والفعل... يساري مومن بالقيم السارية الكونية. 
كنت  معلما...
كنت معنا دومًا وستظل معنا دائمًا 
لن نتركك تغادر، فأنت في بؤرة وجودنا
لا أريد أن أتذكر
لأنني لا أريد أن أنسى
ولا أريد أن أنسى
لأن الوجود أبقى
حتى في الغياب
بودلال صنو وجود متعدد
وجود في الأعماق
وجود في الأماكن
وجود في الساحات
الضيقة والفسيحة
بودلال المبادرات التي كثيرًا ما أثارت فضول تساؤلات عميقة
هو وحده يملك كيمياء الربط بين الواقع
كما يراه
كما يتمناه
كما يعمل من أجله
بكل وقواه
وبين تلك المبادرات
الكثيرة في لحظات 
حساسة من نضالنا
المشترك
لن أقول وداعًا بودلال
لأنك لا تودع 
أنت ترحب دومًا 
أنت لا تودع أبدًا
أنت باق هنا بودلال
أنت في بؤرة وجودنا
جميعًا
في قلب كل رفيق
في قلب كل صديق
وفي قلب كل حبيب
أنت باق بودلال
كبيرًا
كما كنت كبيرًا
شهما كما كنت
مخلصًا كما كنت 
ولم تبرح
أنت هنا
وانت اليوم لم تفعل الا أن حلقت إلى مثواك في البراري المزهرة لذاكرة الوطن، وهي التي تصون، برفق وفرح، حيوات أمثالك من مولدي التدفق في المجرى العظيم للأمل في أوصال وطن يقاوم الارتداد ويراوغ المطبات... ويمضي بهدوء وثبات وبعزم نحو الامتلاء بالكرامة لمواطنيه...
محمد بودلال ممتد في المشترك المديد والعميق بيننا...
محمد بودلال..سيحفظ لك الوطن أنك كنت من أبنائه الأوفياء له ، وقد بذلت من أجل تقدمه الكثير من الجهد بكفاءة نضالية ...لذلك لن تذهب بعيدا تحت التراب، لأنك ستذهب بعيدا فوق التراب ...
محمد بودلال.... ذكراك ستزهر وتولد أبدا نفحات الأمل في التقدم نحو حلمك بالوطن الزاخر بالكرامة لمواطنيه...