الخميس 18 إبريل 2024
فن وثقافة

تَعرَّف على تفاصيل "مشروع مائة كتاب وكتاب" الذي يعزز الحوار الجاد

تَعرَّف على تفاصيل "مشروع مائة كتاب وكتاب" الذي يعزز الحوار الجاد
يعود الفضل في تحقيق هذا المشروع الثقافي الطموح، والفريد من نوعه إلى معجب الزهراني، مدير عام "معهد العالم العربي" في باريس، الذي اقترح فكرته في الأساس على عبد العزيز السبيل، الأمين العام لهيئة "جائزة الملك فيصل العالمية"، الذي رحّب بفكرة التعاون لترجمته وإحيائه، وتم، بالتالي، توقيع الاتفاقية بين "كرسي معهد العالم العربي"، و"جائزة الملك فيصل" في شهر يونيو 2018. 

يتمحور المشروع حول إنجاز سلسلة "مائة كتاب وكتاب"، تتناول شخصيات فكرية، عربية وفرنسية، تميزت بأعمالها وانشغالاتها في التقريب الثقافي والحضاري بين ضفتي البحر المتوسط، الفرنسية والعربية، وذلك في مجالات فكرية وأدبية ونقدية وعلمية عدة.
تم تصميم المشروع وفق نموذج سلسلة "ماذا أعرف؟" الفرنسية الشهيرة (Que sais-je)، بحيث يكون الكتاب من القطع الوسط وتعداد صفحاته 128، تتوزع على فصول تتناول سيرة المفكر الذي خُصِّص له الكتاب، وبيبليوغرافية لأهم أعماله الفكرية والأدبية ومقتطفات منها، ومن أهم ما كتبه نقاد ومفكرون آخرون في نتاجه الفكري. 

لقد تم تصدير جميع كتب السلسلة بمقدمة لكل من الدكتور معجب الزهراني، والدكتور  عبد العزيز السبيل، أكدا فيها على أن هذا المشروع "يهدف إلى التعريف بمائة عالِم وباحث من المفكّرين العرب والفرنسيّين الذين كرّسوا جهودهم لتعزيز الحوار الجادّ والتفاعُل الخلّاق بين ضفّتَي المتوسّط خلال القرنَين الماضيَين (...) وجاء اختيار أربعين شخصيّة عربيّة وستين شخصيّة فرنسيّة، حرصت اللّجنة العلميّة المُشترَكة على أن تكون الأسماء المُختارة مُراعِية، قدر المُمكن، مختلف الفترات التاريخيّة، والتخصّصات المعرفيّة، والتوجّهات الفكريّة والإبداعيّة. إنّنا ندرك تماماً أنّنا لو كتبنا عن ألف شخصيّة وأكثر، فسيظلّ هناك أعلامٌ يستحقّون الحضور ضمن هذه السلسلة.

إن مشروع سلسلة "مائة كتاب وكتاب"، تأكيدٌ على المثاقفة بين الأنا والآخر؛ فهو يقدّم بالعربية وإلى القرّاء العرب أهم الكُتّاب الفرنسيين المختصّين بالعالم العربي، فكراً وثقافة ولغة، ويقدّم للفرنسيين أهمّ الكُتّاب العرب، ومن بينهم الكتّاب الذين درسوا أو عاشوا في فرنسا وتشبّعوا بالثقافة الفرنسية وكتبوا أعمالهم بلغتها. ويحقق هذا المشروع أحد أهداف "معهد العالم العربي" التي من ضمنها تقديم العالم العربي بمحتويات مختلفة (المكتبة، المعارض، سينما، متحف، مناقشات، ندوات، مؤتمرات، تدريس اللغة العربية...) إلى الآخر الأوروبي بعامّة، والفرنسي منه بخاصة، ثم الغربي بشكل أعمّ، وذلك بطريقة موضوعية. 

يندرج مشروع "مائة كتاب وكتاب" في عداد الأنشطة التي تخدم تلك الأهداف، كـ "جائزة كرسي معهد العالم العربي" إذ كما يؤكد الباحث حسين قبيسي الذي يعتبر : " هذه المُبادرة الرائدة في مجال الحوارات الفكريّة بين مختلف ثقافات العالَم، ألهَمَت مُهتمّين كُثُراً بقضايا الحوار بين الحضارات، ودفعتهم إلى تبنّي هذا الأسلوب في تبادُل التعريف بالمفكّرين بين البلدان المُختلفة، على أن يتمّ تنظيم هذا التبادُل على يد مؤسّسات ومراكز ثقافيّة في هذه البلدان. ولا بدّ أخيراً من الإشارة إلى أنّ مجموعة "مائة كِتاب وكِتاب"، هي كنزٌ معرفي يستحقّه كلّ قارئ عربي، ويجدر بالمؤسّسات الثقافيّة والتعليميّة والتربويّة في عموم البلدان العربيّة أن تقتنيها، لا لفائدتها الموسوعيّة فحسب، بل لشَكلِ كِتابها الأنيق الذي حرصَ  الأستاذ مدير "المركز الثقافي للكِتاب" الناشر بسّام الكردي، على أن يأتي قطعة فنيّة خالِصة."