الخميس 28 مارس 2024
فن وثقافة

التلفزيون ومرض فقدان الذّاكرة المكتسبة!!

التلفزيون ومرض فقدان الذّاكرة المكتسبة!! هل يؤثر اللتلفاز على الدماغ؟
للأسف، الإنتاجات التلفزيونية تدار بمنطق "الرّباعات'"، ليس هناك "كاش-تينغ" ولا يحزنون. كل شركة تنفيذ إنتاج تنشطها "رباعة" تراهم في كل موسم رمضاني. لا يتغيّر شيء إلاّ "الزمن". لكنّ ماعدا زمن البث كل شيء ثابت في مكانه: اسم شركة تنفيذ الإنتاج التي أصبحت ترتبط ارتباطاً "عضويّاً" و"دمويّاً بالقناة المانحة للدعم، كأنها رضعت من "بزيزيلة" القناة ولم تفطمها بعد.. حليب كريه يندلق من الفم فوق التراب. 
الممثلات والممثلون يعودون إلى ذلك الأستوديو حتى ربّوا عليه "الكبدة"، مازال يحتفظ ببقايا أنفاسهم وهمساتهم ووشوشاتهم، يلتقطون داخله "سيلفيات"، ويجمعون "فليسات"، ويربّون "فليلسات"، ويزدردون "فقيقصات".
انتهت دورة الإنتاج بخروج شهر رمضان، بحصيلته الدرامية و"حصْلته" الإبداعية، وستعود حليمة إلى عاداتها القديمة، لأنّ التلفزيون مصابٌ بمرض "فقدان الذاكرة المكتسبة"، وشركات تنفيذ الإنتاج اكتسبت "مناعة" حصينة ضد طوفان الغضب والهجوم على شيء اسمه "الرداءة"، وتبرّر شرعيّتها -بتواطؤ مع التلفزيون نفسه- بالارتفاع القياسي لنسب المشاهدة لـ"إسقاط" وجهات نظر المشاهدين الذين فُرضت عليهم الإنتاجات الرمضانية، وكان حريّاً بهم تغيير موجة التلفزيون للسباحة في بحر أمواجه هادئة لا تباغتهم فيها أسماك القرش والحيتان المفترسة.
بعد نهاية دورة رمضان، يبدأ موعد "التّزاوج"، وتضع إناث أسماك القرش بيوضها في أحواض مائية دافئة، لتفقس على مهل.. 
ومن الآن، أسنطيع التكهّن بالفائزين بـ"الصّفقات" والنّاهبين لـ"الفقيقصات" من مخزن الحلويات.. المحظوظون "رْباعات" يعدّون على رؤوس الأصابع!!!