الخميس 28 مارس 2024
جرائم

كشف أنه يعاني تشوها أخلاقيا: الملائكة تحمي محمد زيان !!

كشف أنه يعاني تشوها أخلاقيا: الملائكة تحمي محمد زيان !! محمد زيان

يستمر زعيم المهرجين السياسين المغاربة، محمد زيان، في خرجاته المثيرة للتهكم، إن لم تكن للشفقة والرثاء. فقد ادعى، مرة أخرى، ودون أن يرف له جفن، أن "نصر الله سبحانه وتعالى قريب" بخصوص فضيحة الفيديو الذي سجل ظهوره العاري كما ولدته أمه في جلسة "تدليك جنسي" مع ضابطة شرطة سابقة في أحد فنادق المتعة بالرباط.


وقد أتاه هذا النصر، حسب زعمه، من "المركز الوطني للخبرة الشرعية للفيديو والتسجيلات بمدينة لوس أنجلس بولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية"، وأن هذا المركز ليس هو مختبر الشرطة القضائية بمدينة الدار البيضاء أو الرباط، مما لا يدع مجالا للشك أن الرجل يشكك في مؤسسات وطنية مشهود لرجالها بالاحترافية حتى من طرف جهاز الاستخبارات المركزية الأمريكية ذاته، وليس فقط من قبل "مركز للخبرة الشرعية" في هوليود أو بوليود أو الواقواق أو هونولولو.


بل إن الرجل ذهب في هرطقاته أبعد من ذلك عندما اتهم النيابة العامة المغربية بأنها تسير بـ"جهاز التحكم عن بعد" (التيليكوموند)، مدعيا أن "الخبرة الشرعية"، التي يتوفر على مستنداتها، قام بها ماثيو كابلن المسمى "موتي"، وهو خبير دولي معتمد قام بمساعدة السلطة القضائية والنيابة العامة الأمريكيتين في قضايا ذات طابع دولي مهم، حسب قوله.


ولم يتوقف المهرج زيان، وهو يتكلم أمام الصحافيين لتبرئة أعضائه التناسلية من الجرم المشهود والموثق، عن الاغتراف من معجم مياه الصرف الصحي في جلسة مكاشفة أراد لها أن تكون "أخلاقية"، بيد أن صاحبها حوّلها إلى جلسة حشَّاشين لا تميز بين المعجم اللائق ومعجم السراديب والمواخير والمومسات.


وزاد على كل ذلك أنه عاد لاتهام المدير العام للأمن الوطني عبد اللطيف الحموشي بالوقوف وراء تسجيل الفيديو وتزويره ومسح بياناته الوصفية وتغيير شريطه الصوتي، ثم تسريبه. بل إنه تمادى في الاتهام حين اتهم الشرطي الأول بالمغرب بتلقي المساعدة التقنية من مهندسين إسرائيليين وخبراء الموساد الذين يتوفرون على برامج تجسس وبرمجيات إلكترونية جد متطورة. وقلل من شأن هؤلاء الذين أسماهم "المترامين على الدولة"، وعلى "الدولة البوليسية التي تحاول السيطرة على الحكم في المغرب"، وعلى "البوليس السياسي"، حسب قوله.


ومن المثير للضحك أن زيان ادعي أنه محمي من "الملائكة"، وأنه مستعد لاستعراض مؤخرته أمام الصحافيين دون خجل، إذا كان الثمن هو استرجاع ذهب طاطا وأموال الفوسفاط وفضة تنغير، وأن مؤخرات جميع المغاربة، من أولهم إلى آخرهم، لا تساوي شيئا أمام استعادة ثروات البلاد!.


فماذا يمكن أن نقول عن رجل يدعي أن الملائكة تحرسه؟ وهل صحيح أن زيان مريض بداء "الاضطراب الوُهامي"، خاصة أن هذا المرض يؤثر في الشيوخ، ويتميز بوجود أوهام، كأن يشعر المريض بأنه مُلاحق، أو أن أحدا يحاول تسميمه أو النيل منها والتشطيب عليه. بل إن مرضى الوهام يستمرون في الاعتقاد بصحة أوهامهم، حتى مع وجود الأدلة التي تناقضها بوضوح وتدحضها على نحو جلي. كما أن المريض مقتنع بأن لديه مواهب عظيمة يحاول الآخرون سلبها منه، ويستند هذا الاعتقاد إلى استدلالات غير صحيحة تدعمها أدلة مشكوكٌ فيها، ومنها أنه ضحية لمؤامرة، أو تجسس، أو سوء معاملة، أو مضايقات. كما أنه يحاول مرارا وتكرارا تقديم شكاوى إلى الشرطة أو هيئات حكومية أخرى، وقد يصل به الأمر إلى اللجوء إلى منظمات دولية، وإذا كان بوسعه ذلك سيلجأ إلى الكواكب والآلهة والأولياء والملائكة والشياطين.


إن ندوة التهريج التي نظمها محمد زيان تؤكد شيئا واحدا، هو أنه شخصية تعاني من تشوه أخلاقي وذهني، بدليل تلك التفسيرات العدائية الممتلئة بالضغينة، والحرص على الرد بشكل "كورتيسكي" و"بورليسكي" على الإساءات الموهومة.


ولهذا، فإن زيان، شفاه لله ورفع عنه البلية، أصبح تدريجيا، منذ أن تعرض لأول نكسة في حياته السياسية في بداية التسعينيات، أكثر تقمصاً لأوهامه على نحو تدريجي، وبشكل جازم. ومن هنا تأسست علاقته الجيدة بالكذب، حتى لكأنه خُلق من أجل الأكاذيب والأوهام والفضائح، كذبة تلو كذبة، ووهما تلو وهم، وفضيحة تلو الفضيحة، دون توقف، وإن عجز عن ذلك، فإنه يقف دائما في الصفوف الأمامية للدفاع عن هذه الفضيحة أو تلك، بل قد يحول الأنظار إليه بالتفوه بكلام لا حياء فيه، ولا خجل، وخارج قواعد الأخلاق العامة، وقد يدافع عن قضية دون أن يطلب منه أحد ذلك، وقد يهاجم الدولة والأحزاب والنقابات والمؤسسات والجبال والأنهار والأرض والسماء، والجنة والنار، والإنس والجن، والأطواد والغيلان، وطبقة الأوزون والثقوب السوداء، فقط لتسلط عليه أضواء الإعلام، وليثبت أنه أهم رجل في الوجود، وأنه يستحق الكرسي الرئاسي بالبيت الأبيض، ما دام أنه يستقوي بالخبرة الشرعية لمركز أمريكي ويحقر كل خبرة تقوم بها المؤسسات الوطنية.