الخميس 18 إبريل 2024
فن وثقافة

التلفزيون ليس منصّة لـ"الستربتيز" أو تحريك "الفانطازم"!!!!

التلفزيون ليس منصّة لـ"الستربتيز" أو تحريك "الفانطازم"!!!!
يحدثُ كثيراً، مخرج يسطع نجمه فجأة، تحتكره شركة تنفيذ إنتاج، ويحتكر بدوره وجوهاً يتسوّقها من "الأنستغرام" و"الفايسبوك" و"التيكتوك"، يمنحها "شهادة" التمثيل و"بطاقة الفنّان".. وطووووز في وزارة الثقافة التي منحت أولى دفعات بطائق الفنان في البرلمان، لرمزية هذا الحدث.. 
أخيراً أصبح للفنان "بطاقة" لردّ الاعتبار وحفظ الكرامة. أراك دابا للمسلسلات والسيتكومات والأفلام!! 
اسألوا "الدفعة" الأولى من الفنانات والفنانين الذين حصلوا على هذه "البطاقة".. منهم من احتفل بالدقة المراكشية وعيساوة وݣناوة، ورُفٍعَ فوق العمارية على إيقاع الطعريجة والبندير!! ومن فرط الفرحة قام بتغليف تلك "البطاقة" ببلاستيك من النوع الممتاز، وقبل النّوم يلقي عليها نظرة خاطفة وهو يقول لها: تصبحين على خير يا حبيبتي!! إنّه لا يعاملها كـ"بطاقة" ومجرّد "ورقة" مثل حليب الحمارة لا تساوي فرنكاً. بل أكثر من ذلك حامل هذه "البطاقة" مثل الحامل لـ" لعنة"، احرقها أيها الفنّان "الملعون" كي يزول عنكَ السّحر، ويتعارك عليك المخرجون!!
 - ماذا سأفعل بهذه "البطاقة"؟
 - سطر بيها الكيف ولّا النّفحة؟! 
سلالة المخرجين الجديدة لا يعترفون بشيء اسمه "بطاقة الفنّان"، معظمهم ينتقون الفنّانات بـ"الغرام" و"القبول"، ماشي "الغرام" ديال لعبار، لا.. بل ما تحرّكه هذه الفنّانة من أعضاء حسّاسة في داخلك، "القلب" مثلاً أو "الكبدة" أو "فصيلة الدم" أو أيّ عضو مفرط الحساسية تجاه الوجوه "المليحة". الموخريج يكتب "سطوري" في حسابه الشخصي: انتظروا "الملحمة" الفنيّة القادمة. ماشي غاجي ودير "الملحمة" خاص "التّيتيز" والقوام والسّر والملحة وراس "الحانوت"!!
كولشي على "راس الحانوت" ونتي ولا نتا الحامل لـ"بطاقة الفنّان" سير تمووووووت!!!! يعني معايير "السرّ" و"الملحة" و"الزّين" و"الرّشاقة" و"الأناقة" تفسخ أيّ "بطاقة"، والعلامة "الزّرقاء" التي تحصل عليها -من تتوفّر فيهن هذه الشّروط- من حوانيت "الفايسبوك" أو "الأنستغرام"...إلخ، فقد فزن فوزاً عظيماً!!
الأتراك إذا فشلوا على مرّ التّاريخ من احتلال المغرب، فقد نجحت الدراما التركية من غزونا. مع الاعتقاد "البليد" بأن الوصفة السرّية في نجاح الدراما التركية هي فرش بساط التلفزيون والسينما لـ"مانكانات" و"العارضات" و"الحسناوات"، برفع شعار "كوني جميلة أوّلاً ومؤثّرة ثانياً، ثمّ فنّانة ثالثة إذا اقتضى الأمر".. وهذا سرّ تسونامي الوجوه الفنّية الجديدة، وفي الحقيقة هي مجرّد "وجوه" لا غير.. إناثاً وذكوراً، المهمّ أن يكون كلاهما "لطيفاً"، بالنسبة لـ"الفنّ" حتى يجيبو اللّه مع الوقت!!
لذا "الفانطازم" محرًك قويّ ولا شعوري في "الكاستينغ".. درجة الإعجاب بصاروخ "فنيّ" صاعد تبدأ من "العين"، فتنتقل إلى "القلب"، ثمّ يبدأ "الانحدار" و"السّقوط" إلى أسفل السّافلين. هناك بعض المخرجين -طبعاً- من ينتصر لغريزته الفنيّة، ويعتمد "الموهبة" هي "بطاقة الفنّان" الحقيقية، أمّا ذات الوجه "المليح"، و"فارعة" القوام، و"فارغة" الرّوح، فأحياناً يشوّه المخرج وجهها ليصير قبيحاً حسب بناء الشخصية المرسومة في السيناريو.
"الجمال" الحقيقي هو "الأداء" البارع والتوحّد مع الشخصية والإشباع الفنّي.
التلفزيون ليس منصّة لـ"الستربتيز" أو تهييج لـ"الفانطازم"!!!!