الثلاثاء 16 إبريل 2024
فن وثقافة

ارفعْ يديك.. Haut les mains المكانُ محاصَرٌ!!

ارفعْ يديك.. Haut les mains المكانُ محاصَرٌ!! صورة تعبيرية
"ارفع يديك.. أنتَ محاصر"!!
من لا يعرف هذه الجملة المأثورة فهو من سكان زحل.. أفتحُ الفايسبوك تُشهر "سلاحف النينجا" فوهات المسدسات في وجهي.. قف مكانكَ أنتَ محاصر!! أين المفرّ من الفايسبوك.. "التيكتوك أمامنا، و"الأنستغرام" خلفنا!! 
لحظة لأفكّر.. لا يتركوني أفكّر حتّى.. "دنيا" و"سعد" ونزار" و"فيصل" و"حاتم" و"سلمى" و"كوثر".. وبقيّة أسماء "سلاحف النينجا" الطّائرة.
أفتح "الفايسبوك".. تنفجر الألغام في وجهي. أفتح التلفزيون الذي لم يعد يشبهنا.. لا أرى أمامي إلّا "مستعمرة" تنانين الكومودو.. 
حتّى في التلفزيون لا يطلبون منك أن ترفع يديك فقط، بل يجبرونك على أن تنزع مخّك.. وتخلع سروالك. إذا فتحتَ التلفزيون اتركْ مخلبَك جانباً.. اخلع مخّك كما تخلع جورباً، وَدَعْهُ يشرب عصيراً ويقرأ كتاباً مسترخياً تحت خَدَرِ موسيقى هادئة.. 
صَدَقْتٍ يا #سامية.. التلفزيون مخلوقٌ للبلداء والخواسر!!
 - قف مكانك.. ارفع يديك..
تنظرُ إليّ "فكّ الفأر" بعين حمراء من خلف شاشة الهاتف وهي تسوق "الرانجروڤر".. قلتُ في نفسي من الحمارة للطيّارة!! بل أنا هو الحمار الذي أوصلك إلى المقعد الوثير خلف مقعد "الرّونجروڤر". لو كنتُ ذئباً لتركتُكِ تسوقين سيّارتك الصينيّة التي كانت بحجم "ببّوشة".
- هل شاهدتم حنكليساً يقود سيّارة؟! هاهي الفرصة أمامكم، فتمتّعوا بالمشهد
انتفخ "الحنكليس" واختفى "فكّ الفأر".. كلّ شيء فيها أصبح "منفوخاً".. الشّفتان، المؤخرة، الصّدر، المخّ..
 - سبحان مبدّل الأحوال.. أرى أمامي وجه "فقمة"!!
 
أنتظرُ آخر أعمالها الفنّية فكانت تفاجئني بآخر أعمالها التّجميلية، كلّ وجه ينسيك في الآخر، حتى أصبحتْ حقل تجارب. 
طال انتظار آخر أعمالها الفنّية، لكنّها كما تعوّدتْ أنْ تفاجئنا أخرجتْ فيلماً سينمائيّاّ يشبه فيلم الرعب والإثارة "عائلة أدامس Family Addams" على الطّريقة المغربيّة.
- يوجد في المجاري ما لا يوجد في النّهر!!
ارفع يديك.. Haut les mains
 لا ترشق التلفزيون بأنيابك الزّرقاء.. شاهدْ واصمتْ قليلاً وقلْ في قرارة نفسك و"بنعمة ربّك فحدّث". قفْ أنتَ أخطر المجرمين ومطلوبٌ حيّاً أو ميتاّ.
"الكوبوي" يشهر في وجهك البندقية.. لا تتحرّكْ وإلاّ "بَنْدَقَكَ" الرّجل الأصْلع، حارسُ مزرعة أسود، ومدير "مصرف عملات"، "بابا نويل" المغربي. لكنّ الفرق بينه وبين "بابا نويل" الكندي، هو أنّ الأوّل بطنه تشفط الهدايا، والثّاني يوزّع الهدايا!!
"الفايسبوك" حيوان لاحم ينهش وقتك، يشفط المخّ. "مارك زوكربيرغ" الإله الذي يتخفّى في هيئة ذكر بطّ، سيّد المستنقعات، يسبح في المياه الضّحلة برشاقة، يطير بخفّة نسمة هواء، يقتات على العوالق والأسماك الصغيرة والضفادع، والقشريات، والسّلطعونات. "مارك" يراقبُنا، يدوّن بصماتنا، يسمع شهقات صدورنا.
"الأنستغرام" الأخ الأصغر لـ"الفايسبوك"، قاعة مضاءة بالألوان الراقصة، تنبعث منها صخب الموسيقى، وعروض مجانية في "الستريبتيز" تجبد بلبوزة عينك. تشاهد الشيطان "الواتساب" وهو يتلصّص على الأجساد النّاعمة المتعرّقة. ذلك "السكّير" الأخضر يشرب قنينة "ڤودݣا" على نفقة "مارك زوكربيرغ" الذي اشترى ذمّة "الواتساب" الحقير، وأصبح من عبيده ومخبره السرّي الذي يكتب له التقارير السّوداء، ويتنصّت على المكالمات الهاتفية، ويتلصّص على الحدائق السرّية. ذلك الرّجل الأخضر انتزع منه "مارك" ضميره، سكّير، شيطان، مارق، مسطول، لا يتوقّف عن تدخين الماريجوانا، واستنشاق مسحوق الكوكايين.
عصفور الملياردير "إيلون ماسك" يحطّ فوق غصن شجرة، يبزق على قلقولة "مارك زوكربيرغ"، ثمّ يطير "مغرّداً" إلى أن يحطّ على كتف "إيلون ماسك"، وشوش في أذنه قبل أن يعود إلى الطّيران من جديد. منذ ان اشتراه من بائع طيور أول عمل قام به "ماسك" هو ترويضه ليكون نسراً جارحاً.. كلّ "تويتة" بمثابة سهم نافذ إلى القلب.
"دنيا" و"سعد" ونزار" و"فيصل" و"حاتم" و"سلمى" و"كوثر" و"نوفل"... واللائحة طويلة.. أسماء ديدان معويّة كانت تعيش داخل معلّبات مصبّرة منتهية الصّلاحية، صُنِعَتْ بالتلفزيون و"الفايسبوك" و"الأنستغرام" و"التيكتوك".
الدّيدان تخاطبكم.. تسمّمكم.. تحاصركم.
- ارفعْ يديك.. أين المفرّ.. المكانُ مُحاصَرٌ
"سوزان وجسيكي" ترعى الغنم في حظيرة "اليوتوب" الحمراء. "مارك زوكربيرغ" يزرع الأفيون في مستعمرته الزّرقاء. "أيلون ماسك" يقايض عصفور "التويتر" ليصبح نسراً جارحاً. "كيڤن سيستروم" يفتح علب "الأنستغرام" الحمراء ويحيي بها سهرات ليلية ماجنة. "تيكتوك" من مجرد عربة يدوية صينيّة يجرّها بغل آدميّ إلى اليوم "منصّة" لا تتحدث إلّا بلغة أرقام الزّائرين الفلكيّة، و"مصرَفاّ" لتيادل مقاطع الفيديو القصيرة، وهو الأخ التّوأم لـ"السّْناب شات"، وسيطٌ لنشر "النّميمة" عبر الرسائل المصوّرة القصيرة.    
هؤلاء هم مالكو مصانع "الدّيدان" التي تخرج من بُراز "مارك" و"ماسك" و"سيستروم"، وباقي "الآلهة" التي تُجْلسُنا على خوازيقها، وترانا كـ"ذباب إلكتروني" تزكُم أنوفنا روائح الغائط!!