السبت 4 مايو 2024
كتاب الرأي

محمد الشمسي: الحامضون يحتلون التلفزتين و"دحمر" يهدد المشاهدين

محمد الشمسي: الحامضون يحتلون التلفزتين و"دحمر" يهدد المشاهدين محمد الشمسي
لا يمكن أن يذهب صياحنا حد النباح سدى ونحن نستغيث وسط مستنقع تلفزتين تجمعان علينا مطلع كل رمضان كل "باسل" وكل "حامض" من كل فج عميق، ليجرب بسالته وحموضيته فينا وعلى مسامعنا...يجني منها رزقا "حراما" ونجني منها فقصة واكتئابا، وكلما غضبنا أو هتفنا أو غوثنا أو تألمنا يقصفنا المسؤولون بنسب مشاهدات يرونها عالية، فيشهدون لتلك الوضاعة والسفالة بالنجاح...

لماذا عجز "فنانونا" على إضحاكنا؟ لماذا يصومون عن الفكاهة الهادفة في رمضان؟ هل يصعب عليهم  إضحاكنا أم أن "كور واعطي للعور" هو المهيمن السائد؟ هل عجز أهل الكتابة والسيناريو على تدبيج نصوص هزلية ساخرة وهادفة تكون ماكلة ودواء، يعني ضحك ومعنى؟ فبعض الفكاهيين يبلون البلاء الحسن في ال"وان مان شو" لكن في السيتكومات التلفزية تراهم مثل قردة جامع الفنا (في الحركة طبعا)، منظرهم يثير الرثاء يعني كيبقاو فينا من فرط  التعواج وتخسار السيفة والحوار الخاوي خواء الإخراج والنص والحبكة والموضوع والغاية والوسيلة...

 أعيانا حسن الفد بكبوره، وبات كبور حسن الفد عبئا ثقيلا على التلفزة وعلى المشاهدين، فقد عصر حسن الفد كبوره عصرا ووصل به إلى ما تحت حضيض الحموضية، مثلما جربنا يسار ومن قبله رفيق والخياري وطاليس وغيرهم كثير، كل هؤلاء سقطوا في الامتحان الكبير، وأثبتوا أنهم قد يصلحون لقول نكتة أو طريفة...وفي التلفاز يكثر فيهم عا التنقاز...

وأما "دحمر" الذي يهددنا من وراء تلك الغباوة والنزق والطيش فهو "داء الحموضة المكتسبة الرمضانية" وهو مرض يُنفّر من كل إنتاج محلي، بل ومن التلفزة المغربية كلها، ويرغم "دحمر" المشاهدين على هجر التلفزتين، والبحث عن الفائدة عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي أو في القنوات التي يحترم "فنانوها" فنهم وجمهورهم، فيمتنعون على تقديم أعمال بايتة وصابحة وباردة وفاسدة، ولا يتحولون إلى رهط من المتكالبين على المال العام، آكلي رزق اليتامى والأرامل والمرضى، يبحثون لعطالتهم وبطالتهم على منفذ، فيلصقون في الفن كما يلصق الصغار المتهورون في الشاحنة...

علينا أن نعترف ونقر بدون أدنى مركب نقص أن تلفزتينا تنتميان عن جدارة لشاشات الدول المتخلفة في الفكاهة، وأن التلفزتين محتلتين من طرف زمرة من الانتهازيين الذين يعتبرون تخويف الناس وترهيبهم مشهدا مضحكا، فيُضحكون الناس على مآس المرتعبين في كاميرا غبية، لا نعلم هل هي خفية بالصح أم أنها مجرد سيناريو غبي يتواطأ فيه المخرج والضحية لجعل المشاهد هو الضحية...

في كل رمضان نتنهد ونرفع الأكف لله ...