الأحد 5 مايو 2024
كتاب الرأي

يوسف غريب: هكذا انتقلت المعارضة في الجزائر لتعزز صف العصابة!؟

يوسف غريب: هكذا انتقلت المعارضة في الجزائر لتعزز صف العصابة!؟ يوسف غريب
سنترك جانبا حمى الموقف الإسباني الأخير، التي لم تُصب فقط النظام والإعلام الجزائريين، بل تعدتهما لتمس أيضا الأحزاب السياسية الجزائرية التي “انتفضت” تنديدا بما اعتبروه “تحولا مفاجئا في موقف مدريد” لنلاحظ أن موضوع الصحراء المغربية أصبح محل إجماع وطني وتناغم بين العصابة الحاكمة.. وحتّى من أشرس معارضيها في الخارج الذين اعتبروا هذا الإنتصار الدبلوماسي المغربي هو فقط فشل لأسلوب تدبير هذه العصابة لملف الصحراء.. أما الملف في حد ذاته فهو متفق عليه منذ بوخروبة إلى الآن…
لكن المستجدّ والمستغرب أيضاً هو إنتقال هذه المعارضة إلى أخذ زمام المبادرة وتعزيز صف العصابة مباشرة بعد تغيير موقف إسبانيا من النزاع المفتعل.. وما يمثل ذلك من عزلة إقليمية خانقة وحادّة للنظام
هي العزلة التي حاول شخص إسمه رشيد نگاز الذي ذكّرنا بأنّه جزائري… بل ونبّهنا إلى علمه الوطني.. وأخبرنا أيضاً بأن مضمون خطابه إلينا هو قرار فردي وشخصي.. وبعيد عن أي جهة أو عصابة.. بل توسّل من رجال الأمن الجزائري أن يبعدوا التشويش على هذا اللايڨ..
وفعلاً تركوه..
وفعلا سمعنا خطابه نحن المغاربة في موضوع يتعلّق بإقتراح حل للنزاع المفتعل بأقاليمنا الجنوبية
وأكيد أنّه ينتظر رأينا..
وكواحد من هؤلاء المغاربة المعنيين بما جاء في رسالتك إلينا.. وبهذا الإقتراح الذي لولا إيماني بأن الوحي وقف مع نبينا المصطفى ( صٰ).. لا عتبرك رسول زمانه…والأقرب إلى الوصف أنّك في وضعية المريض غير المنضبط لوصفة الطبيب.. وجرعات دوائه.. لكن الأقرب إلى الحقيقة أنّك ناطق رسميّ للعصابة وأطروحته.. وأن اقتراحك ما هو إلا إعادة لأحلام وطموحات النظام العسكري منذ بوخروبة…وكرره في جل خطاباته حتّى أن إقتراح الحكم الذاتي كان في الأصل جزائريا.. ولانك تفتخر بمستواك الأكاديمي في التاريخ وقراءته.. فأنت قريب إلى أرشيف مرحلة النزاع كي تعرف أنك لم تقم إلا بإعادة أطروحة النظام بصوت المعارض كما تريد أن تسوّق لنا.. ولإقناعك أكثر أنت وغيرك.. جاء ضمن إقتراحك من حيث لاتدري… وفي إطار التدبير المشترك للصحراء بين الجزائر والمغرب والبوليزاريوا .. تسلل إلى كلامك مايلي ( تستطيع الجزائر أيضا أن تصدر الحديد ومشتقات الفوسفاط عبر تندوف نحو ميناء الداخلة).. هذا هو بيت القصيد.. لذلك أدعوك إلى التأمل في هذا الوضوح الذي جاء على لسان وزير خارجية الجزائر أثناء عملية تحرير معبر الكركرات...(الجزائر تعتبر إقليم الصحراء الغربية عمقا
إستراتيجيا لها ، وأن الجزائر لن تقبل فرض الأمر الواقع من طرف المغرب)
ما كاين لا بوليزاريو ولا تقرير المصير ولا هم يحزنون.. نفس الحلم والطموح يتكرر بألسن متعددة بما فيها أنت المعارض الشرس للنظام الذي لا يجد أدنى حرج في يكون معه سمن على عسل حين يتعلق الأمر بالصحراء… هي عقيدتكم وعقدتكم.. وتربيتكم..
وعليها أكرر لك أني مغربي.. بعدد تكرارك أنك جزائري.. إنتهى ملف الصحراء المغربية منذ إنزال العلم الإسباني ورفع مكانه العلم المغربي.. من طرف مغاربة المسيرة الخضراء وأبنائهم وأحفادهم الذين إنتقلوا من وضعية استرجاع الصحراء إلى وضعية إستكمال ما تبقّى في الشمال بقيادة ملوك المغرب، وبالمناسبة وأنت تخاطب ملك في اللايڨ الأخير.. تناسيت للأسف أننا بلد المؤسسات بنظام دستوري تعتبر البيعة روح التشريع فيه بحماية الملة والدين من جهة والصون والدفاع عن حوزة الوطن.. ببساطة اختزال لشعار المملكة الله الوطن الملك.. وأدعوك أيها المؤرخ إلى خطاب جلالته الأخير وبصريح العبارة( نحن لا نتفاوض على الصحراء.. ولا شراكة مع من له موقف مغاير حول أرضنا)
هذا هو المغرب أيها المعارض الجزائري الشرس.. الذي تأخر كثيراً كي يخاطب أخويتنا المشتركة بين الشعبين بتقسيم اراضينا..
أيها المعارض الشرس أين كنت.. وعاهل البلاد قبل سنة بعث برسالة مباشرة وعبر خطاب رسمي إلى المسؤولين الجزائريين وبعلاتهم يدعوهم إلى حوار مباشر وبدون شروط..
أين كنتم ذاك الوقت..
أين غابت هذه الأخوة أثناء قطع أنبوب الغاز ضدّاً فينا كبلد غير طاقوي..
أين كنت وأمثالك حتّى تخاطبنا اليوم وبهذه اللغة التي تحاول فيها ذغذغة مشاعرنا..
لماذا الآن.. وأنت بالضبط..
لأن نظامك هناك بدأ يشرب من نفس الكأس التى بدأت بوادره بأول بلاع لجبهة إنقاذ وتحرير جنوب الجزائر بالحدود مع مالي في أول عملية إستهداف الجيش الجزائري وسقوط 11 جندي.. وبصيغة العدو الجزائري..
الآن أيضا تحركت حكومة القبايل بالمنفى وسط الأمم المتحدة للمطالبة بتقرير المصير.. هي أيضا ما جعل لعمامرة يحتمي بالصين ويؤكد على وحدة اراضي الدول كماهي والمعترف بها بالامم المتحدة..
هي ما جعل إسبانيا تسارع لحل أزمتها مع بلدنا بعد الإعلان عن انتقال سفارة كطلانيا من تونس نحو الرباط.. وما تعرفه فرنسا أيضا من تحركات مماثلة..
لذلك أدعوك أيها المواطن الجزائري أن تسارع إلى زيارة طبيبك.. والانضباط أكثر لتعليماته.. فأحيانا يسبب الإفراط في جرعات الدواء أن يحوّله إلى سوبرمان زمانه..
كأي طفل يحاول أن يخاطب الكبار.. كي يكون كبيراً قبل الوداع لا تنس أن تغلق هذا الباب..