الأربعاء 24 إبريل 2024
مجتمع

الحكومة تخلت عن الفلاح والكساب العبدي ولم تحميه من المضاربين و تجار الأزمات

الحكومة تخلت عن الفلاح والكساب العبدي ولم تحميه من المضاربين و تجار الأزمات الأستاذ محمد الدحماني

لم تتمكن جريدة "أنفاس بريس" من ربط الاتصال هاتفيا بالأستاذ محمد الدحماني ابن منطقة عبدة الذي يعتبر من بين المهتمين والمتتبعين لحقل الفلاحة بمجال عبدة، إلا بعد أن أنهى مكالمة هاتفية كان يسأل من خلالها بعض أفراد عائلته بـ "الدوار"، عن كمية التساقطات المطرية صباح يوم الإثنين 14 مارس 2022. ومباشرة بعد انتهائه من التواصل هاتفيا تمكنت الجريدة من الحديث مع محمد الدحماني وإجراء حوار معه حول الموسم الفلاحي الحالي وأوضاع الكساب والفلاح البسيط بمنقطة عبدة.

كيف تقيم الأوضاع الفلاحية بمنطقة عبدة بعد التساقطات المطرية، ولماذا لم تقاوم الأراضي الزراعية البورية موجة الجفاف بعد موسم الحرث؟

إن الفلاح بمنطقة عبدة (جمعة سحيم) لا يمكنه أن يتنازل عن شروط و متطلبات تخصيب الأرض بالطرق التقليدية المعتادة كل سنة ليضمن حُنُوَّ أرضه الزراعية. حيث يقوم بتقليب الأرض بآليات متعددة، وتسميدها مباشرة بعد الحصاد استعدادا لموسم الحرث لاستقبال كميات الأمطار في وقتها المناسب، في أفق أن يضمن منتوجا زراعيا يواجه به تكاليف العيش ورعاية رؤوس البهائم والأغنام. إلا أن الملاحظ هذه السنة هو أن الأٍراضي الزراعية بعبدة لم تخزن ولم تدخر مياه الأمطار منذ موسم 2021، رغم "اَلتَّحْزَارْ" الذي يقوم به الفلاح العبدي اتجاه حقوله الزراعية طيلة السنة.

من المعلوم أن الأراضي الفلاحية العبدية من نوع "اَلتِّيرَسْ" يصفها الفلاح بالأرض "لَحْنِينَةْ"، إلا أن الموسم الفلاحي الحالي خدل الفلاح العبدي بعد قلة التساقطات وظاهرة الجفاف المتتالية مدة سنتين على الأقل (2021 و 2022)، مما كبد الفلاح خسائر مهمة على مستوى مصاريف الحرث والزريعة الخريفية. ومع ذلك يمكن القول بأن التساقطات الأخيرة قد تُرَقِّعْ الزراعة الخريفية.

وماذا عن الزراعة الربيعية التي تناسب شهر مارس الفلاحي؟

نعم إن كانت التساقطات المطرية كافية خلال هذه الأيام، فالفلاح العبدي يستبشر خيرا في الزراعة الربيعية المناسبة لشهر مارس الفلاحي، بحكم أن بعض الزراعات قد تنعش أمل الفلاحين إذا كان منسوب الري جيدا، و نذكر من بين الزراعات الربيعية (الذرة بجميع أصنافها، وجلبانة..). فضلا عن ضمان الكلأ والعشب لرؤوس المواشي التي تشكو الجوع والعطش في زمن غلاء الأعلاف.

هل كبدت موجة الجفاف مع مطلع السنة الفلاحية الحالية خسائر للفلاح والكساب؟

نعم هناك خسائر فادحة تكبدها الفلاح العبدي مع انحباس الأمطار في وقتها المناسب، وتتمثل في عدم قدرة الحقول المزروعة مقاومة الجفاف بفعل ندرة المياه الطبيعية، مما أتى على كل الزراعات البورية، فضلا على أننا لم نرى نهائيا تلك الحقول المكسوة بمختلف الأعشاب والكلأ، والذي يساهم في التخفيف من حدة مصاريف الفلاح البسيط لضمان بقاء رؤوس أغنامه قيد الحياة. هذا الواقع ضرب بقوة قطيع النعاج الحوامل، ولم تعش خرفانها حديثة الولادة، بعد أن جف ضرعها من الحليب. وكانت النتيجة نفوق العديد من الخرفان الصغار...وهذه خسارة لن تعوض.

في نفس الإطار فإن الفلاح العبدي والكساب الصغير لم يقدر على مواجهة موجة ارتفاع منسوب أسعار الأعلاف بعد انحباس الأمطار، حيث عرفت أثمنة الأعلاف زيادة مهولة تتراوح ما بين 250 و 300 في المائة. مما اضطر الفلاح إلى بيع "النّعجة" التي تساوي 1500 درهم، في الأسواق الأسبوعية بثمن جد هزيل لم يتعدى في أحسن الأحوال (بين 100 و 150 درهم) ، وفي أسواق أخرى بيعت بثمن جد بخس لم يصل حتى 30 درهم؟

هل توصل فلاحو المنطقة بالدعم (الشعير المدعم)؟

إلى حدود اليوم لم يتوصل الفلاح والكساب العبدي بأي دعم من الحكومة التي وعدت بذلك بعد تدخل الملك في الموضوع، ويمكن القول بأن الحكومة قد تخلت عن الفلاح، وخصوصا في مجال مراقبة الأسعار التي يتلاعب بها المحتكرون والمضاربون تجار الأزمات أمام أعين المسؤولين. فكيف يعقل أن ينتقل سعر علف النخالة من 70 درهم إلى 150 درهم للقنطار الواحد؟ وقس على ذلك مختلف الأعلاف.