ما حدث في ملعب الرباط بين الجماهير وما يحدث في مباريات عديدة خصوصًا بين الأندية ذات الشعبية الكبيرة هو انعكاس لظواهر يتخبط فيها المجتمع ويمكن لمسها على سبيل المثال لا الحصر عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
فقدان ثقافة الودِّ والتسامح، واستبدالها بثقافة العداء والتباغض بين أبناء الوطن الواحد لمجرد الاختلاف في الانتماء الكروي ، يمكن أن تتعرض للسب و الشتم بسهولة من طفل أو مراهق أو بالغ جاهل.
كثيرة هي الصفحات الفايسبوكية التي تساهم في هذا التعصب بين الجماهير عبر نشر التفاهات والمنشورات العدائية ضد ذاك الفريق أو الآخر.
عندما تشاهد فيديوهات توثق الضرب المبرح لرجال الشرطة في حق شاب رمى حافلة بالحجارة أو ارتكب جرمًا معينًا، هو أيضا ترسيخ لثقافة العنف، من ارتكب جريمة يجب أن يحاسب أمام القضاء لا أن تنهال عليه زراويط رجال الأمن.
سياساتنا الفاشلة في عديد القطاعات ولدت هذا الجهل القابل إلى التحول عنفًا أو إجرامًا..
سياسات القمع جعلت الملاعب مكانًا لتفريغ المكبوتات والانفجار في وجه اللاعدل والحيف والاستبداد المنتشر في المجتمع، لن تنفع المقاربات الأمنية ولا تزويد الملاعب بكاميرات المراقبة فكما يقول المثل الفرنسي ( التفاحة الفاسدة تفسد السليمة أيضا بجانبها ).
الحل يتمثل في الاستثمار بالعقول وبناء مجتمع يتحلى بالأدب والأخلاق ويتسلح بالعلم والمعرفة، و هذا يحتاج إلى سنوات طويلة وإلى مشروع دولة تطوي صفحة و تفتح أخرى، لكن ذلك لن ينجح مادام هناك مستفيدون من الجهل لأن الوعي سيقوض العيون على ما تقترفه الأيادي.
أمين السبتي/صحافي رياضي بقنوات بينسبورت