الثلاثاء 23 إبريل 2024
خارج الحدود

رضا الفلاح : الانضمام المُحتمل لأوكرانيا إلى الناتو بعد انتهاء الحرب سيعد كارثة جيوسياسية لروسيا

رضا الفلاح : الانضمام المُحتمل لأوكرانيا إلى الناتو بعد انتهاء الحرب سيعد كارثة جيوسياسية لروسيا رضا الفلاح
قال رضا الفلاح أستاذ القانون الدولي في تصريح لجريدة "أنفاس بريس" عن الآثار الجيوسياسية بعد مرور 6 أيام من الغزو الروسي لأوكرانيا انطلاقا من تطورات الوضع الميداني في علاقته الوثيقة بالأهداف الاستراتيجية التي يسعى كل طرف إلى تحقيقها على المدى البعيد إن بوتين نجح في توحيد الشعب الأوكراني ضد روسيا وقد يضاعف من تمثلات العداء لدى الأوكرانيين ضدها لعقود، كما يقيم الدليل بالفعل – يضيف الفلاح - على وجود أمة أوكرانية قائمة عكس السردية التي يروج لها بالقول.
وأضاف أن التفوق العسكري الروسي يواجه مقاومة أوكرانية شرسة ويعرقل خطة المراهنة على الحرب الخاطفة وإسقاط النظام في كييف. لأن كل ساعة حرب إضافية  تُقرب روسيا من الهزيمة السياسية حتى وإن سيطرت ميدانيا وتفوقت عسكريا، كما أن الغزو الروسي نجح في توحيد أوروبا ضد موسكو وضد سياسة الكرملين، ودفع ألمانيا الحذرة والمتوازنة عادة ودول أوروبية أخرى إلى دعم الأوكرانيين بالعتاد والسلاح.
 
وأوضح محاورنا أن الحرب الدائرة وما يرافقها من مخاطر محدقة بالأمن الأوروبي تخرج حلف الناتو من الأزمة الوجودية التي عاشها خلال السنين الأخيرة، إذ سبق للرئيس الفرنسي ماكرون أن شبَّه حالة الناتو بحالة "الموت السريري". ويبدو أن غزو أوكرانيا يمنح لحلف الناتو غاية وجودية – يوضح الفلاح - ستعزز لا محالة من مشروعيته في أعين الاوروبيين.
 
وأكد الفلاح أن هذه الحرب قد تتحول لأكبر خطأ استراتيجي يرتكبه بوتين لأنها قد تفضي إلى نهاية سياسة الحياد لدول فنلندا والسويد ومولدافيا والتي قد تطالب هي الأخرى بالانضمام عاجلا إلى حلف الناتو خاصة مع وجود رأي عام داعم لهذه الخطوة الاستراتيجية داخل هذه الدول، كما سيدفع الغزو الروسي بالمزيد من الأوكرانيين إلى الإيمان بأن مستقبلهم لن يكون إلا داخل الاتحاد الأوروبي وأن ضمان أمنهم رهين بانضمام بلدهم لحلف الناتو. وسيشكل الانضمام المُحتمل لأوكرانيا إلى الناتو بعد انتهاء الحرب – يقول الفلاح كارثة جيوسياسية عظمى بالنسبة لروسيا ونهاية لتطلعات إعادة أمجاد الإمبراطورية الروسية.
 
ويبقى السؤال -بحسب محدثنا - هو هل ستَعدِل روسيا عن طموحها في أن تكون القوة الأوروبية العظمى وبدل ذلك الاتجاه شرقا نحو الصين في علاقة غير متكافئة اقتصاديا وبشريا مع العملاق الصيني؟ أم أن بوتين الذي قد يبقى نظريا رئيسا لروسيا إلى غاية 2036 لن يدير وجهه لأوروبا وسيسعى إلى كسب تسوية سياسية تحافظ على مذهب "الفنلندة" Finlindisation أي منع توسع حلف الناتو وضمان حياد جيرانه الغربيين؟