يظهر أن أزمة المقابر التي عاشتها مدينة الدار البيضاء في أواخر ثمانينيات القرن العشرين قد تتكرر مجددا بسبب قرب امتلاء مقبرة الغفران الموجودة بمنطقة الهراويين.
فحينما امتلأت مقبرة "اسباتة" في السنوات الأخيرة من ثمانينيات القرن 20 لم تجد السلطات العمومية بدا من البحث عن مقبرة جديدة، واهتدت إلى وعاء عقاري بالقرب من الهراويين مساحته تقدر بأزيد من 135 هكتارا، الذي خصص لمقبرة الغفران. هذه الأخيرة أصبحت تستقبل موتى البيضاويين من العديد من المقاطعات (اسباتة، ابن امسيك، سيدي عثمان، سيدي مومن، البرنوصي، الفداء، مرس السلطان).
وعلى امتداد 32 سنة ظلت مقبرة الغفران تستقبل حوالي 20 ميتا في اليوم، أي 6935 في السنة، ليصل العدد بعد كل هذه المدة إلى 219.000 ميتا مدفونا في مقبرة الغفران.
وتؤدي عائلة الميت واجبات الدفن التي تقدر ب 270 درهما.
ولم تبق سوى سنوات قليلة لكي تقفل مقبرة الغفران أبوابها، ليس بسبب الامتلاء الكلي لهذه المقبرة، ولكن نظرا لكون مساحات كثيرة بها لا تصلح لعملية الدفن، وهي المساحة التي تعرضت إلى الفيضانات في السنة الماضية، ما دفع السلطات إلى فتح ملف المقابر بالبيضاء حتى لا يستفيق البيضاويون في يوم من الأيام دون أن يجدوا مكانا لدفن أمواتهم.
فهل سيتم تمطيط عمليات الدفن بنفس الشريط الضاحوي للهراويين، أم سيتم تغيير الوجهة بحثا عن وعاء عقاري أكبر بمحيط مديونة؟
هذا هو السؤال الحارق الذي تنشغل به حاليا سلطات البيضاء، منتخبين وإدارة ترابية ومصالح خارجية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية...