في خضم تداعيات الإقصاء المذل من الكان الإفريقي وما تبعها من تصريحات للفاشل حليلوزيتش خلال ندوة صحفية قال فيها كل شيء وبرر فيها فشله بعقد يربطه برئيس الجامعة السيد فوزي لقجع وأنه حقق أحد النقاط المتفق عليها وهي التأهل إلى ربع نهائي الكأس الإفريقية والتأهل بعدها لنهائيات كأس العالم بقطر، المثير للاستغراب في هذه الندوة/ المسرحية هو إقحام اسم اللاعب حكيم زياش وإصرار المدرب على استبعاده مبررا هذا بأمور غير منطقية بالمرة، وهذا ما يمكن تصنيفه بالتغول الكروي من طرف مدرب يجهل كيفية تدبير نزاع بسيط إن وجد بالفعل في غياب رأي زياش طبعا والتعاطي معه بكل هذا الحقد وهذا الإصرار غير مفهوم على استبعاد لاعب فضل حمل القميص الوطني على قميص المنتخب الهولندي أين كان سيلعب أساسي بشكل دائما ليس حبا فيه وإنما لما يمتلكه من مهارات وفرديات جعلته ضمن لائحة أجود اللاعبين المغاربة على المستوى الدولي، فأي ذنب اقترفه زياش حتى يعامل بهذا الشكل؟
وما محل لجنة الأخلاقيات بالمكتب المديري للجامعة الملكية لكرة القدم في مثل هذه النزاعات؟ لن نستطيع الإجابة عن هاته الأسئلة لأننا نجهل السبب الحقيقي في هذه الواقعة ولن نحل محل حكيم في الرد على ترهات مدرب المنتخب الوطني لأن زياش لديه ما يكفي من الشجاعة للرد عليه، المؤسف في هذا النزاع الذي يصر حليلوزيتش على تدويله بشكل مستفز لملايين المغاربة ممن تقدر القيمة الكروية لابنها حكيم الذي اختار الطريق السهل وقرر في لحظة حزن وتواطئ من جهة ربما تكشفها الأيام، التوقف عن اللعب دوليا والتركيز على تقديم ما لديه لفريقه الإنجليزي، قرار لم يعجب العديد من المهتمين بالشأن الكروي من الجماهير العاشقة لمنتخبها الوطني رغم احترامها له والتي نعتبرها خسارة كبيرة بأن يحرم عدد من اللاعبين الدوليين المغاربة وعلى رأسهم حكيم زياش من حمل القميص الوطني بسبب تعنت مدرب لازال يعتبر التأهل إلى الربع النهائي من كأس إفريقية إنجازا رغم الدعم المالي واللوجيستي الذي وفرته له جامعة كرة القدم، فيما منتخبات ذهبت أبعد من ذلك وتوجت بالكأس الإفريقية لم تمتلك نصف ما امتلكه الناخب الوطني ؟.
كمغربي لا يهمني مصير المدرب البوسني لأنه ذاهب لا محالة إن لم يكن اليوم فغدا، ما يهمني كغيري من أبناء وطني هو المنتخب الوطني الذي نريده منتخبا موحدا منسجما يتمتع بالروح القتالية على رقعة الملعب وفي مواجهة المنتخبات وتحقيق الإنجازات وإثراء الخزانة الكروية اليتيمة إلا من كأس إفريقية من سبعينيات القرن الماضي، منتخب لن نسمح لأين كان ومهما كان موقعه من جعله أداة لتصفية الحسابات واخضاعه لأهواء الفاشلين والمستفيدين على حد سواء وليعلم الجميع أن المنتخب الوطني فوق كل اعتبار ومن لا يحترم الجماهير المغربية لا مكان له بيننا.
قد تحدث نزاعات وسوء تفاهم بين لاعب ولاعب، بين مدرب ولاعب كما في جميع الفرق والمنتخبات وتعالج بحكمة وبروح رياضية غائبة عن مدربنا البوسني الذي كما فشل في تحقيق الأهم، فشل كذلك في احتواء مشكل بسيط حوًله إلى نزاع شخصي وأصبح يصفي حسابه مع كل من يخالفه أو يعارض اختياراته فعلى من سيقع الدور غدا يا حليلوزيتش؟
لقد عشنا خيبة أمل الإقصاء من الكأس الإفريقية وكانت الجماهير المغربية ومعها الصحافة الرياضية الجادة والمسؤولية وليس المطبلة، تنتظر قرارا من جامعة كرة القدم على الأقل الإجابة على التساؤلات التي طرحتها العديد من الأسماء الصحفية على مواقعها الإلكترونية صوت وصورة، لكن شيء من هذا لم يحدث، وكأن ما عاشه المنتخب ومحيطه شأن خاص ولا يعني أربعين مليون مغربي لم تبخل في يوم من الأيام عن دعمها ومساندتها لأسود الأطلس حتى وهي تحقق نتائج متواضعة، فليضع المسؤولين عن القطاع الرياضي وبالأخص الكروي هذا المعطى ولا يستهينوا بالجماهير المغربية لأن صبرها يتبدد في مواجهة هذا الاستخفاف بمشاعرها والقفز عليها، فما نبتغيه كجماهير محبة عاشقة لمنتخبها أن يتم احترام ذكائنا والتعاطي الإيجابي مع مطالبنا التي تنتصر أولا، وأخيرا للوطن ولا شيء غير الوطن.