الأحد 6 أكتوبر 2024
اقتصاد

الدكتور الشرقاوي: متى يشهد المغرب ثورة الأدوية الجنيسة المصنعة محليا؟

الدكتور الشرقاوي: متى يشهد المغرب ثورة الأدوية الجنيسة المصنعة محليا؟ مشهد من مصنع للأدوية وفي الإطار الدكتور أنور الشرقاوي
أكد الدكتور أنور الشرقاوي أن التغطية الطبية الشاملة التي يطمح إليها المغرب ستكون إخفاقا تاما، إذا لم تأخذ سلسلة الرعاية في الاعتبار المكانة الأساسية التي يجب أن تحتلها الأدوية الجنيسة، موضحا أنه في جميع التجارب العالمية، يعتبر قسم الأدوية هوة مالية لأي نظام لإدارة الرعاية والتعويض. لذلك من الضروري أن يكون العقار الجنيس، باعتباره فعالا وأقل تكلفة من العقار الأصلي في قلب المشروع الملكي لتوسيع التغطية الصحية لجميع المواطنين المغاربة.
على هذا المستوى، فإن صناعة الأدوية الوطنية لديها رؤية وحلم مغربي ومغاربي وإفريقي.

 وقال الدكتور الشرقاوي إن ما ينقص هو الإرادة السياسية والبيداغوجية للاستفادة من دعم جميع القوى الحية في البلاد، مشيرا إلى أن الاجتماع الأخير الذي جمع الفدرالية المغربية للصناعة الصيدلانية والابتكار (FMIIP) والكونفدرالية العامة للمغرب (CGEM)، حددا السبل الرئيسية التي يجب أن نعمل من أجلها خلال السنوات العشر القادمة لضمان درجة معينة في المغرب من الاستقلال في مواجهة القوى الأجنبية من حيث الإمداد بالأدوية وخاصة اللقاحات، لا سيما خلال فترات الأزمة العالمية.
وأضاف أن الفدرالية وضعت استراتيجية واضحة للإصلاحات التي يجب القيام بها في قطاع الأدوية، مع دعم الدولة المغربية.
لكن هذا العمل المضني الطويل لا يمكن أن ينجح إلا إذا واكبته استراتيجية إعلامية في مختلف مراحل إنجازه لأن وسائل الإعلام، سواء أحببنا ذلك أم لا، كانت وستظل قوة يمكنها التأثير على القرارات السياسية، خاصة في عصر الشبكات الاجتماعية.

وأشار الدكتور أنور الشرقاوي إلى  أن الفدرالية المغربية للصناعات الدوائية والابتكار (FMIIP) نظمت يوم الأربعاء 26 يناير 2022 ندوة حول موضوع "صناعة الأدوية: قيمة مضافة لمزيد من السيادة الصحية الوطنية والقارية".
و قد ناقشت  وزن وتحديات صناعة الأدوية في الاقتصاد المغربي وتحويل النموذج التنموي الجديد إلى تدابير ملموسة.
وخلال هذه الندوة، قدم الدكتور محمد البوحمادي رئيس الفدرالية ونائبتاه الدكتورة لمياء التازي  وميا لحلو الفيلالي، عروضا توضيحية لرؤية وتوقعات صناعة الأدوية الوطنية.
كما تم تقديم بيانات ملموسة عن نقاط القوة والضعف في قطاع الأدوية الوطني.
 
هذا القطاع الذي يوفر ما يقرب من 60 ألف فرصة عمل،وهي الرتبة الثانية في إفريقيا بعد جنوب إفريقيا.
وورد في المقال أن الدكتور البوحمادي اوضح المشاريع ذات الأولوية لـلفدرالية لتحقيق السيادة الصحية للبلاد لضمان استمرار الإمداد، والمساهمة في تعميم التغطية الصحية الشاملة  وجعل"صنع في المغرب" Médicament Made Marocعلامة على الجودة والقدرة التنافسية والاستدامة.
 
في هذا السياق، قالت الدكتورة لمياء خلال الندوة إن الاستقلالية الصحية تتطلب حتما تعزيز التصنيع المحلي، مضيفة: "اليوم طموحنا هو مضاعفة رقم المعاملات والانتقال من 16 مليار إلى 35 مليار درهم بحلول عام 2026.
وكتب الدكتور الشرقاوي في مقاله أن المصنعين طالبوا أيضا بتبسيط القواعد المتعلقة بمنح تراخيص التسويق طبقا لتوصيات النموذج التنموي الجديد، من خلال الدعوة إلى إعطاء الأولوية في منح هذه التراخيص والعروض العمومية للأدوية المصنعة محليا، ولا سيما الأدوية الجنيسة.
 
وختم الدكتور الشرقاوي مقاله بالقول إنه يجب أن يكون "دواء  صنع بالمغرب"واجبا وطنيا لدى الأطباء بتقديمه في الوصفات الطبية، مع الإشارة إلى أن بعض الأصوات الجمعوية تنادي بتعزيز استخدام الأدوية الجنيسة من قبل المغاربة، لإعلان اليوم الأول من رمضان من كل عام، اليوم الوطني للأدوية الجنيسة.
 
هذه الدعوة المتزايدة من المجتمع المدني لإعطاء المزيد من الأولوية للأدوية الجنيسة تبررها حقيقة أنه منذ نهاية التسعينيات، استمرت حصة المنتجات المصنعة في المغرب للاستهلاك الوطني في الانخفاض، حيث انخفضت من 75 إلى 50٪ اليوم، علما أن الفدرالية تهدف إلى قلب الاتجاه للوصول إلى 80٪.
 
هذا دون أن ننسى أن صناعة الأدوية اليوم تمثل النشاط الكيميائي الثاني في المغرب بعد الفوسفاط.