الخميس 28 مارس 2024
اقتصاد

تجار تيزنيت غاضبون من قرار جماعتهم إخلاء أقدم ساحة تراثية بالمدينة

تجار تيزنيت غاضبون من قرار جماعتهم إخلاء أقدم ساحة تراثية بالمدينة أحد أسواق تيزنيت
أثار قرار مجلس جماعة تيزنيت الترابية في دورته العادية لشهر فبراير2022 "إخلاء ساحة المشور من السيارات"، غضب تجار المدينة العتيقة عبر هيئتهم المهنية "الجمعية المهنية للتجار بتيزنيت"، التي وصفت القرار بـ" المجحف والجائر في حق الساحة وفي حق التجار العاملين بها، وفي حق ساكنة تيزنيت ومرتادي الساحة التراتية التاريخية"، داعية المجلس الجماعي لـ"العدول والتراجع عنه".
ووصف البيان الذي حمل توقيع محمد حمسك رئيس "الجمعية المهنية للتجار بتيزنيت"، توصل موقع "أنفاس بريس"، بنسخة منه، ما حصل بأنه "خطوة غير مسبوقة وغير محسوبة العواقب، لم تستحضر مصلحة التجار ومكانة ساحة المشور التاريخية والتجارية. كما أن القرار لم ينبن على رؤية واضحة ولا يستند إلى تخطيط شمولي، ولم تعتمد فيه المقاربة التشاركية التي ما فتئ المجلس الجماعي يتخذها شعارا".
ونبه بيان هيئة التجار المهنيين إلى أن " مسؤولي الجماعة يؤكدون مرة أخرى عدم قدرتهم على الإدلاء بمقترحات حلول لتدبير الساحة، مما سيخلف له تداعيات سلبية على الساحة وأدوارها المحورية في الرواج التجاري".
إلى ذلك، استغرب بيان التجار "عدم اعتماد مقاربة تشاركية في موضوع يكتسي أهمية وحساسية كبيرة، ويهم فئة عريضة من تجار ساحة المشور والأسواق المنبثقة عنها، وعلى رأسها سوق الباشا، وسوق أقشوش، وسوق سي بلعيد، وسوق الدلالة، وقسارية أيت مزال، وقسارية اللوبان، وقسارية عزيز، وتجار زنقة البنان، وتجار زنقة المحكمة، وتجار قضبة إدزكري، وتجار زنقة الحدادة وغيرها من الأسواق المجاورة. كحق من حقوق هذه الفئة في الإدلاء بمقترحاتها وتصورها والتعبير عن رأيها والمساهمة في وضع وبناء تصور أفضل لتدبير شؤون ساحة المشور التي توجد بها محلاتهم التجارية ومصدر عيشهم"
واقترح بيان التجار المهنيين على المجلس الجماعي "دعوة جميع الشركاء إلى تنظيم يوم دراسي حول ساحة المشور على نهج المجالس السابقة التي لم تستطع أن تتخذ أي قرار بشأن ساحة المشور الأمر الذي لا يعني عدم قدرتها على ذلك ، لكن لأهمية الساحة وحمولتها التاريخية والاقتصادية مما يستلزم التريث وأخد المشورة مع جميع المعنيين والمتدخلين وعلى رأسهم التجار"، وفق لغة بيانهم.
وشدد البيان ذاته على أن الهيئة "مستعدة بمعية كافة التجار وممثليهم والنسيج الجمعوي المهتم بالقضية الجلوس إلى طاولة الحوار للتدارس وتقديم المقترحات، مما يتيح لنا الفرصة لبسط تصورنا الشامل لتدبير الساحة والنابع من التجربة والممارسة والخبرة المتراكمة"، وفق لغة بيان الجمعية المهنية للتجار بتيزنيت.
يشار إلى أن ساحة المشور التاريخية بتيزنيت يعود تاريخ بنائها إلى أواخر سنة 1886 بعد الانتهاء مباشرة من بناء السور والمركز المخزني، وهي من أشهر الساحات بالمدينة وتتواجد بها العديد من المرافق التاريخية التي تجعلها ساحة فريدة على المستوى الوطني، فهي فضاء تفتح عليه ابواب القصر الخليفي المتواجد في جهة الغرب كما أنها رمز للتعايش بين مختلف الديانات باحتوائها على مسجد في الزاوية التيجانية، و على بعد أمتار منه تتواجد كنيسة وكذلك حي الملاح اليهودي الذي لا يبعد عن الساحة بأقل من كيلومتر، كما تطل على الساحة بناية العمالة سابقا، والتي تحولت اليوم إلى مقاطعة إدارية، وفي سوق الباشا تتواجد المحكمة القديمة و بالقرب منه يتواجد سوق الدلالة ، كما تعد هذه الساحة القلب النابض للمدينة والمركز التجاري الهام التي يفد عليه زوار المدينة من داخل الإقليم ومن خارجه.