الخميس 28 مارس 2024
مجتمع

الرغاي: تتويج قادة التدريب محطة محورية من استراتيجية الرابطة الكشفية المغربية

الرغاي: تتويج قادة التدريب محطة محورية من استراتيجية الرابطة الكشفية المغربية شكيب الرغاي (الرابع من اليمين) رفقة مجموعة من قادة الرابطة الكشفية المغربية

نظمت الرابطة الكشفية المغربية، مؤخرا، حفل تتويج لفائدة المشاركين في دراسة قائد التدريب تحت شعار: "التدريب الكشفي بين تفعيل المنهاج وتحقيق الأثر"، بمقاطعة الفداء بالدار البيضاء، وقد عرف الحفل مشاركة قادة بارزين ينتمون لمختلف التنظيمات الكشفية بالمغرب إلى جانب قادة بدولة فلسطين .

 

"أنفاس بريس" التقت بشكيب الرغاي، المدير التنفيذي للرابطة الكشفية المغربية، على هامش هذا الحفل، حيث أكد أن الرابطة الكشفية المغربية حققت العديد من المكتسبات في السنوات الأخيرة، واستطاعت تجميع شتات التنظيمات الكشفية المغربية التي لم تتمكن من الانضمام للتكتل الذي يمثل المغرب لدى المنظمة العالمية والعربية. ويعد هذا الإنجاز مكسبا مهما من الناحية التنظيمية، الأمر الذي انعكس بشكل كبير، يضيف الرغاي، على توحيد المناهج والبرامج الكشفية، والتمكن من إيقاف الأخطاء والهفوات التي تسربت للمنظومة الكشفية، ومواكبتها بالتقويم المستمر لسد الثغرات التي تنفذ منها التراجعات الذي تسبب ضعف العرض التربوي الكشفي، وربطها بمرجعيتها التي ينص عليها الدستور الكشفي العالمي، لضمان جودة التدريب المتجاوب مع الحاجيات، وتقويمها في سياق التطورات التي تشهدها الساحة التربوية ببلادنا.

 

وأشار الرغاي أن تتويج الفوج الأول من قادة التدريب (المكونون) يعد محطة محورية من محطات تنفيذ خطتها الاستراتيجية التي انطلقت بتنزيل "دليل نظام التأهيل القيادي" المنفذ للاستراتيجية العالمية لتأهيل القيادات الكشفية، واعتمدته رسميا ليصبح المرجع الموحد لتنظيم الدورات التدريبية لفائدة القادة لاجتياز درجات متقدمة لإعداد جيل جديد من المكونين، والرجوع لمنبع الأصالة الكشفية، وإعادة اكتشاف التربية الكشفية من جديد، بقراءة منهاجها وأهدافها وطريقتها الحية. مضيفا بأن التدريب الكشفي يشكل مدخلا عمليا لفهم الأسلوب التربوي وخصوصياته، لرفع فاعلية القيادات وكفاءتهم، لإحداث تغير إيجابي في سلوكهم ومهاراتهم، تمكنهم مواصلة تكوينهم برغبة ذاتية لتطوير قدراتهم، وضمان وتيرة التطور التدريبي لملاحقة التطورات المستمرة التي تعرفها المجالات التربوية ببلادنا، لتوفير قادة مؤهلين لمواصلة نشر الحركة الكشفي في المناطق والجهات، وفي هذا السياق تمكنت الرابطة الكشفية المغربية عبر جمعياتها ومنظماتها التي بلغت 36 جمعية تؤطر أكثر من 700فرع منتشرة عبر التراب الوطني، والتمكن من تحقيق دورات تدريبية عن بعد، بكل جهات المملكة بلغ عدد المستفيدين منها 1800 شاب وشابة.

 

وأوضح أن الحركة الكشفية تتوفر على قدرة هائلة لاستنبات بدرتها داخل التجمعات السكانية، وتتميز ببريق خاص يمكنها من استقطاب الأعضاء إليها، من خلال أسلوبها في التنظيم والأنشطة المثيرة الجذابة، ولها مؤهلات تتمثل في سهولة الانتشار والتوسع في مناطق متعددة نظرا لقدرها على التكيف مع أوضاع وقيم وعادات الجماعات البشرية بفضل العلاقة الوجدانية التي تنتج عبر تفاعل كل منخرطيها الحب الذي يربط الأعضاء بالحركة الكشفية، الشيء الذي يجعلهم يتدبرون أمور أعمالهم وأنشطتهم بكل ما يتوفرون عليه من قدرات ووسائل وإمكانيات ذاتية وجماعية، يسخرونها بروح تطوعية خالصة لخدمة مبادئ وأهداف الحركة، التي تترجم مباشرة إلى كل ما يصبو إليه المجتمع المحلي والوطني والدولي بتلاؤم مع القيم الإنسانية.

 

وفي سؤال لـ "أنفاس بريس" يتعلق بملاءمة التداريب الكشفية مع التداريب التي تنظمها وزارة الثقافة والشباب والرياضة، أشار الرغاي إلى أن الرابطة سبق لها أن قدمت مشروعا طموحا لملاءمة التدريب الكشفي مع التداريب التي تنظمها الوزارة، ومازال النقاش حول هذا الموضوع مستمرا، كما قدمت برنامجا يضم العديد من المحاور والمحطات واللقاءات التنشيطية التي استهدفنا من خلالها اتاحة الفرصة لكم هائم من الأطفال والمراهقين والشباب من الاستفادة من برامجها، التي تم تأجيلها استجابة للإجراءات الوقائية من تفشي كوفيد-19التي تصدرها اللجنة العلمية مواكبة لظروف انتشار الوباء، والتي توصي بالحد من التنقلات والتجمعات.

 

وأضاف محاورنا أن الرابطة الكشفية المغربية تسعى لتحقيق مشروعها الوطني الذي يتجلى في تكوين مؤسسة تربوية وطنية رائدة، تشرف على تدبير التربية الكشفية إداريا وتنظيميا وبيداغوجيا، لتسهيل الممارسة التربوية، ونشر التربية الكشفية في كل الجهات لإتاحة الفرصة لكل طفل أو يافع أو شاب للاستفادة من خدماتها وأنشطتها، وفق مبادئها وقيمها الإنسانية، لتنمية قدراتهم الذاتية، لتجعل منهم أشخاصا مبادرين ومبدعين مؤثرين في محيطهم الاجتماعي، لتصبح الكشفية تشتغل بقضايا التربية داخل المجتمع، وتنخرط في ركب التنمية البشرية، لدعم دور الأسرة والمدرسة، لتكوين وإعداد الإنسان المغربي، لنواكب الطفرة النوعية التي تحققها بلادنا، من خلال التلاؤم مع النموذج التنموي الجديد، والشراكة مع القطاعات ذات الصلة، و تحقيق ذلك يتم عبر تقديم ذاتها ككيان تربوي مهيكل، له رؤيا وخطة استراتيجية، وقادر على إقناع السلطات للحصول على تفويض للقيام بهذا الدور التربوي، وتصحيح الاختلالات التنظيمية التي تراكمت لسنوات طويلة من جدورها، والرجوع لمنبع الأصالة الكشفية، وإعادة اكتشاف التربية الكشفية من جديد، بقراءة منهاجها وأهدافها وطريقتها الحية، للانطلاق في خطوة تنظيمية تقويمية، وإعادة صياغة مضامين الممارسة والتدريب معا، والانفتاح على المهتمين والفاعلين في قضايا التربية، لتثمين جدوى التربية الكشفية وفعاليتها وقيمتها المضافة على الناشئة المغربية.