الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

عبد السلام المساوي: أحمد رضا الشامي.. تقني يتقن لعبة القرعة

عبد السلام المساوي: أحمد رضا الشامي.. تقني يتقن لعبة القرعة عبد السلام المساوي

"بوعبيد ارتح ارتح ... الاتحاديات والاتحاديون ما زالوا وسيبقون في الطريق"، وكل من حاول ويحاول مسخ تاريخك وإجهاض قيمك نقف له بالمرصاد؛ نفضح، نعري، نكشف... أنت مدرسة لا يلجها إلا المطهرون، لا يلجها إلا الصادقون الأوفياء لرفعتك... أنت المعلم ونحن التلاميذ؛ حراس المعبد، حراس تاريخك وإرثك ووصاياك... أنت الضمير الذي ينبهنا ويهدينا... لا خوف على مدرسة أنت مؤسسها، لا خوف علينا ولنا قائد يوجهنا ويهدينا؛ إنه الأستاذ إدريس لشكر الابن السياسي الشرعي لمدرستك...

 

في مؤسسة تحمل اسمك، تم خدش روحك بمداخلة بئيسة لأحمد رضا الشامي؛ زعم أنه مفتي الديار ومنقذ الحزب ومنظر لمستقبل الاتحاد الاشتراكي... وتبين للجميع، تبين للاتحاديات والاتحاديين، تبين للرأي العام أن الشامي لا علاقة له بالحزب، بل لا علاقة له بالسياسة إطلاقا، فأحرى أن يفكر فيها وفي مستقبل حزب عريق اسمه الاتحاد الاشتراكي، واستمعنا إلى تقني يقترح علينا اقتراحات تقنية وكان في شرود !

 

اسم كان له وقع الكارثة على الاتحاديات والاتحاديين، إنه أحمد رضا الشامي، وزير في حكومة عباس الفاسي باسم الاتحاد الاشتراكي؛ من هو ومن يكون؟ متى كان اتحاديا؟!  أسجل أن الاتحاديين تعبوا كثيرا في الكشف عن هويته، نكرة اقتحمت الحزب وغنمت حقيبة وزارية... من ضغط على اليازغي وفرضه وزيرا ضد الارادة الاتحادية بل ومسا باستقلالية قرارات ومواقف حزب الاتحاد الاشتراكي، استقلالية ميزته عن سائر الأحزاب في تاريخ المغرب السياسي...ما حدث كان انقلابا في الفكر والممارسة؛ القطع مع ثقافة النضال والتأسيس لثقافة الأتباع... الانقلاب على رفعة التضحية ومعانقة خسة الريع ...

 

في خضم هذا الغموض السياسي والالتباس الحزبي، وفي يم المسخ والعبث تبين أن أحمد رضا الشامي ابن مناضل اتحادي في فاس هو الدكتور محمد الشامي رحمه الله، وأنه انخرط في الحزب في سنة 2007! وأصبح وزيرا في ستة أيام! مناضلون قضوا دهرا في الحزب، ناضلوا واعتقلوا، صمدوا وضحوا... بدأوا مسارهم مناضلين في الخلايا، تدرجوا صعودا من مكاتب الفروع الى الكتابات الإقليمية، وبعضهم انتهى بهم الأمر إلى اللجن الوطنية؛ مركزية وإدارية ومجلس وطني... ولم يستوزروا باسم الاتحاد الاشتراكي، وما حلموا وما طمعوا... ورضا الشامي المدلل أصبح وزيرا بقدرة "قادر"، وتلك كانت أعجوبة الزمن السياسي المغربي، وفضيحة بانبطاح نفعوي...

ولما أصبح وزيرا بهكذا سهولة عظمت شهية الولد، فأراد أن يصبح كاتبا أولا للاتحاد الاشتراكي في عشرة أيام !

 

ألم أقل لكم أننا كنا بصدد التأسيس لثقافة "جديدة"؛ ثقافة الانقلاب في الفكر والممارسة؟! كل المناضلين والمناضلات في الاتحاد الاشتراكي دشنوا انخراطهم في الحزب أعضاء في القواعد، إلا أحمد رضا الشامي أراد أن يدشن اتحاديته كاتبا أولا ...

 

طبعا كان هناك، وما زال هناك، من يهمه تأزيم الحزب وتقزيمه، إضعافه واستصغاره، فتنصيب دمية قائدا للاتحاد الاشتراكي تفي بالغرض... طبعا انتفض الاتحاديون والاتحاديات وقالوا "اللهم إن هذا منكر" واتقوا الله في حزب لا يعدم رجالا أشداء أقوياء يقلقون مضاجع الأعداء ويزعجون راحة المهرولين ... ولن نقبل بتنصيب الأشباح في المؤتمر الوطني الحادي عشر ...

 

فعودة إلى سيرة الذي أصبح وزيرا في ستة أيام قضاها في الحزب؛ أتذكر جيدا أن أحمد رضا الشامي لما حضر الى وجدة في اطار مهمة رسمية كوزير في حكومة عباس الفاسي، استضافته الكتابة الإقليمية للاتحاد الاشتراكي بوجدة في مقر الحزب، بإيحاء أحد "محبيه"، استضافته ليتعرف عليه المناضلون والمناضلات بوجدة أولا، ولينورهم في قضايا السياسة والحزب ثانيا... قيل لنا قبل الجلوس إليه أنه اطار كبير وكفاءة نادرة... أنصتوا رحمكم الله! طبعا تم الاجتماع مع هذا المحظوظ، ولما تقاطرت عليه الأسئلة التي قاربت مستجدات السياسة وآفاق الحزب، اقترح علينا بوداعة المهزوز أن يعرض علينا حصيلته في القطاع الوزاري الذي يدبره، معترفا أنه جاهل لما يجري داخل الحزب! وتبين للجميع أن السيد الوزير لا يفقه في أمور السياسة والسياسيين، وأنه شارد وخارج تغطية حزب الاتحاد الاشتراكي...

 

عذرا سي الشامي! هو منصب ومناصب قدمت لك كهدايا جزاء لك على المهام التي تقوم اليوم جاهدا وبحماس على إنجازها في "الأيام"؛ التشويش على الاتحاديات والاتحاديين وهم يحضرون للمؤتمر الوطني العاشر ...

 

ما حدث زمان في وجدة مع الوزير الشامي، جعلني أفهمه اليوم بل أشفق عليه عندما أقرأ واستمع أحيانا الى تصريحاته التي تنم عن ضعف بشع عندما ينوي غزو عالم السياسة، فمعالي الوزير سابقا يريد أن يبزغ بعبارات "النقد" والإساءة إلى قيادة الاتحاد الاشتراكي، وما كان هذا ليفاجئنا؛ فرضا الشامي دخيل على الحزب، لم يتأطر داخل منظمة الشبيبة الاتحادية ولم يسبق له أن تلقى تكوينا وتربية داخل المدرسة الاتحادية، إذن، فهو غريب عن الاتحاد الاشتراكي ثقافة وقيما، فكرا وممارسة... وها هو اليوم يريد تصحيح "الانحراف" والبكاء عن المشروع الاتحادي، وهو العاجز عن بناء خطاب سياسي عقلاني ومنطقي، مترابط ومتماسك... خطاب بمضمون فكري واضح، مؤسس على منهجية تنظيمية فاعلة ورؤية فلسفية عميقة... قد يكون إطارا تكنوقراطيا، يمكن! أما أن يكون قائدا سياسيا فهذا ظلم وسوء تقدير... ارحموه ولا تحملوه ما لا طاقة له به، يكفيه اللحظة إنه يطارد خيط دخان ...

 

يزعم الشامي أنه يروم حماية الاتحاد الاشتراكي من القيادة الفاسدة! وكأنه الملاك الطاهر والمنقذ من الفساد، علما أنه بالأمس أفسد رمزا من رموز الصفاء والبياض؛ إنه الحليب...لنتذكر الحكاية !

 

أحمد رضا الشامي ما كاد ينهي مساره الدراسي حتى استقبله الأب، الدكتور محمد الشامي رحمه الله، بمنصب يليق بالكبار، مدير عام لشركة حليب سايس، وذات يوم أسود انفجرت فضيحة/ قنبلة من العيار البشع، ويتعلق الأمر بالتلاعب في الحليب المجفف الموجه للمؤسسات التعليمية في إطار برنامج "التغذية العالمي"... وأسفر التحقيق عن تورط شركة "عائلة الشامي" التي كانت تشتري هذا الحليب الموجه أصلا للتلاميذ... وبحكم أن أحمد رضا الشامي المدير العام الابن البكر والمدلل، طلب منه الأب العطوف تقديم الاستقالة ومغادرة البلاد على أساس أن يتحمل الأب كامل المسؤولية إنقاذا وحماية لفلذة كبده... وذلك ما حصل... وفعلا أدين الأب المرحوم محمد الشامي وقضى أياما بسلا في سجن الزاكي، تمت تسوية الملف لأنه تزامن مع حكومة اليوسفي، ولأنه عرف تدخل كبار المحامين الاتحاديين الذين تعاملوا بروح اتحادية مع مناضل اتحادي...