الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

إبراهيم أعمار: سونطراك العسكرية والانهيار الاقتصادي الجزائري!!

إبراهيم أعمار: سونطراك العسكرية والانهيار الاقتصادي الجزائري!! إبراهيم أعمار

بعد نجاح سونطراك في وجهها العسكري الخفي بزعامة الجنرالات؛ ووجهها المدني المعلن بزعامة المسمى رئيس الجمهورية الثانية تبون في الاتفاق على مطالب الحراك الرامية إلى إصلاح جذري يهدف إلى إقامة سلطة مدنية قوامها مؤسسات دستورية وحكومة مدنية حقيقية ومجتمع مدني فعال، عملت سونطراك على تفريغ كل هذه المطالب من محتواها الحقيقي، وبدأت في إصلاحات شكلية ومحاكمات صورية قدم ضحاياها للشعب من وزراء وضباط عسكريين كأكباش فداء للتمويه واللعب بأوراق ميتة للتعبير عن التغيير الجزائري!!

 

ولم تكن من نتائج لهذه المعالجة السونطراكية العسكرية سوى توسيع دائرة الجحيم الاجتماعي الذي أدى إلى ارتفاع البطالة والفقر وإسكات الحراك الشعبي المناهض لعسكرة الجزائر، وهذا ما أكده تقرير البنك الدولي الأخير حول الوضع الاجتماعي بالجزائر، ناهيك عن عجز في تغطية تكاليف العيش المرتفعة بسبب تدنى مستمر للعملة، كما أن واردات المحروقات لم تعد بفعل تراجع أرقامها رهانات لسونطراك العسكرية على تجاوز معضلة العجز الدائم في الميزان التجاري، وبالرغم من كل هذه المؤشرات القوية على توجه الجزائر نحو الانهيار الصادم الذي سيضع الجزائريين أمام أزمة كارثية عنوانها الأساس هي الغلاء وتدنى الأجور، وانهيار العملة، ما زالت مع ذلك الطغمة السونطراكية تلقي بلسان تبون خطاب الهروب إلى الأمام للترويج لدعايات زائفة تتحدث عن استهداف الجزائر والبحث عن قوة ونفوذ قاري، وهذا ليس سوى وهم يهدف إلى تضليل القوة المدنية والإعلامية المطالبة بدولة مدنية؛ وإزاحة عسكرة الدولة والتي تبقى هي الأسباب الفعلية والحقيقية وراء كل أزمات الجزائر السائرة حتما نحو الانهيار الاقتصادي...