الجمعة 19 إبريل 2024
خارج الحدود

أبو وائل الريفي: حماقات نظام العسكر الذي يتحكم في مفاصله الشيخ شنقريحة

أبو وائل الريفي: حماقات نظام العسكر الذي يتحكم في مفاصله الشيخ شنقريحة السعيد شنقريحة

لا يمكن لعاقل استيعاب حالة التردي الذي صارت تعيشها الجزائر في الآونة الأخيرة بسبب حماقات نظام العسكر الذي يتحكم في مفاصله الشيخ شنقريحة. صار الحل السهل عندهم هو نسب كل فشل لهم للمغرب.

 

دق تقرير حديث للبنك الدولي ناقوس الخطر حين تحدث بأن الجزائر على وشك التعرض لـ ”زلزال” وينتظرها “مستقبل مجهول”، فكان رد حكام الجزائر بأن التقرير “رعونة” و”مؤامرة” يقف وراءها المغرب. ولإقناع الجزائريين تم تسويق دليل صبياني بأن مصدر المعلومة “أصدقاء فرنسيون للجزائر أكدوا أن هذا التقرير قد أنجز بأوامر من القصر الملكي المغربي”. أليس هذا مؤشر إفلاس؟ ألا يبعث هذا المنطق في الاستدلال على الشفقة؟ أليس الشعب الجزائري محقا حين يرثي حال ما وصلت إليه بلاده مع هذه الطغمة العسكرية؟

 

لقد أصبح الشغل الشاغل لشنقريحة وتبون. إطفاء الحرائق وكتم الفضائح المتلاحقة لنظامهم الفاشل في كل شيء. وكما هي العادة لا قدرة لهم على ذلك ولا مبررات جديدة عندهم أمام الشعب سوى اصطناع عدو وهمي وإلصاق كل فشلهم به. ولذلك تعمدت مجلة الجيش في افتتاحية أول أعدادها لهذه السنة بدعوة الجزائريين إلى “الالتفاف حول دولتهم وجيشهم لمواجهة المناورات المفضوحة للمغرب”. لن تنطلي هذه الخطابات على الجزائريين الذين ما تزال ساحات الحراكات الشعبية تردد مطالبهم التي لم يتجاوب معها شنقريحة وتنكر لها تبون. أين هي مدنية الدولة؟ وأين هي المحاسبة لكل رموز الفساد؟ وأين نصيب الشعب من الحرية والعدالة؟ وما مصير أموال المحروقات التي توجه لتمويل عصابات البوليساريو التي صارت عبئا على الدولة الجزائرية بدون مردودية؟

 

تلقي حالة الإفلاس بظلالها على كل سياسات نظام العسكر، وطعمُ الخسارة صار هو النكهة الغالبة على كل خطاباتهم، ومنطق المؤامرة من المغرب صار هو الشماعة لتعليق كل الإخفاقات. ينسى حكام الجزائر أنهم بهذه الهالة المتضخمة التي يصورون بها جارهم المغرب يؤكدون للشعب الجزائري فشلهم و”قزميتهم” وعدم قدرتهم على مجاراة المغرب في نجاحاته. والمعلومات المتسربة من كواليس صناعة القرار تتحدث عن قرب الاستغناء، أو على الأقل عدم الرضى، عن لعمامرة الذي لم يحصد إلا الريح في كل جولاته ضد المغرب. هذا نموذج آخر لفشل شنقريحة وتبون لتوقيف قطار المغرب المكتسح لكل الفضاءات والمنتديات الإقليمية والقارية والدولية.

 

لن يصدق الجزائريون تفسيرات حكامهم، وأهل مكة أدرى بشعابها، ولذلك فهم أوعى من البنك الدولي بواقع الحال في بلادهم، ومتأكدون بأن تقرير البنك الدولي كان رحيما بتبون وجنرالاته ولولا حالة الطوارئ لأغرقت الحراكات الشعبية كل الساحات كما كان الحال قبل كورونا. وحينها لا صوت يعلو على شعار “تبون مزور جابوه العسكر فاقدة الشرعية والشعب تحرر هو اللي يقرر دولة مدنية”. المعاناة اليومية التي يعيشها الجزائريون مع المواد الأساسية خير شاهد على سوء الأوضاع في البلاد وعلى ضياع ثروات البلاد في ما لا طائل منه. هل نحتاج التذكير بأزمة الزيت والبطاطا والدقيق والحليب وارتفاع أسعار الخبز المدعم؟ هل نحتاج التذكير بفشل السياسة الحمائية وتقليص الواردات التي فرضها بعقلية فوقية تبون فكانت نتيجتها فقدان مواد أساسية من السوق وخضوع الشعب فريسة للمضاربين؟ هل نحتاج إلى التذكير بأزمة المياه التي يعاني منها الجزائريون؟ وهل نحتاج تكرار النكت حول الموز وغيره؟ لماذا لا يجتهد جنرالات شنقريحة لوضع حد لهذه المضاربات التي تضر بالجزائريين وتحرمهم من المواد الأساسية؟. الجواب الأكيد أنهم لا يستطيعون لأنهم مستفيدون من الوضع وعاجزون عن إيجاد حلول مناسبة. والفشل سمة هذا النظام منذ عقود.

 

يعي الجزائريون أن المغرب جار وخاوة ولا يطعن جاره وقد قالها الملك محمد السادس بعبارات لا تحتمل التأويل وهم يعرفون جيدا مصداقية كلام الملك، ويعي الجزائريون أن المغرب منشغل بمشاكله ويخوض طريقه نحو التنمية ويواجه جبهة انفصالية دفاعا عن سيادته وحماية لكل شبر من أراضيه. ويتحسرون وهم يرون تقدم المغرب وخيراته مقارنة مع بلدهم الذي يتمتع بإمكانات أكبر ولكنها توظف بشكل سيء من طرف حكامهم. مظاهر التخلف صارت السمة الغالبة لكل الأنشطة الرسمية على أعلى مستوى، حيث تصبح زيارة رسمية مناسبة لإصابة رئيس دولة بكورونا، وتصبح الاحتفالات بكأس العرب بـ ”طباسل ديال الحلوى ديال الكيلو على موائد دوزت حرب الهند الصينية”. هذه الشكليات صارت فاضحة لحكام الجزائر وعناصر إيضاح للجزائريين ومعالم فضح للجنرالات الذين يتمتعون بثروات البلاد وحدهم بدون حسيب أو رقيب وبدون مردودية تذكر لمصلحة الجزائريين.

 

(عن موقع "شوف تيفي")