الجمعة 19 إبريل 2024
مجتمع

وفاة ولد بابيت.. ركيزة من ركائز المجتمع الصحراوي في مقاومة بطش البوليساريو

وفاة ولد بابيت.. ركيزة من ركائز المجتمع الصحراوي في مقاومة بطش البوليساريو الراحل محمد سالم ولد بابيت

قضى ولد بابيت، الذي انتقل إلى جوار به ليلة 8 من يناير 2022، عمرا حافلا بالجهاد والعطاء وطلب العلم وتدريس كتاب الله.. عدا عن كونه أحد حفظة القرآن الذين عملوا على تدريسه والاعتناء به. فقد كان محمد سالم ولد بابيت أحد مجاهدي جيش التحرير الذين سارعوا إلى تلبية نداء مقاومة الاستعمارين الفرنسي والإسباني نهاية خمسينيات القرن الماضي، لينتهي به المطاف في المستعمرة الاسبانية، قبل أن يضطر إلى النزوح على إثر مأساة أم دريكة سنة 1976، حيث سيجابه بطش قيادة البوليساريو وانحلالها بمخيمات تيندوف..

 

يكفي أن نعلم حجم الاستهداف الذي عكفت عليه البوليساريو في حق الشيوخ والوجهاء وأبناء الصحراء الأصيلين من قبيل ولد بابيت، حيث عملت على تهميشهم والتنغيص عليهم ضمن سياساتها العنصرية والقبلية، من خلال توليتهم المهام التي لا تليق بوضعهم الاجتماعي الهام ولا بتاريخهم المشرف. ليتسيد عليهم عصابة الرذلاء من القيادات المجرمة التي سطت على البوليساريو في غفلة من الزمن وأعملت الفكر الشيوعي والسياسات الإقصائية والاستئصالية في حق المكونات الأصيلة في الصحراء، لتنتقم من التاريخ والمجتمع ممثلا في ولد بابيت وأقرانه. لكن القيادة جوبهت بمقاومة منقطعة النظير من الأصلاء والغيورين على هوية المجتمع وعلى أصالته وفي مقدمتهم الشيخ الوقور ولد بابيت الذي ظل محافظا على عهد الجهاد والمقاومة.

 

أدعو العلي القدير أن يتغمد الفقيد ولد بابيت بواسع رحمته ومغفرته، وأن يكرم نزله ويوسع مدخله ويحسن مثواه ويتجاوز عنه، وأن يجعل جهاده ومقاومته لانحلال القيادة وتدريسه لكتاب الله في ميزان حسناته، ويتقبله في علييين مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان ويحسن عزاءهم ويعظم أجرهم، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

 

خالص العزاء والمواساة للمناضلة القديرة الحاجة بابيت ولكافة أهل بابيبت في وفاة الأب الفاضل والشيخ الوقور محمد سالم.