الخميس 25 إبريل 2024
كتاب الرأي

عادل الزبيري: آه يا يوسف!!!

عادل الزبيري: آه يا يوسف!!! عادل الزبيري
سلام لك يا صديقي في مقامك الأخير في ذلك المكان الجميل المسمى قبرا، في هذه الدنيا، في ليلتك الأولى، في تربتك التي ارتضيتها بعيدا، في استراحة طويلة، من معركة خرجت منها بطلا من المُجالدين المصارعين الأشاوس.
صديقي يوسف، صدقني لم يهزمك المرض، ولكن ربي أراد لك العلياء، في مكان أفضل، لترتاح من سفر دنيوي، لم يكن مريحا أبدا لك بيننا، هزمت المرض بالقاضية مرارا، ولكن لكل بطل تقاعد مستحق للاستراحة.
ابتسامتك ستظل صورة في البال، ونحن نتمشى معا في معرض الكتاب، في مدينة الدار البيضاء، ونحن ننبش في ملفات مغربية معا مرارا في مقر وزارة الخارجية المغربية، ولعمري صوتك سيبقى لدي مسجلا، ينقل لي أنين مكافح ضد مرض خبيث يعصف بالجسد على مهل.
وسيظل يوسف هناني حالة إنسانية جميلة في الصحافة المغربية، بأخلاق أصيلة، ونكران للذات، وتدافع عن الصحافة المغربية، وتطلع لأسفار السندباد عبر العالم، بدون توقف لنقل قصص المغاربة في النهار.
هذا الرحيل المبكر من يوسف هناني، هو صرخة في وجه شاحب وقابل اسمه الصحافة المغربية، لأنها تغرق كل يوم أكثر في هشاشة اجتماعية ومهنية، وغياب لإسناد لما يقع قلم في مصاب جلل.
صديقي يوسف، ارتح في مقامك العالي، فأحلامك ستزهر ولو بعد سنين طويلة، لأن الربيع لا بد أن يأتي ولو طال الشتاء، فدفاعك عن بلاط صاحبة الجلالة لن يذهب سدى.
فرحيلك المبكر أفجع، وصورك زينت جدرانا، وذكرك جاء عليها كثر، حتى أن الناس تدافعوا من أجلك ولو بعد رحيلك، فارقد هانئا لأن اسمك غالي وعالي.
لا تنسى أن ترتدي ابتسامتك العريضة، ولا تنسى تشذيب شاربك، ولا تسرح شعرك كما هي عادتك، فيما صويحبك فهو يسلم عليك من هذا المقام، سيفتقدك كثيراااا وطويلاااا