الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

يوسف غريب: إلى مجلة  الجنرال  المؤرخ شنقريحة.. نحن صنّاع التاريخ بالمنطقة والعالم 

يوسف غريب: إلى مجلة  الجنرال  المؤرخ شنقريحة.. نحن صنّاع التاريخ بالمنطقة والعالم  يوسف غريب
منذ أن تولّى شنقريحة قيادة الأركان هناك حتّى تحوّلت مجلة الجيش الجزائري الصادرة باسمه إلى منصة شهرية لإطلاق صواريخ العداء ضد المغرب أرضاً وشعبا وقيادة.. شملت جميع ميادين الحياة والمجتمع.. كخلاصة شهرية لما تنشره يوميات جزائرية تابعة للثكنة العسكرية..  
لكن افتتاحية المجلة العسكرية للجيش الجزائري في عددها الأخير ذات طابع خاص وإستثنائي؛ والتي حملت توقيع الجنرال شنقريحة الذي أصبح بقدرة قادر مؤرخا يقرأ تاريخ المغرب الوسيط.. وعن كيفية سقوط الثغرين بيد الإسبان.. وأن جزر الكناري أراضي مغربية..  
هذا المؤرخ العجوز في افتتاحيته خلص إلى ما يطفئ حقده وعدوانيته إتجاه سلاطين المغرب الذين اتهمهم بتقديم الأراضي المغربية هدايا للأجانب..  
هذا هو المهم عند الجنرال العجوز.. دون أن ينتبه إلى أن الإقرار بأحقية المغرب بجزر الكناري هو إقرار واعتراف بمغربية الصحراء التي لا تبعد عن هذه الجزر الا ببضع كيلومترات كما جاء في الإفتتاحية نفسها..  
لم ينتبه أيضا هذا العجوز إلى موقف العسكر أثناء التصادم مع اسبانيا حول جزيرة ليلى.. وغيرها.. وهو يعترف الآن في افتتاحيته أنها مغربية..  
لم ينتبه هذا العجوز المؤرخ بقبعة العسكري أن دولة الجيش الجزائري غير موجودة خلال هذه الحقبة التاريخية حتى تسمح لنفسها اليوم أن تقرأ تاريخنا الوسيط بمنظور انتقامي تعسّفي والكثير من الحقد والضغينة كما يظهر في لغة الإفتتاحية..  
وليكن..  
وما دمنا في التاريخ.. فعلينا أن نميز بين من يقرأ التاريخ ويعيش وسطه.. ويستثمر أحداثه القديمة خدمة لأجندته الداخلية.. وبين من يصنع التاريخ انطلاقاً من اليوم نحو المستقبل.. أوما يسمّى بالتاريخ المستقبلي للوطن والمنطقة والعالم.. ولعل آذاننا ألفت سماع ما يطلق عليه بالعالم ما بعد كورونا.. على غرار ما بعد الكرگرات كجزء من صناعة تاريخنا اليوم نحو الغد والمستقبل.. 
هذا هو الفرق مع الجزائر ونظامها.. بقدر ما زالوا في شعارات مكة الثوار.. ولغة الشعوب المضطهدة.. والقوة الضاربة.. وظالمة أو مظلومة..
ما زالوا في نوستالجيا بلد المليون ونصف المليون شهيد.. في بلاد أصبح فيها الوصول إلى الحليب امتياز.. والوزير نفسه يشرف على مخازن زيت المائدة وتوزيعه..  
هو الفرق مع بلدنا الذى بدأ أسبوعه الأول من هذه السنة بصناعة تاريخه المستقبلي بدءا بإعلان استخدام الطاقة النظيفة بالقطار السريع البراق الذي يحتل اليوم الرتبة السابعة عالميّاً..  
وصولاً إلى دخول المغرب عمليا،   مرحلة تنزيل مشروع الحزام والطريق الضخم الذي تُحيي به الصين فكرة طريق الحرير بشراكة مع ما يقارب 100 دولة..  
دون أن ننسى قرار الرفع من حجم المبلغ المسموح به أثناء السفر إلى الخارج من 45 الف درهم الى100 ألف درهم  وقبل نهاية الأسبوع الأول من هذه السنة أخبرنا الديوان الملكي توصل جلالة الملك قائد البلاد برسالة من الرئيس الألماني يدعو فيها جلالته إلى زيارة ألمانيا من أجل شراكة حقيقية تخدم مصالح البلدين.. بعد التنويه بدور المغرب وأهميته الإقليمية والدولية.. إضافة إلى الإشادة بالإصلاحات الإقتصادية والطاقية المذهلة التي يعرفها المغرب..  
هذا هو الأسبوع الأول من هذه السنة المغرب.. وصفحات تاريخ المستقبل..  
وهناك عند شنقريحة ما زالت صدمة تقرير البنك العالمي موجعة عند الكابرانات التي خرجت وكالة الأنباء الجزائرية اليوم للقول بأن موظفا تونسيّا صديق المغرب وقريب من الأمير مولى رشيد هو من صاغ التقرير بإيعاز من المخزن.. دون أن ينتبهوا إلى الصفحة الأخيرة من التقرير التى نوّه فيها البنك العالمي بالدعم الذي قدمته وزارة المالية الجزائرية لخبراء البنك أثناء إعداد التقرير..  
بل أن الصيغة النهاية لم تنشر إلا بعد الإطلاع عليها من طرف نفس الوزارة الجزائرية والمصادقة عليها..  
هذا الكلام موثوق بالصفحة الأخيرة من التقرير وموجودة ومتوفر للعموم وبالعربية كمان..  
في الحقيقة جميع دول العالم لديها جيش..  
إلاّ الجيش الجزائري فله دولة..  
عفواً تأسست من أجله دولة.. قبل سنوات..  
وإلى الآن.. لم يصنع لنفسه إلاّ تاريخ الهزائم..  
ولذلك نقول للجنرال العجوز المؤرخ شنقريحة..
نحن صنّاع التاريخ بالمنطقة والعالم..