الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

يوسف غريب: الرئيس تبّون يصرخ في وجه محمود عباس... "ردوا لي "دراهمي!!

يوسف غريب: الرئيس تبّون يصرخ في وجه محمود عباس... "ردوا لي "دراهمي!! يوسف غريب
هي الجملة التي ما زال صداها يتردّد داخل المكتب الرئاسي بقصر المرادية بالجزائر مباشرة بعد إغلاق الهاتف الحامل لخبر زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس لوزير الدفاع الإسرائيلي قبل يومين بتل أبيب..
هي حالة الرئيس تبّون هذه الأيام الذي لا يستيقظ إلا على كوابيس أخبار أو مواقف وأحداث تعمّق أكثر عزلة هذا النظام التوسّعي من جهة.. وتهدّم ما تبقّى من مشروعه الوهمي من جهة ثانية..
ويكفي العودة إلى الوراء وبأسابيع قليلة لاسترجاع بعض من هذه الكوابيس المزعجة لنظام العصابة؛ هناك لكي نفهم هذا السعار والنباح الذي ارتفع منسوبه بشكل غير مسبوق مثال ما نشر أخيرا بوكالة الأنباء الجزائرية الرسمية من اتهام المغرب وراء التقرير الأسود للبنك العالمي حول مستقبل الجزائر.. وضمن ما وصفنا به وبكل وقاحة ديبلوماسيته القول بأننا (مملكة الشر والبؤس)..
هم يعرفون جيّداً أن لا علاقة لنا بالموضوع.. وإن المؤسسة البنكية العالمية تشتغل بمعايير علمية واحترافية وتحت أعين خبراء يتداولون في معطيات وأرقام بأساليب علمية وخلاصات ذات توقعات حقيقية بعيدة عن الأدلجة وغيرها من الشعارات الثورية!!
العصابة تعرف كل هذا وأكثر.. وإقحام المغرب في هكذا موضوع هو فقط للتنفيس على انتكاسات دبلوماسية متتالية بشكل سريع، أخطرها هي زيارة عباس لوزير الدفاع الإسرائيلي دون غيره.. وهي رسالة واضحة ومباشرة للعصابة التي أرادت الإجابة عن زيارة نفس الوزير الإسرائيلي للمغرب.. بدعوة عباس لزيارة الجزائر وحكاية السماوة بالمئة مليون دولار!؟
هي برقية صغيرة من عباس إلى تبون بصيغة (الله أخلف عليكم.. وخلينا تصنعوا التاريخ مع إسرائيل) كما قال حسين الشيخ، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، وزير الشؤون المدنية الفلسطينية،
أكد على أنّ السلطة الفلسطينية تبحث عن صناعة التاريخ مع إسرائيل.
هي الزيارة التي تجعل من تصريح صالح قوجيل رئيس مجلس الأمة الجزائرية حول المغرب كلام في مهب الريح..
وتجعل من الهيجان الكروي ورفع الأعلام الفلسطينية في مقابلة مع المغرب وإهداء كأس العرب لهم بمثابة مشهد من الكاميرا الخفية لا غير..
طبيعي أن يرتفع منسوب العداء وهم على بينة من موقف أمريكا التي اعتبرت الجزائر طرفا أساسيا في النزاع الإقليمي حول الصحراء؛ وكما جاء في القرار الأممي الأخير..
بل أكثر ما جعل النباح يرتفع منسوبه هي شهادة أحد القياديين بجبهة البوليساريو من الصف الأول بعدم وجود أية دولة صحراوية.. بل فقط مجموعة لاجئين عند جنرالات الجزائر..
قبل كل هذه الانتكاسات التي بدأت مع عودة العلاقات مع المغرب بمبادرة من ألمانيا حليف الجزائر إلى حدود البارحة.. إلى جانب فشل كل التوقعات التي راهنت عليها العصابة في الزيارة إلى تونس.. وآخرها اللقاء مع موريتانيا.. ووسط كل هذه الأحداث تخرج خريطة الوطن العربي بمغرب ممتد حتى آخر نقطة بالگرگرأت.. عززها البيان الختامي للتعاون الخليجي الذي أعتبر أمن واستقرار المغرب جزءا من أمنها القومي..
هي انتكاسات هناك.. وانتصارات هنا بمملكة الخير والبركة التي أنهت سنتها هاته بنسبة نمو 7,3 حسب تقرير المندوبية السامية للتخطيط..
لذلك أتفهّم صراخ الرئيس تبّون وهو يردّد- وإلى الآن- كأي تاجر ذهب ضحية طمعه وخبثه:
(ردوا لي دراهمي…)
بحس السخرية.. لكن بطعم جنائزي/ لنظام جزائري يحتضر وفق معطيات جاء بها تقرير البنك العالمي..
هي نهاية حتمية لأنظمة العصابات كما دونتها صحف التاريخ..