الثلاثاء 23 إبريل 2024
مجتمع

عائشة الدويهي: مؤسسات وطنية تواطأت لتشويه قبيلة ازركيين

عائشة الدويهي: مؤسسات وطنية تواطأت لتشويه قبيلة ازركيين عائشة الدويهي وغلاف كتاب "الصحراء.. أفول الشمولية" للإسباني خوسي ماريا ليزونديا

مازالت ردود الفعل على ما تضمنه كتاب "الصحراء.. أفول الشمولية" لصاحبه الإسباني خوسي ماريا ليزونديا، ومن بين ما تضمنه الحديث عن أصل قبيلة ازركيين، قال إن البوليساريو تزدري القبائل الأمازيغية مثل ازناكة وازركيين.

الكتاب تم تقديمه في مؤسسات وطنية من قبيل مجلس المستشارين، وتم تبنيه من قبل مندوبية المقاومين وجيش التحرير، وهو ما جعل الاستنكار يصل مداه..

"أنفاس بريس"، تقدم وجهة نظر عائشة الدويهي، الفاعلة الحقوقية بالعيون:

 

"قد يتفاجأ العديد بخوضي نقاشا حول القبيلة والقبلية في سابقة هي الأولى من نوعها، وأنا التي انتصرت دوما لتربيتي المتوازنة داخل القبيلة في احترام تام لكل المكونات الأخرى عبر الانصهار الجماعي والاجتماعي في الوطن انتصارا للوطنية والوطن قبل كل شيء..

"الصحراء.. أفول الشمولية".. محتوى "مريب" مقدم في قالب وطني مليء بالدسائس!! وهو ما يدفعني لأضع تساؤلاتي المشروعة دقا لناقوس الخطر حول تنامي وتعدد هكذا مبادرات خدمة للمساس بالتعايش السلمي والمجتمعي داخل الصحراء بعيدا عن الاحترام الواجب لكل المكونات القبلية لها..

من له مصلحة في تدليس الوقائع وطمس الإرث التاريخي والسياسي لمكون قبلي في الصحراء المغربية لطالما عبر تاريخ الوطن انتصر لنضالاته وبطولاته وقياداته بجيش التحرير والذي لازالت مظاهر الانتماء للمملكة من ظهائر لتقديم البيعة وترأس بعض وفودها شاهد عصر بامتياز على ملاحم ملك وشعب؛ ناهيك عن ترافع رجالاتها على كل المستويات للذود عن وحدة الوطن..

من يحاول القفز على هذه الذاكرة المشتركة الحية بدفعها في خانة "الانتصار للقضية الوطنية" بشكل مغرض وفي تبخيس لذكائنا الجمعي؟!

وهل مصلحة الوطن تقتضي نزع المجد والقوة عن مساهمات مكون منا وطمس بعض معالمه في وقت نحن أحوج فيه إلى التلاحم والتعاضد تقوية للجبهة الداخلية على كل المستويات، لا إلى الرضوخ لمآرب ضيقة خدمة لمن يحاولون كسر ذلك التوازن المجتمعي بالصحراء؟!

قد نتفهم الوضع إذا اقتصر الأمر على تعبيرات أو مبادرات فردية!! لكن انخراط مؤسسات وطنية في هذه التفاهة المغرضة هو تواطؤ دنيء لمسؤوليها ولا يخدم بتاتا لا الإنسان ولا الوطن!!

نضالاتنا ستبقى مستمرة بعيدة عن هذا التمايز القبلي المقيت رافعين الشعار الذي لطالما آمنا به "الوطنية والمواطنة"..

وفي انتظار رجوع جادة الصواب للمغردين خارج "مصلحة الوطن" وقيامهم بما يقتضيه الواجب المهني والأخلاقي.. أبعث لهم كل الأماني والتحايا ولسان حالي يردد "كل عام وأنتم الى الوطن والانتصار لقضايا الوطن أقرب"!!