الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

الصادق العثماني: شفافية مجلس التعاون الخليجي وضبابية جامعة الدول العربية فيما يتعلق بوحدتنا الترابية

الصادق العثماني: شفافية مجلس التعاون الخليجي وضبابية جامعة الدول العربية فيما يتعلق بوحدتنا الترابية الصادق العثماني

مواقف الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي كانت حاسمة وشجاعة وواضحة فيما يتعلق بالصحراء المغربية والنزاع المفتعل فيها منذ 1975م، وكان الهدف من ورائه هو خلق دويلة شيوعية والتي تسمى بـ (الجمهورية العربية الصحراوية)، مع أن هذه الأقاليم الجنوبية جزء لا يتجزأ من تراب المملكة المغربية عبر التاريخ، ومازال شيوخ القبائل الصحراوية يقدمون الولاء والبيعة لجلالة الملك محمد السادس حفظه الله تعالى إلى يوم الناس هذا، كما يوجد من يمثل السكان في البلديات والجهات والبرلمان والحكومة..

 

وفي هذا السياق جدد المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، مشكورا، موقفه الداعم لمغربية الصحراء، إذ أشاد البيان الختامي للقمة الخليجية يوم أمس بقرار مجلس الأمن رقم 2602 الصادر بتاريخ 29 أكتوبر 2021 المتعلق بقضية الصحراء المغربية.. فالمواقف المشرفة لمجلس التعاون الخليجي حول مغربية الصحراء إن دلت على شيء فإنما تدل على الروابط القوية والمتينة  التي تجمع المملكة المغربية مع دول المجلس، وتدل كذلك على رزانة وحكمة وتبصر قادة دول الخليج في تعاملهم مع قضايا شؤون الإسلام والمسلمين ولم شمل الجميع تحت منظمة التعاون الإسلامي... أما جامعة الدول العربية للأسف، فهي مازالت خارجة عن التغطية ولم تفعل أي شيء يحسب لها؛ بل عجزت تماما عن حل أي مشكل عربي - عربي منذ ولادتها؛ وحتى إن حسمت في بعض المشاكل وخرجت بقرارات ما، فغالبا ما تكون سلبية تجاه الدول العربية ذاتها، وعدم صدعها بالحق فيما يتعلق بالاعتراف الصريح بمغربية الصحراء لخير دليل.

 

ولهذا أتساءل، وأسائل رئيس جامعة الدول العربية وجميع الخبراء المنضويين تحت لواء الجامعة على وجه الخصوص، في أي تاريخ أو في أي كتاب قرأتم بأن المغرب يحد بدولة تسمى (الجمهورية العربية الصحراوية)؟ فالمغرب عبر التاريخ ومنذ 12 قرنا لم يسمع ولم يعرف ولم يقرأ في أي كتاب من كتب التاريخ سواء القديمة أو الحديثة بأن هناك دولة بهذا الاسم ؟! وإن كنتم في ريب مما أقول يا أهل الجامعة العربية فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون..؟! فالتاريخ لا يرحم وإن لم تسارعوا في حل مشاكل المنطقة العربية في أقرب وقت ممكن، مع المساهمة في لم الشمل العربي فستصبح جامعتكم في يوم من الأيام في خبر كان، فجمهورية البوليساريو الوهمية معروفة منذ تأسيسها على يد معمر القذافي رحمه الله وبدعم من بعض الأحزاب الشيوعية في الوطن العربي مازالت متشبثة بأفكارها الماركسية اللينينية الإلحادية التي عفا عليها الدهر وشرب، ولهذا مازالت تحلم بالخلافة الشيوعية على منهاج كارل ماركس ولينين وستالين، فكتاب "رأس المال" لكارل ماركس هو كتابهم المقدس الذي ينبغي اتباعه والاقتداء به، مع العلم أن الأحزاب الشيوعية في الوطن العربي أصبحت ظاهرة صوتية إعلامية لا أقل ولا أكثر؛ لكنهم من أشد الأحزاب تطرفا تجاه قضية وحدتنا الترابية، كما لهم الدعم المطلق من بعض الأحزاب الشيوعية المتطرفة في أوروبا وبعض الدول بأمريكا اللاتينية.

 

الصادق العثماني، باحث في الفكر الإسلامي وقضايا التطرف الديني