الجمعة 26 إبريل 2024
مجتمع

أحياء الهامش بالرباط.. ضحية إهمال من صناع القرار تحتاج لإنصاف وارتداء ألوان الجمال

أحياء الهامش بالرباط.. ضحية إهمال من صناع القرار تحتاج لإنصاف وارتداء ألوان الجمال متى سترتدي أحياء الهامش بالرباط (فوق) مثل ما ترتديه مدينة شفشاون من جمال (الأسفل)

حي أبي رقراق دوار الدوم لا يحتاج إلى "ترياب"، يحتاج إلى مكياج يمنحه جمالا.. عندما تضع المرأة مساحيق التجميل ربما يمنحها صورة أخرى ولا يتم تغيير الوجه بالكامل لتبدو في حلة أخرى.. لذلك أقول لعمدة الرباط إن مقاربة معالجة هذه الأحياء لا يمكن أن يكون بالمنطق الضيق في المعالجة، خاصة عندما يعتقد البعض أنهم بمفردهم من يملكون الحل أو أنهم يحتاجون أن يضعوا تصورهم في الاعتقاد أنه هو الأصلح.. سوف يكون لنا تصور آخر من خلال إبداء وجهات النظر بصورة أفضل من زيارات تبدو على المقاس، لكنها لا تعالج العمق.

 

ومع ذلك أقول لك السيدة العمدة برافو لأنك تملكين شجاعة فتح قوس هذه الأحياء، ما تحتاجه هذه الأحياء هي رداء جديد يمنحها الجمال، كما يكون للمكياج وظيفة في تحسين الملامح كذلك الأحياء تحتاج إلى جمال من نوع آخر يرفع عنها مظاهر القبح.

 

أتمنى أن يفهم صناع القرار معنى صناعة الجمال على أحياء عانت الإهمال من سياساتكم، من إهمالكم، من حجم الضياع الذي كان وراء استنبات مظاهر الجريمة والانحراف وتجارة الرصيف وتنامي الأزبال...

 

ألم تكن هذه الأحياء هي مسؤولية العديد من المجالس وصناع القرار، لكن مع ذلك يمكن في حجم كل هذا الألم ومظاهر الضياع الذي جنى على العديد من شبابها الذين كانوا ضحايا أكثر من جناة عدد كبير لهم سوابق سجنية إلى جانب انسداد فرص العمل بإقبار الحي الصناعي، والكثير من الفرص التنموية الاقتصادية.

 

لن يكون الحل في جيب العمدة أو الوالي أو مؤسسات منتخبة، بقدر ما ينبغي صناعة الحل الجماعي مع الساكنة مع المجتمع المدني الواعي بحجم المشكلات وبحجم الفرص التي ينبغي بناؤها من أجل إعطاء صورة جديدة لمعنى التنمية التي تجعل البشر في قلبها، وليس في إزاحتهم إلى مناطق أخرى قد تبدو من بين الحلول لتخلو المنطقة من ساكنتها الأصلية.. فهذا لن يكون حلا بالمرة إذا كان سيكون هذا سيناريو من السيناريوهات، لأن مدنا في العالم بنفس صورة حي أبي رقراق وأحياء مشابهة لها صارت أكثر المناطق التي تجلب السياحة، لأنها صارت أحياء تلبس رداء الجمال...

 

نتمنى أن تتذوقوا معنى الجمال في صناعة التنمية وتحريك الاقتصاد...