دق المتدخلون في ندوة حول هجرة الأدمغة المغربية، ناقوس الخطر، فيما يخص ارتفاع عدد الأطر التي غادرت المغرب في اتجاه دول أوروبا وكندا؛ جاء ذلك ضمن ندوة نظمتها مؤسسة محمد حسن الوزاني، مساء يوم الجمعة 10 دجنبر 2021، حيث كشف المتدخلون عن طبيعة هذه الأدمغة التي اختارت الاستقرار بشكل نهائي في أرض المهجر أو استكمال تكوينها، ويبقى الغرض الأساسي هو الترقي الاجتماعي.
وقال المتدخلون أن هجرة المغاربة، انتقلت من هجرة السواعد في دلالة على الأعمال اليدوية إلى هجرة الأدمغة، وكيف أن للهجرة سلبيات وإيجابيات، سواء من حيث إفراغ البلد من الأطر التي تلقت تعليمها في المدارس المغربية سواء العمومية أو الخاصة، وحرمان البلد منها، أو من حيث وجود خزان بشري مغربي مطور لأدائه المهني في المهجر، خصوصا أن نية العودة تبقى مرتبطة في أذهان المهاجرين، ودعا المتدخلون إلى إنشاء مرصد يعنى بهذا الموضوع، ووضع دراسات وتقارير تبدأ من التشخيص إلى الاقتراحات لوضع حد لهذه الهجرة، "فالمغرب في أمس الحاجة لأطره وكفاءاته العلمية والتقنية في مختلف المجالات، لمسايرة النموذج التنموي المطروح، وهو ما يتطلب من الحكومة تحسين بنيات الاستثمار ومناخه، وتحفيز المقاولات الصغرى والمتوسطة.
وكانت دراسة أجريت مؤخرا، نشرت على مجلة أمريكية مختصة، تعنى بدراسة مستجدات الدول العربية، أن المغرب يعد ثاني أعلى معدل لهجرة الأدمغة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وأكدت الدراسة على استمرار تدفق عدد هجرة الأدمغة المغربية، إذ حسب آخر الإحصائيات هناك حوالي 50 ألف طالب مغربي يدرسون في الخارج، وحوالي 200 ألف خبير مغربي في مجالات مختلفة اختاروا العمل خارج بلدهم.
وأشار البحث إلى أنه حسب دراسة أجراها موقع مختص على الإنترنت، (شركة توظيف رائدة)، أن 91 في المائة من الخريجين المغاربة يحلمون بمغادرة البلاد وإيجاد فرص عمل في الخارج، لأنهم يعتقدون أن الهجرة من البلد ستساعدهم على التقدم وتطوير حياتهم المهنية. واعتبرت الدراسة أن هجرة عقول المهنيين الشباب من المغرب تعد مركزا للجدل في الأوساط الفكرية والإعلامية والرسمية الوطنية المغربية.
واعتبرت الدراسة أن البيانات الصادرة عن الاتحاد المغربي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات تشير إلى أن حوالي 8000 مهندس وتقني في مجال تكنولوجيا المعلومات يتخرجون من الجامعات والمعاهد المغربية كل عام. ومع ذلك ما بين 10 و20 في المائة منهم يهاجرون إلى الخارج، رغم أن هناك حاجة قوية لمواهبهم في سوق العمل المغربي...