مدينة "الرحمة" لا تشتهر إلا بمقبرة، ولا تحمل إلا اسم "مقبرة" مدينة "الرحمة" لا تشتهر إلا بمقبرتها، ولا يزورها البيضاويون من جوف الدارالبيضاء إلا لدفن موتاهم. تخيلوا مدينة: أحياؤها "موتى" افتراضيون وموتاها هم من يعيلون أحياءها!!
مدينة صممت لتكون مقبرة للأحياء، ظلام دامس، وطرق محفرة، وبنيات مهترئة. إنها مدينة لا تحمل من "الرحمة" إلا الاسم و"مقبرة" يحيط بها شريط من الفقر.
مدينة "الرحمة" لا تشتهر إلا بمقبرة، ولا تحمل إلا اسم "مقبرة"، كأن مهندسي جهة الدارالبيضاء صمموا مدينة لتكون مقابر جماعية للأحياء "الأموات"..
من يزورها عبر طريق مولاي التهامي يشتم رائحة الموت واحتراق كرامة الحياة. هناك "الأموات" أكثر إنسانية من مسؤولي الجماعة والعمالة والجهة. هناك "الأموات" يكرّمون "أحياء" مدينة الرحمة بدلا من "الأموات" الحقيقيين الذين ينتشرون في المكاتب والإدارات بعيون مغلقة وقلوب مشمعة وضمائر متحجرة.
باختصار. مدينة "الرحمة" لا تستثمر من "الرحمة" إلا الاسم فقط.. أمّا في الحقيقة والواقع فهي منزوعة من "الرحمة" بمفهومها الإنساني والأخلاقي.
.gif)
