الأحد 24 نوفمبر 2024
منبر أنفاس

عبد الله سدراتي: ويحدثونك عن مكونة قلعة الورود المنسية خلف جبال تيشكا !!؟

عبد الله سدراتي: ويحدثونك عن مكونة قلعة الورود المنسية خلف جبال تيشكا !!؟ عبد الله سدراتي
كما عهد كل أسبوع أو نصف شهر أن يزور والده المتقاعد من رحلة طويلة دامت لسنين طويلة من أجل أن يتبوأ أبناءه وبناته مكانة تليق بهم وعيش كريم .. بعد تقاعده هذا من الديار الأوروبية هو وزوجته، وتعلقه الشديد بمسقط رأسه قلعة مكونة والمعروفة بقلعة الورود، رغم أن أرض الله واسعة إلا أن المنطقة رغم ما تزخر به من ثروات مادية وتراث لامادي لم يشفع لها أن تتقدم إلى الأمام بفعل السياسات المتعاقبة عليها والتدبير الكسيح الذي جعلها تتبوأ مكانة لاتليق بمنطقة سياحية بين جبال الأطلس المتوسط والأطلس الكبير وخلف جبال تيشكا .. بيت القصيد، والمناسبة شرط ..
وفي هذا الصباح وهو في طريقه لقلعة مكونة لاحتساء قهوته كما العادة كلما سنحت له الفرصة لزيارة أهله وعشيرته بحكم بعد العمل عن منطقته ، وما أن نادى على النادل حتى أتته مكالمة من أحد أفراد أسرته تخبره بأن أمه سقطت أرضا ، فلم يتمم أغراضه وحمل والدته بسيارته متجها نحو مستشفى القرب لتتلقى الإسعافات الأولية ، لم يجد أي شيء لاطبيب .. لاممرض، بعدها توجه للمستشفى الآخر الذي كلف ميزانية الدولة أموالا طائلة، والذي أخذ من المساحة مايقارب أربع هكتارات، لم يجد ما يشفي غليله لاأجهزة السكانير ولا أجهزة الراديو .. لاشيء من هذا القبيل، قالوا له وجهتك هي تنغير، فتردد وخاف أن يلقى نفس المصير بتنغير كما وقع له بقلعة مكونة من السراب الذي يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا فوجد الله عنده فوفاه حسابه .. إنه فعلا خصاص مهول في الأجهزة وفي الطاقم الطبي الغير موجود والغير مبرر وفي الخدمات الصحية الرديئة بقلعة مكونة .. قلعة المعادلات والمعاملات الصعبة في الوقت الذي صرفت فيه الملايير في الانتخابات المنصرمة لثامن شتنبر، على كل حال توجه صوب مدينة ورزازات وهو يردد هذا الدعاء: اللهم اسق عبادك وبهيمتك وانشر رحمتك وأحيي بلدك الميت، على أمل أن يقوم بالإجراءات اللازمة تجاه من يتلاعب بصحة المواطنين وترتيب الإجراءات القانونية وتحديد المسؤوليات .. كم هو مؤلم أن يجمعك القدر بأناس في مهب الريح، فتكون العاصفة هي مثواك الأخير.
 
عبدالله سدراتي، ناشط إعلامي