الجمعة 19 إبريل 2024
مجتمع

المنصوري: بلفقيه ترك خلفا سيستمر في حمل المشعل

المنصوري: بلفقيه ترك خلفا سيستمر في حمل المشعل حسن المنصوري
تتوالى الكلمات التأبينية التي تعدد مناقب الراحل عبد الوهاب بلفقيه، المستشار البرلماني السابق وأحد أعيان قبيلة أيت باعمران، فيما يلي كلمة أحد رفاقه المقربين، حسن المنصوري، من أعيان الأقاليم الجنوبية: 
ماذا عساني أقول في حق أخ ورب أخ لم تلده لك أمك، تخونني الكلمات والعبارات وأنا أشارككم هذا الحفل التأبيني المهيب، خصوصا عندما يتعلق الأمر بفقيد يعلم الجميع حجم وطبيعة العلاقة التي كانت تربطني به لمدة عقدين من الزمن، علاقة تتجاوز البعد السياسي إلى أسمى صور البعد الاجتماعي والإنساني، رجل ليس ككل الرجال، صاحب مواقف ومبادئ ومبادرات جريئة، بنى شخصيته ومساره الاجتماعي والسياسي بتدرج، ساعده في ذلك حسن تعامله واستفادته من مختلف التجارب، وشخصيته القوية، كلها عوامل تضافرت في شخصه، ليترك بصمات قوية، في مختلف الميادين، سواء السياسية أو على مستوى التنمية الاقتصادية والاجتماعية، سجلت له في سجل التاريخ الراهن على المستوى الإقليمي والجهوي والوطني وخارج أرض الوطن، بصمات لن يطالها النسيان وستبقى خالدة موشومة في ذاكرة كل من عاشره وعايشه عن قرب.
الفقيد، مهما دونت في شهادتي من أقوال في حقه، لن أوفيه حقه، لأنني كنت قريبا منه، وكأنني فرد من عائلته، وكأنني على لسان الشاعر أقول:
ذهب الكرام فأي شيء أصنع
لم يبق في أحد لخير موضع
أخنى عليهم ثم بدد شملهم
زمن يفرق تارة ويجمع
لكن لا راد لقضاء الله وقدره، فالفقيد عاش شهما وشجاعا وترك أثرا ستتداوله الأجيال، وترك خلفا سيستمر في حمل المشعل للاستمرار في شق دروب النماء بكل إرادة وعزيمة قويتين، مرددين بصوت مرتفع:
لا والذي سوّاك لست بيائسٍ
مهما تعاظمت الرزايا الفادِحة
إنّ النوازل كالشموس بطبعها
صبحًا تجيء وبالعشيةِ رائِحة
الفقيد أيها الحضور الكريم، كان رجلا قويا عند الشدائد، شيمته السماحة والوفاء، رجل التوازنات بامتياز والتوافقات، اجتماعي وإنساني في ممارساته، لايحيد عن مواقفه ولايخلف وعدا إذا قطعه، لقد كان حقا كريما، سليل بيوت الأكارم، ولكن تفنى الأبدان وتبقى آثار الفقيد شاهدة للعيان، راسخة في الأذهان، على مر الزمان.
تعداد مناقب الفقيد، أيها الأفاضل، لو استرسلت في سردها ورسمها على الصفحات لما استطعت الإلمام بها واقتفاء أثرها ولو كان ماء اليم مدادا.
أرثيك أيها الفقيد البطل الهمام مرددا على لسان الشاعر:
ما العَيشُ بَعدكَ بالهَنيءِ وَلَو صَفَت 
فيهِ الحَياةُ وَلا الدِيارُ دِيارُ 
هَيهاتَ أَن يَلتَذَّ جَفني بِالكَرى 
مِن بَعدِ فَقدِكَ أَو يَقَرَّ قَرارُ 
أَو أَرتَجي خِلّاً سِواكَ أَبُثُّهُ 
الشكوى وَتُحفَظُ عِـندَهُ الأَسرارُ 
غَدَرَ الزَمانُ بِنا فَفَرَّقَ بَينَنا 
إِنَّ الزَمانَ بِأَهلِهِ غَدّارُ
رحم الله فقيدنا رحمة واسعة، وأنزل الطمأنينة والسكينة على روحه الطاهرة، وجعل مثواه جنة الخلد، وأنزل الخير والبركة في خلفه.