الخميس 28 مارس 2024
خارج الحدود

خالد شيات: الجزائر دولة حديثة كانت خاضعة في مختلف مراحلها التاريخية للحكم المغربي

خالد شيات: الجزائر دولة حديثة كانت خاضعة في مختلف مراحلها التاريخية للحكم المغربي خالد شيات
قال خالد شيات، أستاذ القانون الدولي إن مفهوم الأمة بالنسبة للجزائر هو مفهوم ممتد على المستوى الواقعي التاريخي، حيث لم يوجد نسق سلطوي لقرون، إذ كانت الجزائر تابعة للسلطتين العثمانية أو الفرنسية، داعيا إلى التعاطي بحذر شديد مع الجزائر، لأن جزائر الجغرافيا ليست هي الجزائر الحالية، فالجزائر التي ورتت دولة عن طريق ما يسمى بتقرير المصير في إطار القانون الدولي عن فرنسا ليست هي الجزائر التاريخية، فلما دخلت فرنسا إلى الجزائر- يضيف شيات - كانت مساحتها مقلصة مقارنة مع ما توجد عليه الجزائر اليوم، وبالتالي فالجزائر هي " جزائرات " وتسعة أعشار منها تقريبا تنتمي لمنظومة حضارية من الناحية السلطوية لمناطق مجاورة وأغلبها مرتبط بما هو مغربي.، وفق محاورنا.
وأوضح شيات أن النقاش الدائر بشأن مغربية الكسكس أو الفسيفساء هو جدل عقيم لأن العديد من المناطق الجزائرية كانت مناطق مغربية، وبالتالي فالموروث الثقافي المغربي موجود في هذه المساحة الجغرافية الجزائرية، وأضاف أن الجزائر ورثت مساحة تقدر بـ 2 مليون ونصف كلم مربع عن فرنسا لاعتبارات استراتيجية، لكون فرنسا كانت ترغب في جعل هذه المناطق فرنسية، وبالتالي فتوسعتها كانت على حساب الدول المجاورة .
وأشار محدثنا إلى أن مفهوم الأمة في النسق الغربي لا يستقيم مع مفهوم الأمة في النسق الإسلامي-العربي، وبالتالي فالأمة الجزائرية هي نسق من أنساق الأمة المغاربية وكانت في مختلف مراحلها التاريخية تحت الحكم المغربي مركزيا بما فيها تونس وليبيا ومجموعة من المناطق، وهذا ليس سبابا – يقول شيات – بل ينتمي إلى الوقائع التاريخية، ناهيك عن كون مفهوم الأمة في الإسلام هو مفهوم ممتد على المستوى العقدي وعلى المستوى الجغرافي يمتد من اندونيسيا إلى المغرب.
وشدد شيات على ضرورة أخذ هذه المفاهيم بحذر، لأن الدولة الجزائرية نشأت من خلال القانون الدولي الحديث انطلاقا من مفهوم يرتكز على مبدأ تقرير المصير باعتباره مبدأ من مبادئ العلاقات الدولية والقانون الدولي الحديث ويمكن للجزائر أن تتعامل مع هذا الواقع بعيدا عن مفهوم الأمة ( المفهوم التاريخي والمفهوم الديني والعقدي ) وأن تكون محترمة لجوارها، ومحترمة لنسق توجد في باعتبارها جزء من منظومة حضارية، مغاربية، عربية، إسلامية، إفريقية، أمازيغية، واذا احترمت الجزائر كل هذه الأنساق - يضيف شيات - فلا أعتقد أن هناك مشكل في مسألة الوجود الفعلي للجزائر كدولة حديثة .