الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

سعيد الشفاج: التعليم وأجندة الأحزاب: الشوكولاطة المسمومة!!

سعيد الشفاج: التعليم وأجندة الأحزاب: الشوكولاطة المسمومة!! سعيد الشفاج
على غرار كل الحملات الانتخابية منذ فجر الاستقلال يحمل كل حزب مشروعا ما وتصورا معينا ووعودا بالدخول إلى جنة الإصلاحات ونعيم التغيير وحدائق النماء و الرخاء. انتخابات 2021 جاءت في سياق مشحون بتجربة سياسية أجهزت على مجموعة من الملفات الاجتماعية، حيث كانت للعدالة والتنمية والأحزاب التي أكملت المشهد الدرامي من مسرحية خرج منها المتفرجون بخسائر فادحة، أهمها تقنين نظام التعاقد في التعليم ووقف إصلاح التعليم الخصوصي في عهد الوزير محمد الوفا رحمه الله، إلى جانب القرارات المصيرية التي سنها الحزب الحاكم  كصندوق المقاصة نظام التقاعد...إلخ. لكن ماذا تحمل حملة 2021 في ما يخص التعليم؟ هناك حزب وعد بالزيادة في رواتب الأساتذة، وهناك من وعد بإقبار نظام التعاقد، وهناك من (ضرب الطم)، وهناك حزب مازال يحلم بعودة التعليم العمومي، مع أن كل المؤشرات تشير إلى أن المستقبل سيحمل مفاجآت صادمة للمغاربة. وهاته القرارات سوف تطال حتى التعليم الخصوصي، حيث لن يعود في استطاعة بعض الدكاكين المدرسية الصمود للقوانين القادمة والمتغيرات العالمية في ظل بداية الحرب العالمية الثالثة التي ليست سوى حرب فيروسية سوف تأخذ أشكالا أخرى وأبعادا أخطر . عندما نتأمل وعود السياسيين في الحملة نكتشف كم أن هذا المترشح يقزم العقل المغربي ويقلل من شأنه، بل يدوس كرامته الفكرية ويعتبر أن أزمة التعليم المغربي تنحصر في الأجور؟ والطرف الآخر يريد الضحك على ذقوننا ويعدنا بالعودة للنظام القديم، حيث لدينا الأستاذ العمومي الذي لا هم له سوى تقديم عشرات الشواهد الطبية والاستعانة بالساعات الإضافية. والتلذذ بالمسمن والبغرير والبيض البلدي. وممارسة ساديته في قسم يعج بالأبرياء. لست أعمم هنا ولكن الغالبية ترزح في بحبوحة رقم التأجير الذي يضمن راتبا دون بذل أي جهد والاستقواء بنقابات يبقى همها الحصول على امتيازات تلو امتيازات. قضية التعليم محسومة والشعارات المرفوعة للإصلاح هي مجرد وعود ستطير كخيط دخان. لأن قرار التعليم هو أكبر من يكون في يد حكومة منتخبة بل هو قرار سياسي تتحكم فيه خيوط داخلية وتسطره إملاءات البنك الدولي والقوى الامبريالية القديمة وعلى رأسها فرنسا. لذا لا نريد أن يعيش المغاربة على وعود غير مدروسة. فالواقع يعكس الحقيقة ومواجهتها أفضل من النكوص إلى أحلام اليقظة. كل الأحزاب (ضربت الطم) على التعليم الخصوصي وكأنه من المريخ أو جزيرة (الشاكر باكر بن) مع أن القانون يضعه شريكا استراتيجيا للتعليم العمومي . إن لا أحد من الأحزاب يستطيع دخول قلعة التعليم الخصوصي لأن عشرات النواب و الوزراء يستثمرون أموالهم في هذا القطاع الريعي و لأن العمالة فيه رخيصة و متوفرة (منك عداد يا الأستاذ) ولأن هذا الأستاذ وضعوا على راسه سيف مدونة الشغل الذي لا يستجيب بتاتا للأدوار الكبيرة التي يقوم بها، ناهيك عن حاجات القطاع للتكوين الأساس و المستمر. 
إذن فهناك نظرة تقزيمية لإشكالية كبرى يعيشها التعليم بالمغرب، والتي سيبقى القانون الإطار كما أشرت سابقا حلا من الحلول لانقاذ قاطرة التنمية الحقة ألا وهو التعليم. 
لقد ساهمت الأحزاب دون أن تشعر في الاسراع بإفشال عملية الاقتراع يوم 8 شتنبر 2021، حيث سيحجم قرابة ستين ألف أستاذ عامل بالقطاع الخصوصي عن التصويت لأنهم خارج حسابات هاته الأحزاب. زد عليها حزب المقاطعين الذين قنطوا من قدرة صناديق الاقتراع على إفراز حكومة تحكم فعليا. 
إذن من سيصوت؟!