الجمعة 26 إبريل 2024
سياسة

نوفل البعمري :غرور النظام الجزائري.. سخافة لعمامرة 

نوفل البعمري :غرور النظام الجزائري.. سخافة لعمامرة  نوفل البعمري
غرور النظام الجزائري صوَّر له نفسه أنه بتصعيده الإعلامي الذي انطلق منذ اسابيع لاستفزاز المغرب و لجره نحو مستنقع المواجهة التي يريدها نظام شنقريحة، سيدفع المغرب إلى تغيير خطابه الدبلوماسي العقلاني، و سيدفعه إلى تبادل الحرب الإعلامية و الدبلوماسية التي يسعى إليها النظام الجزائري سعياً حثيثا من أجل محاولة وضع حجرة جديدة في حذاء المغرب ليمنعه من التقدم نحو المستقبل و البناء وفقا للإختيارات الإستراتيجية الملكية التي حددتها خطبه منذ خطاب المسيرة الخضراء لسنة 2015 التي حددت اختياراته الدبلوماسية خارجيا و جعلته يستمر في بناء دولة مغربية قوية باختياراتها،و سياستها، هذا الغرور الجزائري الذي عكسه خطاب شنقريحة قبل أيام و عكسته كذلك المواقف التي عبر عنها وزير الخارجية الجزائري لعمامرة خاصة منها إعلانه قطع العلاقة الدبلوماسية مع المغرب في وضع يكشف أن النظام الجزائري لم يتخلص بعد من تداعيات الحرب الباردة و لا المنطق الذي ساد فيها خاصة من حيث استعداء الجيران لإثبات تفوق جزائري غير موجود و لم يكن يوما موجودا في المنطقة، بقذر ما يعكس فشلا سياسيا لاختيارات الحاكمين بالجزائر خاصة و أنهم مازالو مرهونين في مرحلة و عقيدة بومدين التي تشبعت بزرع الحقد في المنطقة و هذا ما جعل حدود الجزائر كلها مشتعلة مع جيرانها ما زاد من حدة التوتر هو ارتفاع الخطر الإرهابي الذي بات يهدد المنطقة و كان للمغرب بفضل دوره السياسي الكبير في ليبيا،و دور مختلف أجهزته الأمنية أن جنَّب المنطقة كلها على المستوى المتوسطي و شمال أفريقيا و دول جنوب الصحراء تهديدات و ضربات إرهابية حقيقية كان يمكن لولا يقظة المغرب أن تكون اليوم المنطقة كلها في حالة فوضى. 
غرور النظام الجزائري الذي دفعه يتخذ الخطوة الخطأ تلوى الخطوة اتجاه المغرب، جعله نظاما سجينا للماضي الذي دعا العاهل المغربي بشجاعة لتجاوزه تطلعا للمستقبل، و يجعله نظاما يستنسخ نظام كوريا الشمالية بكل أبعاده السياسية في المنطقة، خاصة من حيث طبيعة العلاقة التي  نظام كوريا الشمالية مع كوريا الجنوبية،و يمكن بنقرة بسيطة في محركات البحث أن تكشف حجم التقدم الذي باتت عليه كوريا الجنوبية و حجم التخلف الذي أصبحت عليه كوريا الشمالية التي تحولت لسجن كبير، و جعلت شعبها شعبا معزولا عن العالم، و هو ما يتطلع إليه نظام العسكر في الجزائر الذي يريد استنساخ هذه التجربة بكل مساوئها، و كل انتهاكاتها الحقوقية،و كل اختياراتها الاقتصادية الفاشلة التي حولت الشعب الجزائري من شعب كان يجب أن يكون من أكثر شعوب العالم رفاها إلى شعب للأسف يقف في طوابير من أجل الحليب!!! 
النظام الجزائري و هو يعلل موقفه الذي استهجنته العديد من الأوساط الجزائرية خاصة على مستوى وسائل التواصل الاجتماعي، اختبئ كما عادته وراء دعمه لجمهورية الوهم من منطلق تبنيه لدعم حركات التحرر، محاولة إضفاء طابع أخلاقي و حقوقي على موقفها العدائي من وحدة المغرب، فالنظام الجزائري كما هو معلوم لا يساند مليشيات الجبهة من منطلق مبدئي،بل على العكس موقفها يعكس حالة عداء تاريخية للمغرب و يعكس استمرار اطماع النظام الجزائري في التوسع بالمنطقة و مازاد من استحالة تحقق هذا الأمر هو تأمين المنطقة العازلة الكركرات من طرف المغرب، و كذلك استمرار حشد الدعم السياسي للمبادرة المغربية بحيث مازالت هذه المبادرة تلقى الدعم من طرف الدول الكبرى و من طرف الأمم المتحدة و هو ما بات يقلق النظام الجزائري لذلك كان لافتا أن يهاجم لعمامرة في ندوته الصحفية مبادرة الحكم الذاتي لأنها تعرف أن أي عملية مستقبلية أممية ستكون على أرضية الحكم الذاتي و لا غير. 
لعمامرة في ندوته الصحفية و هو يقدم عناصر القرار الذي أعلنه من خلال التبريرات السخيفة التي برر بها موقف النظام الجزائري الذي كان متوقعا منذ بيان المجلس الأعلى للأمن الجزائري الذي صدر قبل أيام، قفز على معطي أساسي و هو معطي كان يفرض على المغرب منذ مدة أن يعلن هو عم قطع علاقته مع هذا النظام و ليس العكس، فمن موَّل مليشيات البوليساريو طيلة 40 سنة،و من قام بتسليحهم،و من حوَّل الأرض الجزائرية إلى موقع لإعلان الحرب على المغرب، و من سمح بتحرك مليشيات البوليساريو بحرية و تحويل مناطق من الأراضي الجزائرية إلى بؤر لتخزين السلاح و قاعدة خلفية لشن هجومات مسلحة على المغرب و يكفي العودة للحرب التي شهدتها المنطقة في الثمانينات شاهدة على ذلك أضف لهم عشرات الشهداء المغاربة الذين سقطوا في هذه الحرب و كان النظام الجزائري يقدم لها الغطاء السياسي و يسلح هذه المليشيات و يدربها….من قام بكل هذه الأعمال العدائية هو النظام الجزائري منذ أربعين سنة و لم يقم المغرب يوما باتخاذ قرار قطع العلاقة مع الجزائر و لا رد الهجوم عليها من منطلق الدفاع عن النفس انطلاقا من كوم الهجمات التي تعرض لها المغرب و التحركات المليشياتية التي كانت فهي تمت فوق الأراضي الجزائرية. 
لعمامرة قدَّم تبريرات سخيفة لموقفه، المغرب لم يستغل ضعف النظام الجزائري في العشرية السوداء بل كان مساندا لاستقرار هذا الجار، و لم يقم يوما بتسليح الماك أو تدريبهم، و اتخذ مسافة من الحراك الشعبي الجزائري، و لم يقم بإيواء أي ناشط أو معارض جزائري طيلة هذه السنوات من الأعمال العدائية اتجاه المغرب. 
خطاب لعمامرة يعكس الوجه الحقيقي للأنظمة الفاشلة كهذا النظام الذي حول الجزائر لكوريا شمالية في المنطقة، هذا الفشل كان دائما يتعارض مع ذكاء النخبة الجزائرية التي لم تنساق يوما  مع خطاب النظام الجزائري وكانت دائما على مسافة منه، هي اليوم شاهدة على ما انتهى اليه هذا النظام من إفلاس و غرور و من ترديد خطاب دبلوماسي سخيف يستند على وقائع أسخف، و ستكون لها كلمتها في المستقبل منتصرة لوحدة الشعوب و تكامل المنطقة و لليد الممدودة و الحوار.