الجمعة 19 إبريل 2024
اقتصاد

عبد الرحمان الحرادجي: توقفوا عن تعليق حرائق الواحات على مشجب الطقس والتغيرات المناخية!

عبد الرحمان الحرادجي: توقفوا عن تعليق حرائق الواحات على مشجب الطقس والتغيرات المناخية! عبد الرحمان الحرادجي يكشف أسباب اندلاع النيران في الواحات

يرى عبد الرحمان الحرادجي، أستاذ الجغرافيا بجامعة محمد الأول بوجدة، أن الحرائق التي تعرفها الواحات المغربية لا يمكن أن يتسبب فيها المناخ أو أحوال الطقس باستثناء الصواعق، مؤكدا بأن اندلاع الحرائق هو من أفعال الإنسان، فانعدام الحذر وعدم اتخاذ الاحتياطات والإجراءات اللازمة لتجنب اندلاع الحرائق هو السبب في انتشارها...

 

+ كيف تنظر إلى تناسل الحرائق بالواحات، هل تعزى إلى عوامل مناخية أم إلى سلوك بشري؟

- ما ينبغي التأكيد عليه أن الحرائق لا يمكن أن يتسبب فيها المناخ أو أحوال الطقس باستثناء الصواعق، ومن المعلوم أن الصواعق تأتي عادة مع الأمطار والعواصف وليس مع ارتفاع الحرارة التي قد تقترن بها عمليا عواصف رعدية، وبالتالي فتغير الأحوال المناخية يتسبب فقط في جفاف المواد القابلة للاشتعال ويبسها، وهي بقايا النباتات الميتة من جريد وجذوع النخيل وما إلى ذلك)، وبالتالي فالحرارة ترفع من قابلية هذه المواد للاشتعال، أما أن تندلع الحرائق بسبب المناخ فهذا غير وارد، فاندلاع الحرائق من أفعال الإنسان الذي يوقد النار، فانعدام الحذر وعدم اتخاذ الاحتياطات والإجراءات اللازمة لتجنب اندلاع الحرائق هو السبب في إذكائها وانتشارها، وقد يقترن ارتفاع درجة الحرارة بيبس المواد القابلة للاشتعال، ومع هبوب الرياح فهذا يؤدي إلى تأجيج الحرائق وتمدد رقعها لتشمل مساحات شاسعة.. أما القول إن ارتفاع درجة الحرارة هو السبب في اندلاع الحرائق فلا يستند على أي معطيات علمية، فليست هناك أي دراسة علمية تبرهن بأن المناخ بارتفاع درجة حرارته يكون هو السبب في اندلاع الحرائق.

 

+ هل يمكن في نظرك الحد من هذه الحرائق التي تستنزف ثروة النخيل التي تعتمد عليها الواحات؟

- سلوك الإنسان في هذه المناطق تغير، فقديما كان من النادر أن نجد بقايا النباتات والحطب متراكمة في هذه المناطق في المزارع لأنها كانت تعتبر المصدر الوحيد للطاقة، فهي كانت تستعمل كوقود، وحاليا ومع التحولات الاجتماعية والاقتصادية، أصبح السكان يعتمدون على الغاز في الطهي، بل حتى في التدفئة، وبالتالي فهذه البقايا من المواد القابلة للاشتعال من جريد وأغصان وأوراق ميتة، ومخلفات أشغال التشذيب، تبقى متراكمة، بل مهملة، علما أن هناك العديد من المزارع المهملة والتي هجرها أهلها أو أنهم يزورونها مرتين في السنة (مرة خلال فصل الربيع للقيام بعملية تلقيح النخيل ثم العودة في الخريف لجني التمر)، كما أن هناك تحولات أخرى في هذه المناطق فقديما كانت هناك أفران لصناعة الجير، وهذه الأفران كانت تلتهم كل مخلفات النباتات التي لا يستعملها الإنسان داخل المنازل، وبالتالي لم يكن هناك أي تراكم للبقايا القابلة للاشتعال، كما أن الإنسان قديما كان يحافظ على الأشجار ويعتني بها خلافا للوقت الحالي حيث نسجل نوعا من الإهمال بل العزوف حتى عن العمل الفلاحي أحيانا، وكذلك إغفال الإجراءات الضرورية للوقاية، ولتأكيد أن اندلاع الحرائق هو من فعل الإنسان فنحن نعرف أن هناك شهرا واحدا في السنة تقل فيه الحرائق أو تنعدم فيه وهو شهر رمضان، ففي هذا الشهر يقل نشاط الإنسان، ولا يوقد خلاله النار خارج البيت كما يفعل خلال باقي شهور السنة.

 

+ كيف يمكن في نظرك تجاوز الخسائر الناجمة عن حرائق الواحات، هل عبر حملات التحسيس أم ماذا؟

- طبعا.. لابد من تنظيم حملات تحسيسية من طرف المجتمع المدني والسلطات المحلية والسلطات المنتخبة فهي تتوفر على الإمكانات اللازمة للقيام بحملات التحسيس وتأطير عمليات تنظيف وتنقية الواحات من كل المخلفات التي قد تكون سببا في تسهيل انتشار الحرائق، ولابد أيضا من الاعتناء بالنخيل، فبعض الصور التي نشاهدها ضمن الاستطلاعات المتعلقة بالحرائق تبيين لنا وجود العديد من جريد النخيل اليابس المتروك، علما أن عملية التشذيب تتم في مناسبتين (خلال فصل الربيع وخلال فصل الخريف) فتراكم المواد القابلة للاشتعال بكثرة وبكثافة، قد يكون عاملا مساعدا على انتشار الحرائق.