تابع الرأي العام الوطني والدولي الأحداث المأساوية بقبيلة الشياضمة،يوم السوق الأسبوعي بمركز جماعة بولعلام بقيادة مرامر دائرة الحنشان بالصويرة، المرتبط بتوزيع مساعدات غذائية من طرف المدعو الحديدي، مما أدى إلىفقدان خمسة عشرة امرأة.
ودون العودة إلى تفاصيل الحدث الذي تناولته كل المنابر الإعلامية الوطنية مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك أكبر الصحف الدولية في أمريكا وأوروبا،أريد أن أثير واقعة ذات بعد إنساني عميق حصلت أثناء تواجدي بكندا الصيف الماضي، فقد توافد على الأراضي الكندية حوالي أربعة آلاف لاجئ من هايتي بسبب تشديد قانون الهجرة بالولايات المتحدة الأمريكية، وفي هذا الإطار خصصت الحكومة الكندية من بين مساعدات اجتماعية أخرى شيكا بنكيا بملغ ستة مائة دولاركندي وهو مايعادل حوالي أربعة آلاف درهم مغربية، إلى غاية تسوية وضعيتهم القانونية.
وفي السابق كانت العملية تتم عن طريق تجميع المستفيدين في الملعب الأولمبي لمونتريال، لكن هذه السنة عرفت احتجاجات وانتقادات واسعة من طرف المجتمع المدني وبعض الأوساط الحكومية ضد العملية لأن تجميع آلاف الناس في ملعب لكرة القدم لتمكينهم من المساعدات قد يحط من كرامتهم وإنسانيتهم ، وبالفعل تم اتخاد قرار إيصال المساعدات إلى مقرات سكن كل لاجئ حسب العنوان المصرح به للسلطات.
أما فقيه مركز بولعلام بقبيلة الشياضمة، فقد ضرب عرض الحائط بأهم شرط شرعي للصدقة وهو الستر، بل تجرأ ووضع يافطة إشهارية للإعلان عن غزوته التي أودت بحياة العديد من الضحايا، مستغلا يوم السوق الأسبوعي الذي يعرف توافد عدد غفير من المواطنين لقضاء أغراضهم الإدارية والاجتماعية،( كان على السلطات المحلية أن تمنع العملية يوم السوق الأسبوعي لعدة أسباب يعرفها الجميع ). والأغرب من ذلك أن الفقيه الحديدي حملالمسؤولية فيما حصل من مآسي للوافدين من مختلف مناطق إقليم الصويرة في تصريحاته العشوائية والمتنطعة، دون أن يرف له جفن، متناسيا أنه هو من وجه الدعوة عبر جمعيته، وتبت يافطة الدعاية، وأستغل يوم السوق الأسبوعي للتشهير بعمليته، بمعية كل من يدور في فلكه من مطبلين ومزمرين، والأنكى من هذا وذاك أن الفقيه الحديدي لم يحمل نفسه حتى عناء تقديم التعازي للعائلات المكلومة من أبناء المنطقة .
وأخيرا أقول لفقيهنا، قبل أن تحمل أكياس دقيقك وتشد الرحال إلى قبيلة الشياظمة، عليك الاطلاع على شروط الاحسان والتضامن الواردة في الدين الإسلامي الحنيف، ولك في تعامل أهل كندا مع الهايتيين أكبر مظاهر التضامن الإنساني.
