الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

البدالي : أين هي أحزاب الأغلبية الحكومية و أحزاب المعارضة المخزنية من فاجعة االصويرة؟

البدالي : أين هي أحزاب الأغلبية الحكومية و أحزاب المعارضة المخزنية من فاجعة االصويرة؟

قبل أيام قليلة ذهبت ضحية التدافع نساء في معبر سبتة المحتلة لما ضيقت السلطات الاسبانية عليهن الخناق و هن يبحثن عن لقمة عيش بعدما تخلت عنهن الدولة يصارعن الزمن بأدوات غير متكافئة و يصارعن الموت من أجل البقاء عبر الجبال و المسالك الوعرة و عند نقط العبور التي فيها يتعرضن للإهانة و للتعذيب و أحيانا إلى الموت . كل ذلك من أجل جلب سلع من المدينتين المغربيتين المحتلتين من طرف اسبانيا قصد ترويجها في المدن الشمالية المغربية لمواجهة شبح الفقر القاتل .

و اليوم نعيش فاجعة اخرى بدوار بوعلام نواحي الصويرة والتي ذهب ضحيتها 15 سيدة بعد تدافع من أجل مساعدة تتجلى في حفنة دقيق و قطعة سكر كانت تسعى جمعية خيرية توزيعها . هل كتب على نساء بلادنا الموت بالتدافع من أجل لقمة عيش ؟ هل من حق الدولة أن تتخلى على مواطنيها و مواطناتها يموتون في البحر هربا من الفقر أو في المعابر لتمرير سلع يرجون من ورائها ما يواجهون به متطلبات يوم واحد على الأكثر ، او بالتدافع من أجل الحصول على مساعدة بسيطة لا تسمن و لا تغني من جوع ؟ فأين هو واجب الدولة الاجتماعي و الإنساني اتجاه المواطنين و المواطنات ؟ أين هي الحكومة التي من واجبها التخطيط من اجل القضاء على الفقر و على البطالة ؟ أين هو دور البرلمان في شقيه لحماية الشعب من الاستغلال ومن الكوارث الإنسانية ، و هو الذي يستنزف مالية الدولة دون مردو دية تذكر؟ اين هي أحزاب الأغلبية الحكومية و أحزاب المعارضة المخزنية ؟
إنها أسئلة لها مشروعيتها في ظل واقع بئيس أصبح يخنق أنفاس المغاربة . لأن الدولة تقوم بتهريب الثروة الوطنية عبر أشخاص و شركات ، و أن الحكومة لا تهمها اللوبيات النافذة في الدولة الذين استفردوا بالثروات الوطنية برا و بحرا و لم يتركوا للشعب إلا الكوارث الطبيعية و البيئية ، كما لا يهمها أن تعمل على تحويل اقتصاد الريع إلى اقتصاد وطني يهدف إلى تقليص الفوارق الطبقية و المجالية أو الجهوية ،و لا يهمها تنظيم القطاع غير المهيكل للمساهمة في التنمية الاقتصادية و الاجتماعية ، و لا تعبأ بمبدأ محاسبة و لا مسائلة المفسدين و ناهبي المال العام و المهربين ، فما يهمها من الشعب هو الاستسلام للزيادات المهولة للأسعار و إلى سكاكين التعليم الخصوصي و المصحات الخاصة . أما البرلمان بشقيه ما يهمه هو الدفاع على تقاعد جد مريح و الظفر بالمناصب الوزارية و التوظيفات لفائدة الأقارب . فأين هي حاجيات المواطن الأساسية ذات الأولية من شغل و أمن و تغطية صحية و تعليم عند هؤلاء و لا هؤلاء؟ الم يحين الوقت كي يقف هؤلاء و هؤلاء وقفة تأمل من أجل انقاذ هذا الوطن من عبثهم و من المتسلطين على هذا الشعب ؟ كفى عبثا و كفى استهتارا بأرواحنا إن لم تكن غالية عليكم فهي غالية علينا و سوف نحميها .